أحمد قنيطة يكتب: أعيدوها سيرتها الأولى..

profile
أحمد قنيطة كاتب وباحث سياسي
  • clock 24 يوليو 2022, 4:29:26 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

منذ شهور متواصلة يستمر الاحتلال الصهيوني عربدته ويصعّد ويتمادى في جرائمه ضد أبناء شعبنا سواء في #القدس من هدم وتهويد وتدمير منازل وتهجير أهلها، وفي #الضفة من اعتقالات واقتحامات يومية واغتيالات لأبطالنا المجاهدين، وفي #السجون من اعتداءات ومصادرة حقوق واغتيالات للأسرى بسياسة الاهمال الطبي، وحتى في #غزة بالاقتحامات الجزئية في خانيونس وغيرها، وملاحقة الصيادين وتدمير مراكبهم، دون أن يجد رادعاً أمام كل هذه الجرائم القذرة.!!

يجدر بفصائل المقاومة التي اعتاد شعبنا لعقودٍ خلت أن يجدها نداً قوياً وحصناً منيعاً وصخرة صلبة أمام محاولات تغوّل العدو أن تقول كلمتها وأن تبادر للدفاع عن شعبنا والثأر لشبابنا والتضحية في سبيل المحافظة على ما تبقى لنا من سيادة على قدسنا وأقصانا، وعدم انتظار نصرة أو تأييد من قوى أو حلفاء لم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم، أو حتى حفظ ماء وجوههم، والرد على الضربات الصهيونية شبه اليومية، وأمام اغتيال صفوة علمائهم وخبرائهم وقادتهم!

معادلة الرعب والردع "النسبي" التي فرضتها المقاومة على العدو خلال المراحل الماضية وفي القلب منها معادلة "غزة - القدس"، ومعادلة "وحدة الساحات"، وغيرها، بدأت تضعف وتتلاشى وتفقد أثرها وقيمتها، لصالح الانشغال بعقد أحلاف واصطفافات مع قوى اقليمية مخترقة أمنياً وأخلاقياً حتى النخاع.

الواقع يثبت أن مقاومتنا الباسلة حين اعتمدت على عوامل قوتها الذاتية، واعتنت برأس مالها (البشري - الفكري - المادي) كأساس للعمل الجهادي -دون التقليل من شأن الدعم الخارجي كعوامل مساعدة- كانت أكثر تأثيراً وأشد ردعاً للعدو مما هو عليه الحال في هذه الأيام.

لذلك نحن اليوم وفي هذه المرحلة بالتحديد أشد ما نكون لتعزيز ثقة الناس بفكرة المقاومة وبجدوى المقاومة، وأنها هي الطريق الوحيد للدفاع عن شعبنا، وحماية أعراضنا، وحفظ كرامتنا، وتعزيز مهابتنا، وصولاً لتحرير قدسنا وأرضنا.

وكذلك نحن بحاجة ماسة إلى إعادة الاعتبار للروح الجهادية وربط الشعب الفلسطيني وشباب المقاومة بالقضية من ناحية عقدية دون الاقتصار على المنطلقات الوطنية فقط، إذ أن المنطلقات العقدية هي الباعث الأسمى والأرقى الذي يدفع الشباب للفداء ويحضهم على التضحية.

كل ذلك مع دوام واستمرارية الفعل الجهادي الثوري، وضرورة كسر حالة الجمود والموسمية على العمل العسكري، كي لا نسمح لعدونا بتوظيف أدواته ومقدراته لمحاولة احتواء المقاومة أو تقييد أذرعها عبر إشغالها بالحاجات الإنسانية والاحتياجات الأساسية للحاضنة الشعبية عن القضايا المصيرية.

المراقب والمتابع للأحداث يجد أن شعبنا حقق بعض من أهدافه الاستراتيجية عبر الأدوات العسكرية التقليدية المتواضعة، لكن على قاعدة الاستنزاف والاستمرارية لا الموسمية في العمل العسكري، ما أشعر العدو بفقدان الأمان والاستقرار ودفعه لاتخاذ قرارات قاسية كالانسحاب من غزة، وبناء الجُدُر حول نفسه في الضفة وغيرها من الاجراءات.

وحين نتحدث عن الاهداف الاستراتيجية الوطنية فنحن لا نتحدث عن تحسين رواتب وفتح معابر وإعادة اعمار وغيره، فهذه التحسينات ما هي إلا أدوات ضغط يتم توظيفها في الوقت المناسب، وأطفال شعبنا باتوا يدركون ذلك قبل كبارهم، فالأهداف الاستراتيجية تتمتثل في تحرير الأرض أو جزء منها، تحرير الأسرى، اعادة إحياء الضفة ودمجها في المشروع الجهادي التحرري، عودة اللاجئين... الخ.

المقاومة الموسمية لن تحرر وطناً ولن تعيد مجداً ولن تردع عدواً، فأعيدوها سيرتها الأولى يرحمنا ويرحمكم الله.

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)