- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د.اشرف الصباغ يكتب : تصريح بوتين
د.اشرف الصباغ يكتب : تصريح بوتين
- 5 يونيو 2021, 2:09:31 ص
- 1019
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم شعبه، وكل المشاركين في متنتدى بطرسبورج الاقتصادي، بتصريح في غاية الأهمية.
قبل أن نذكر التصريح، يجب أن نضع خلفية خفيفة وقصيرة للموضوع.
بعد عامين من فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، بدأت التقارير تتحدث عن مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية في البلاد. وبدأ المحللون ومراكز الأبحاث يتحدثون عن ارتفاع حجم البطالة وتدهور مستوى المعيشة. ولكن كان الكرملين يكذب كل هذه التقارير، وكان نواب الحزب البوتيني الحاكم يفشخون المحللين والتقارير ومراكز الأبحاث ويصفونهم بالعمالة والتآمر ومحاولات تشويه الدولة وقلب نظام الحكم.
لكن الملاحظ، أن الكرملين بحلول عام 2013، كان قد استكمل خطة إخضاع جميع وسائل الإعلام والمؤسسات الصحفية والإعلامية له، ولم تعد هناك أي وسائل إعلام خارج حظيرة الكرملين. لكن الطريف في الموضوع أن برامج التوك شو في التلفزيون الروسي بدأت تستعين بمقدمين رجال مفتولي العضلات وحليقي الرؤوس. وكان من الواضح أن أصواتهم أعلى وأقوى من الضيوف والمشاركين والمتصلين عبر الهواتف. أما النساء مقدمات تلك البرامج فكن يتميزن إما بجمال صارخ ويرتدين فساتين عجيبة لا علاقة لها بالبرامج السياسية أو الاقتصادية أو بجماليات الظهور على الشاشات وأمام الكاميرات في برامج ذات نوعية محددة وخاصة، أو كن يتميزن بطول اللسان والقدرة على الردح والمقاطعة، او بالاثنين معا...
كانت برامج التوك شو والبرلمان، وجحافل من المواطنين "الشرفاء" تنتشر في كل مكان وفي كل الزوايا والأركان لتفشخ أي تقرير أو مركز أبحاث أو محلل يتجرأ ليعلن أن روسيا بها مشاكل اقتصادية واجتماعية أو بطالة أو هناك مشاكل فب مداخيل الروس ومستوى معيشتهم، سواء بسبب الفساد السياسي والاقتصادي والإداري أو بسبب التوجهات القومية اليمينية المتطرفة للكرملين والتي أدت إلى مشاكل مع الجيران السلافيين أو الجيران الأوروبيين الشرقيين أو إلى مغامرات بعيدة عن حدود روسيا، وقادت في نهاية المطاف إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على البلاد.
وظلت الأمور على ما هي عليه طوال ما يقرب من 5 سنوات كاملة من فشخ الناس العاديين، وفشخ مراكز الأبحاث والمحللين. واليوم أعلنها بوتين صراحة: "البطالة في روسيا صعدت والدخل تراجع"...
أجلس الآن وأتابع وأنا في حالة ضحك هستيرية، لأن وجوه نواب البرلمان "الشرفاء" والمواطنين "الشرفاء" ومقدمي ومقدمات برامج التوك شو "الشرفاء والشريفات" تذكِّرني بنفس وجوه تلك الكائنات لدينا...