- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
أعدموا كل من يرتدي نظارة.. الخمير الحمر أصحاب المجازر والتاريخ الحالك
أعدموا كل من يرتدي نظارة.. الخمير الحمر أصحاب المجازر والتاريخ الحالك
- 17 سبتمبر 2023, 1:42:23 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تشكل حقبة الخمير الحمر في كمبوديا واحدة من أحلك فترات التاريخ التي وصل فيها القتل إلى درجة القتل بالفؤوس لتوفير الرصاص.
في عام 1970م قام المارشال لون نول، السياسي الكمبودي الذي كان يشغل سابقًا منصب رئيس الوزراء، وشركاؤه الموالون للولايات المتحدة، بانقلاب ناجح لخلع الأمير سيهانوك كرئيس للدولة، وفقا لموقع "هيستوري" الأمريكي.
شكل الخمير الحمر تحالفاً مع الأمير المخلوع وشنوا هجوماً على السلطة، وبمساعدة من الفيتناميين، بدأ الخمير الحمر في هزيمة قوات لون نول في ساحات القتال.
وفي 17 أبريل/نيسان 1975م بعد 5 سنوات من التدخلات الأجنبية والقصف والحرب الأهلية في كمبوديا، سقطت بنوم بنه في يد القوات الشيوعية، لتبدأ فترة "عهد الطغيان"، التي يصفها كثير من المؤرخين بأنها "الشيوعية الأكثر راديكالية على الإطلاق".
العقيدة السياسية والفكرية للخمير الحمر
درس معظم قادة الحركة، بمن فيهم بول بوت في فرنسا، حيث تأثروا بأفكار "الحزب الشيوعي الفرنسي"، بالإضافة إلى تكوينهم الآسيوي من خلال النموذج الفيتنامي والصيني وهي التجربة الراديكالية التي طبقوها لإعادة البلاد إلى عصر ما قبل الصناعي والتي يشكل الفلاحون طبقتها الرئيسة.
حكم بول بوت
تبنى بول بوت عقب وصوله إلى السلطة سياسة "الرجل الجديد"، وتعرض كل أصحاب الفكر والقيادات الفكرية للتعذيب والأعمال الشاقة كما أعدم أغلبهم لأنهم مثقفون، حتى بلغ بهم العته إلى إعدام كل من يرتدي النظارات باعتباره مثقفا.
وطال التطهير أيضاً كل من يشتبه بعلاقتهم مع النظام القديم، حيث كانوا يضربون حتى الموت أو يُرمون بالرصاص.
وشن نظام بول بوت حربا طبقية، سعت إلى تفريغ المدن وإعدام المثقفين، بل وإعدام أي شخص يرتدى النظارات، في محاولة من أجل تأسيس "المدينة الزراعية الفاضلة".
وقام مسلحو الخمير الحمر بتحويل مبنى المدرسة الثانوية في تول سلينج، إلى مركز للاستجواب، وسجن سرى يعرف بالرمز "إس-21"، وبلغ عدد المعتقلين داخله 20 ألف معتقل خلال مدة 4 سنوات، نجا منهم 7 فقط.
وبدلاً من تأسيس تلك المدينة المنشودة، انتهى الأمر بتلك الجماعة إلى ارتكاب جرائم إبادة جماعية، أودت بحياة ما يقرب من مليوني شخص، وأجبرت 2 مليون شخص على العمل في الزراعة، ومات جزء كبير منهم تحت ظروف عمل قاسية.
كما ألغى الخمير التعامل بالنقود وبدأوا إغلاق المعابد البوذية والمساجد والكنائس والمحال التجارية الخاصة وتحويلها إلى صوامع للحبوب، وسجون أو معسكرات لإعادة تعليم الشعب الكمبودي، وكان على الشعب الكمبودي ارتداء الملابس السوداء فقط، حيث كانت تعد الملابس الثورية من وجهة نظر الجماعة.
نهاية "الخمير الحمر"
بحلول نهاية عام 1977م اندلعت اشتباكات بين كمبوديا وفيتنام وتم إرسال عشرات الآلاف من الناس للقتال وقتل الآلاف، وفي ديسمبر/كانون الأول عام 1978 م دخلت القوات الفيتنامية كمبوديا واستولت على بنوم بنه في 7 يناير/كانون الثاني 1979م، ثم فر زعماء الخمير الحمر إلى الغرب، وأعادوا تأسيس قواتهم في الأراضي التايلاندية، بمساعدة الصين وتايلاند.
ساعدت فيتنام على إنشاء حكومة جديدة، سميت جمهورية كمبوديا الشعبية، بقيادة هينغ سامرين، واستمر الخمير الحمر في الوجود حتى عام 1999م، عندما انشق جميع قادته إلى حكومة كمبوديا، أو تم اعتقالهم أو موتهم ولكن لا يزال إرثهم قائما حتى اليوم.