أميرة حبارير تكتب: ترامب ورياح العقل النفسي

profile
د. أميرة حبارير كاتبة إعلامية وأستاذ الصحة النفسية وعلاج الإدمان
  • clock 21 فبراير 2025, 4:40:27 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يُعرف ترامب بتقلباته المزاجية وقراراته غير المتوقعة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتوجهاته المستقبلية. ومع ذلك، يُلاحظ أنه يميل إلى استخدام القوة والضغط لتحقيق أهدافه، مع تركيزه على المصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة.. فهناك أربعة عوارض رئيسية للنرجسية الخبيثة، وهو اضطراب الشخصية الاكثر تدميرًا، تشمل البارانويا والنرجسية واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والسادية.

وهذا النوع من القادة يظهر على مدار التاريخ، وهم دائما مدمرين بشكل غير اعتيادي، أمثال هتلر وستالين وموسوليني. ويمكن القول أن ترامب يميل إلى استخدام مزيج من الدبلوماسية القسرية والصفقات لتحقيق أهدافه، مع استعداد للتصعيد عند الضرورة، مما قد يؤدي إلى توترات دولية وإقليمية، وهو ما يحدث الأن ويزداد مستقبلاً مع معارضته لقادة الاتحاد الأوروبي وإبداء الرغبة في تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها لصالح روسيا التي ستضرب أوروبا واحدة تلو الأخرى حال حدوث ذلك.

بل ويُسارع ترامب للجنون بضم دولاً لإمبراطوريته مثل كندا وغرينلاند وقناة بنما، إذ يميل الجمهوريون إلى تبني نهج يعتمد على القوة والردع في السياسة الخارجية، معتقدين أن السلام يتحقق من خلال إظهار القوة العسكرية والاقتصادية، وبالتالي فهم يؤيدون زيادة الإنفاق الدفاعي واستخدام العقوبات الاقتصادية كوسيلة للضغط على الدول الأخرى. كما يفضلون التحركات الأحادية عند الضرورة، كتركهم أقوى حليف لهم وهو الحليف الأوروبي، مع التركيز على المصالح الوطنية الأمريكية أولاً. هذا التوجه يُعرف بمبدأ "السلام عبر القوة"، وهو الأغرب في حياة أميركا التي لم تعتاد على رؤية هذا النوع من القادة، صاحب العينان الزرقاوين من أصول ألمانية منقلب عليها، مُمتزجه مع الأسكتلندية المطروحة لفراشه، وقد برز منه المُتمرد الخفي منذ نعومة أظافره، حيثُ نشا بين مدرستين من منهجين مختلفتين الأولى: مدرسة خاصة وصولًا إلى مدرسة عسكرية في نيويورك، لنرى من لغة الجسد الذي يحمل رأسه المتمردة، شخصيه قويه تبدوا عليها السيطرة الظاهرة، فهو يتعمد استخدام ايماءات مُهيمنه الثقة بالنفس، كما ألمح لحماس بوعيده لهم وأن يجعلها جحيم إذا لم يتركوا الأسرى وقد مر الموعد بلا شيء، فهو عقل فارغ وجسد بالي، رجل يبدوا به الحسم سيداً ولكن في تجارته وأبراجه العقارية، لا السياسة وحُكم شعب أبي فلسطيني عربي، كما أنه عنيد ولا يتراجع بسهولة وهى من أهم صور الثقة القصوى التي تكمن بينها في صوره ثقه هشة للنفس في حياته، وتلك كانت سبب فوزه بالانتخابات الماضية. 

وبداية من الجبين صاحب الفلات الواسع والممتد، يظهر عليه حُب التجديد والرياد وإقامة الصداقات والعلاقات الاقتنائية، التي لا تتعارض وتفكيره ومصالحه، وهو ما نراه في اختياره لأعضاء فريق البيت الأبيض لاسيما أيلون ماسك الذي أخذ الضوء الأخضر للاطلاع على أسرار البنتاغون ووزارة الدفاع الأمريكية، متحدياً كل البروتوكولات العقلية، يُحب التحدي حتى لو تنازل عن بعض المبادئ، كونهُ متهور يعيش اليوم والمستقبل دون تفاعل أو تعامل مع الماضي يفتقر الى الدبلوماسية، التي تختفي تحت حاجبين كثيفين مع تقوس خفيف، تحتهما عينين مقتربتين من بؤرة الاهتمام للأخطاء المتوترة جدا في دعوته الدائمة إلى المثالية، ومنها للأنف المُتوسطة سهله الاستفزاز، تلك الشفاه التي تميل إلى أسفل بما تنم عن الصراحة بلا حساب مع العند دفاعاً عن مصالح دولته التي قد بدأ في أول فصول نهايتها منذ دورته الأولى، محب للظهور ولفت الانتباه، عدواني في الوصول إلى أهدافه، فهو سهل التهكم في ردود الأفعال، كما حدث مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وردود أفعاله العنيفة، كما حدث مع الصحافة والصحفيين.

لقد فاز ترامب بأربع عوارض رئيسه في علم النفس أولها النرجسية، والأعراض السيكوباتية، والسادية وكذلك البارانويا، فهو بارع في التمثيل الدرامي، بالداخل الأمريكي والخارج الدولي، ولا يمكن التنبؤ لسلوكه القادم.

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)