- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
أميركا: مصير نتنياهو... و"حلول غزة"
في ظل الإجماع الإسرائيلي - الأميركي على أهداف الحرب وإسقاط حكم "حماس"، أفاد تقرير صحافيّ أميركي الأربعاء، بأن إدارة الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، تعتقد أنه لم يتبقّ لبنيامين نتنياهو سوى وقت محدود في منصبه، رئيسا للحكومة الإسرائيلية.
وأوردت مجلة "بوليتيكو" الأميركيّة، نقلا عن مسؤول أميركيّ لم تسمّه، أن "الإدارة الأميركية تعتقد أنه لم يتبق لنتنياهو سوى وقت محدود في منصبه".
وذكر المسؤول أن "توقعات الإدارة الأميركية ترجِّح بقاء نتنياهو في منصبه أشهرا، أو حتى انتهاء القتال فقط؛ رغم عدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الإسرائيلية".
بينما نفت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، ذلك وقالت إن "الوصف الذي يظهر في المقال غير صحيح. الموضوع لم يناقشه الرئيس بايدن في الماضي ولا يتم مناقشته الآن. نحن نركز على التعامل مع الأزمة الحالية".
في المقابل، قلل مسؤول في البيت الأبيض من أهمية هذه الأحاديث عن مستقبل نتنياهو، وقال إنها مجرد تكنهات، وشدد على أن تركيز الإدارة ينصب بشكل مباشر على دعم أمن إسرائيل.
لكنه أوضح أن "قبضة نتنياهو المهتزة" في السلطة تكون دائمًا "في الخلفية" خلال المحادثات الداخلية لإدارة بايدن حول الشرق الأوسط.
وبحسب مصادر المجلة، يتواصل المسؤولون الأميركيون مع عضو "حكومة الطوارئ" الإسرائيلية، بيني غانتس، ورئيس الحكومة الأسبق نفتالي بينيت؛ وقال المسؤول الأميركي السابق إن رئيس المعارضة ورئيس الحكومة السابق، يائير لبيد، من بين شخصيات إسرائيلية أخرى يتواصل معها الأميركيون للبحث في المستقبل.
وبحسب المجلة، طُرح مصير نتنياهو السياسي في اجتماعات البيت الأبيض الأخيرة التي شارك فيها بايدن، وفقًا لإثنين من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية. وشمل ذلك المناقشات التي جرت منذ رحلة بايدن إلى إسرائيل، حيث التقى بنتنياهو.
وأضاف المسؤولان في الإدارة الأميركية أن "بايدن ذهب إلى حد مشاركة نتنياهو بأنه يجب عليه التفكير في العبر من الحرب التي سيتقاسمها مع من سيخلفه في منصبه".
وفي سياق ذي صلة، قال مسؤول إسرائيلي لـ"بوليتيكو" الأميركي، إن "إسرائيل مستعدة لمناقشة هدنة إنسانية لبضع ساعات"، مضيفا: "أن وقف إطلاق النار لا يزال غير مطروح على الطاولة".
ونقل التقرير عن عضوين في مجلس الشيوخ الأميركي، قولهما إن هناك محادثات جارية لإنشاء قوة متعددة الجنسيات في غزة بعد قضاء إسرائيل على حركة "حماس".
وأضاف السيناتوران أن "هناك تحركا دبلوماسيا مبكرا ومغلقا بشأن إنشاء قوة لحفظ السلام في غزة، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تشمل قوات أميركية".
وقال أحدهما إن "هناك محادثات جارية بشأن تشكيل محتمل لقوة دولية"، فيما رفض الخوض في التفاصيل واكتفى بالقول إنها "أولية وهشة للغاية".
"السيطرة على غزة" بعد الحرب؛ خلاف بين تل أبيب وواشنطن... وخلافات بحكومة نتنياهو
وفي سياق ذي صلة، أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائليية، إلى اختلاف بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، بشأن مقترَح نقل السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، بعد انتهاء الحرب.
وتطرّق وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الإثنين الماضي، بوضوح إلى هذا الاقتراح ووصفه بأنه "منطقي للغاية"، فيما يرفض مكتب نتنياهو التعامل مع الموضوع، كما تعارضه عناصر أخرى في الائتلاف الذي يشكّل الحكومة الإسرائيلية بشدّة.
وقال بلينكن خلال جلسة بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، إن الخطوة "الأكثر منطقية" من وجهة نظر الإدارة الأميركية، هي "تسليم" السيطرة على قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، بعد انتهاء الحرب "وهزيمة حُكم حماس".
ولفت إلى أن هذا "يتطلّب خطوات لتعزيز السلطة الفلسطينية، وتغيير أساليب عملها، وأن السيناريو لجلب السلطة إلى غزة يجب أن يكون تدريجيًا: في البداية فقط في المجال المدني، وفي النهاية المسؤولية الأمنية أيضًا. ولم يحدد فترة زمنية للعملية"، وفق "هآرتس".
"زيادة مشاركة مصر والأردن ودول عربية أخرى في إدارة القطاع"
وقال بلينكن: "هذا سؤال كبير، هل يمكننا حقا أن نجعلهم هناك"، مضيفا أنّ "هذا يحتاج إلى دراسة، وحتى لو كانت الإجابة لا، فربّما تكون هناك ترتيبات مؤقَتة أخرى يمكن الدّفع بها، بمساعدةِ مشاركةِ دول أخرى في المنطقة".
ووفق الصحيفة، فإن هناك خيارا آخر تمت مناقشته في تل أبيب وواشنطن، وهو "زيادة مشاركة مصر والأردن ودول عربية أخرى في إدارة القطاع، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الدول مهتمّة بذلك".
وترفض حكومة نتنياهو التطرُّق إلى هذه القضية، بدعوى أن هذا ليس وقتا مناسبا بالتزامن مع استمرار "القتال ضد حماس".
وبينما كان مكتب نتنياهو قد قال قبل نحو أسبوعين، ردًّا على منشورات تفيد بوجود مناقشات في إسرائيل حول هذه القضية: "لقد حدد رئيس الحكومة نتنياهو الهدف: القضاء على حماس. كلّ الحديث عن قرارات لإسرائيل لتسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية أو لأي جهة أخرى، كذبة"؛ أشار التقرير إلى أنه "على الرغم من هذا النفي القاطع، يدرك كبار المسؤولين في إسرائيل، أنه لن يكون من الممكن تجاهُل هذه القضية بشكل كامل لفترة طويلة".
وفي الصدد ذاته، لفت التقرير إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، قد كتبت وثيقة تتناول "إستراتيجية الخروج" السياسية لإسرائيل في اليوم التالي للحرب.
وأوضح أن الوثيقة "تضمنت دراسة موسعة لسيناريو عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، بدعم من تحالف دولي من الدول العربية".
وأفاد التقرير بأن مناقشات عُقِدت بشأن هذا الموضوع في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، و"لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ قرارات عملية بهذا الشأن، وبالمثل لا يوجد أي جُهد من جانب إسرائيل على الساحة الدولية للدفع بخطوة كهذه".
ووفق "هآرتس"، فإن الخلاف بين تل أبيب وواشنطن، "يرتبط في هذا الشأن بالتوتر المتزايد بين الحكومتين بشأن الأحداث التي شهدتها الضفة الغربية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية"، حيث استشهد فلسطينيون وأُصيب آخرون، استشهد بعضهم برصاص مستوطنين.
ولفتت إلى أن واشنطن كانت قد أعربت في عدة مناسبات عن قلقها إزاء تزايد الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة، وطالبت إسرائيل بالتحرك من أجل القضاء على هذه الظاهرة. وفي الوقت نفسه، تريد الإدارة الأميركية أن "ترى التدابير التي من شأنها أن تساعد في تحقيق الاستقرار وتعزيز الاستقرار، و السلطة الفلسطينية، لكن العناصر اليمينية المتطرفة في الحكومة، وبخاصة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، تعارض ذلك".
ويُتوقَّع أن يثير السؤال بشأن الدور المستقبليّ المحتمَل للسلطة الفلسطينية، خلافات في الآراء داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، بحسب الصحيفة التي لفتت إلى أن عضوَي "كابينيت الحرب"، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، وهما رئيسا أركان سابقين، كانا "قد دعما لسنوات في جميع مناصبهما، الحوار السياسي والأمني مع السلطة الفلسطينية، حتى أن غانتس التقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عندما كان وزيرا للأمن".
وكان سموتريتش قد أخطر نتنياهو، أنه قرر تعليق تحويل أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية، في ظل الحرب على قطاع غزة المحاصر، الأمر الذي أثار حفيظة أجهزة أمن الاحتلال، التي حذّرت من تصعيد الوضع الأمني في الضفة.
وقالت "هآرتس" عن ذلك، إن سموتريتش "نجح في إثارة غضب الإدارة الأميركية"، بهذا القرار، وطلبت من نتنياهو توضيحا في هذا الشأن، ليصرّح وزير الأمن، يوآف غالانت، مساء الأربعاء، بشأن ذلك بأن "لدى دولة إسرائيل مصلحة في الاستقرار في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) دائما، وبخاصة في هذا الوقت. لذلك، من المناسب تحويل الأموال، بحيث تساعد آلية عمليات وقوات السلطة الفلسطينية".
يأتي ذلك فيما تدور اشتباكات ضارية بين فصائل المقاومة وقوات جيش الاحتلال في عدة محاور بقطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل 16 جنديا وإصابة آخرين منذ بدء العمليات البرية ولغاية الآن، فيما وصلت حصيلة القتلى الإسرائيليين وفقا لآخر حصيلة أعلن عنها إلى 1218 قتيلا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي وقت سابق الأربعاء، تعهد نتنياهو، بمواصلة الحرب ضد حركة حماس "حتى النصر"، رغم "الخسائر المؤلمة" في صفوف جيش الاحتلال، وقال في كلمة تلفزيونية بعد ساعات من إعلان الجيش مقتل جنود خلال الساعات الـ24 الأخيرة في معارك في غزة: "حققنا الكثير من الإنجازات المهمة لكن لدينا خسائر مؤلمة أيضا"، مضيفا: "نخوض حربا صعبة، وستكون طويلة".