- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
أنس دنقل يكتب : أم أسماعيل صديقة الطلبة !!
أنس دنقل يكتب : أم أسماعيل صديقة الطلبة !!
- 29 مايو 2021, 1:56:32 ص
- 1421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
(عن سيرة وكفاح نبوية
"ام سماعين" وانجالها !!)
1
مطلع سبعينات القرن الماضي..عرفتهما: طالبين مغتربين بجامعة اسيوط.. ينتميان الي احدي قري محافظات جنوب الصعيد..سكنا معا شقة.. بدروم تحت الارض بعشرة كيلومتر ..عمارة كبيرة ..شارع واسع..ماعلينا !!
اولهما: واقعي.. يؤمن ان ممارسة الجنس يجعل الفكر يتخلص من المنغصات ليتفرغ لطلب العلم والعبادة..افكاره: " القحبة ..امة ..ملك اليمين ..حل لنا..ليست حرة ليطبق عليها أو من يضاجعها شرع الله" ..شديد التدين..يحافظ علي الفروض والصلوات الخمس في اوقاتها ..
الطالب الثاني: رومانسي ..ممتلئ بالمثاليات ..يؤمن بالحب والمحبة بين البشر المتساويين في الحقوق والواجبات.. المتكاتفين رغم اي اختلافات بينهم..
منذ البداية اتفقا علي ان كلا منهما حر في حياته داخل حدود غرفته الخاصة( لاحظ : عقد ايجار الشقة باسم الواقعي )!!
تطبيقا لشروط الاتفاق..الواقعي تزوره من فترة لأخرى سيدة كهلة (مومس )..قال عنها: عاملة متقاعدة بإحدى المستشفيات (بالتأكيد عملت بتنظيف دورات المياه العمومية بأحد مستشفيات الدرجة العاشرة..لا اكثر.. قبل ان تحال للمعاش !! )..تخطت الستين بسنوات طويلة..
الواقعي يمارس معها الجنس ..لاسباب عدة : 1-- رخص المقابل المادي ( حاجه كده ببلاش يعني).. لظروفه الاقتصادية المتعسرة. .
2-- خبراتها الطويلة النادرة الممتدة في هذا المجال مما يصعب توفر نظيرها ..
3-- صرف صحي جاهز في جميع الاوقات بدون اي فترات توقف اعتيادية.. " سباكه دليفري" !!
المشكلة : في الطابق الأعلي للبدروم..يسكن ضابط شرطة شاب مع نجل أحد عمد البلاد الميسورين (هذا لايهمنا حاليا..ربما نعود له في مرحلة لاحقة! !)..
الست ام سماعين تعشق وتموت في دباديب ح ظابط حسين-- ساكن العالي-- في عز تادية واجباتها السريرية مع الواقعي تتذكر الحليوه ..تصيح في صاحبنا : اديك عنيا وعمري كله يا...فلان..بس تشوف لي ح ظابط..مستعدة اعيش عمري كله خدامة تحت رجليه..ابوس ايدك تدخلني بس باب شقته وانا بعد كده عارفه طريقي ..أجيبه لغاية عندي حافي ( ميول طبقية متجذرة ..انجذاب طبيعي للسلطة ككل شعبنا الطيب المتدين النبيل!! )..
الواقعي ينفعل عليها : اعقلي ياوليه ياخرفانة ..حد قالك عليا مركب قرنين ؟!! امشيكي من هنا ..اضربك بالمركوب القديم..
( الظابط من أحد محافظات الدلتا التي تشتهر بالجمال ..أشقر..عينيه ملونة مما يشي بالعلاقات الثقافية القديمة التي ربطت بلادنا بفرنسا أثناء الحملة الفرنسية ..قبلها وبعدها..ربما حفيد الزواج الشرعي الميمون للجنرال مينو --بعد ان اسلم وحسن إسلامه وسمي نفسه عبدالله -- ببنت الشيخ السادات !! )
الرومانسي بعيد تماما عن كل هذه الحوارات..الي ان كان يوما لم تطلع له شمس..دق جرس الباب..الرومانسي وحيد في الشقة..الدنيا صيف ..حر ..الرومانسي..قاعد يذاكر..جالسا فوق الكرسي اليتيم ذو الرجل المكسورة ..ساقيه علي الترابيزة الخشب العالية ( اشتراها بجوز جنيهات من سوق الأثاث الطلابي المستعمل )..عاريا الا من بنطلون بيجامة قديم..عندما دق جرس الباب..ظن أنه أحد زملائه ..فتح الباب ليفاجأ بالست ام سماعين..حته واحدة.. لأول مره وجها لوجه..بشعة..بشعة..120 سم طول × 4 متر عرض.. !!
2
الرومانسي:
: فلان مش موجود..
: ح ادخل استناه..
الرومانسي عاد لكتبه وكرسيه المكسور.. متظاهرا بالانشغال..ام سماعين تمددت علي سريره السفري الحديد المجاور..
بعد فتره..
:قوم تعالي هنا جنبي.. قوم ..الكتمة وحشه علي صحتك وركبك وعنيك..
: اتهدي .. ربنا يهديكي. .دلوقتي صاحبك ييجي..
: ح اعملك كباية شاي يمكن تعدل مزاجك..
بعد فترة عادت بالشاي ..خلعت كل ثيابها الخارجية إلا قميصها الداخلي..تمددت هنيهة ثم خلعته..بدت أكثر بشاعة..كتل جلد مدبوغ مترهل..ثدياها تصلا حتي منتصف كعب قدميها مثل قربتي سقا قديمتين فارغتين..خاليتين من الماء والدسم والحياه إلا عروق زرقاء كبيرة يابسة ..نافرة( للاسف معظمكم تربية مدن لم تدركوا وتعرفوا شكل قربة السقا ! )
بدأت تحاول ممارسة حركات.. للاسف.. تأوهات اكثر مدعاة للقئ والاشمئزاز( فتحة صرفها تصلح مربط لخروف ضخم بفروته وقرونه !! )..حاول صدها بكل الطرق..اصبحت اكثر شراسة وعدوانية.. حاولت فتح شباك الحجرة المطلة علي الشارع الرئيسي..هددت بالصراخ واستدعاء الجيران بحجة محاولة التعدي عليها..
لابد من استعمال الحيلة..
: انت قمر ..اي واحد يتمناكي..بس خايف ....فلان يزعل مني..بيعتبرك حبيبته الوحيدة ؟؟!!
:مالكش دعوة بيه..هو اشتراني !!
: خلاص ..ثانية واحدة..اخد دش لأني وسخ وارجع لك..
: تعالي اقعد انت حلو كده ونضيف..
تخلص منها بدبلوماسية ..امسك بأقرب ملابس له..لاذ بالفرار للشارع الفسيح !!
دقائق ..خرجت..كان جالسا منتظرا فوق درجات السلم العلوية.. نظرت بغضب ..صاحت: --آخر الزمن .."نبوية" علي سن ورمح..اللي كانت باشوات وبهوات..تترمي تحت رجليها تبص لعيل معفن م الارياف.. اتفو عليكم ولاد كلب..واطيين !!
(أصيلة من يومك يابنت الأصول.. متشكرين !! )
3
سنوات عديدة مرت..مايقارب الأربعين عاما..سنة 2007..الرئيس مبارك يزور محافظة أسيوط..بحكم عمل الرومانسي يتفقد استعدادات أحد الأحياء للزيارة ..ابراج سكنية جديدة ..عمارات اسكان شباب.. متنزهات ..الحي تغير تماما ..تذكر هاهنا كانت تعيش ام سماعين ..مسكنها وغرزة معسلها والشاي..مكانهما أصبح مول تجاري ضخم!!
رجل أعمال كبير ..محسن فاضل يتابع تعليق لافتاته للترحيب بالسيد الرئيس-- باعتبار الرجل كبير الحي -- ..يدعو الرومانسي لفنجان شاي بمكتبه الفاخر..صور رجال ونساء..اقطاب صوفية معروفين تزين الجدران أسفل صورة السيد الرئيس.. تتوسطهم صورة المغفور لها ام المحسنين : نبوية "ام سماعين" !!
عندما لاحظ رجل البر والتقوي اعجاب الرومانسي بصورة المغفور لها المكللة بالسواد وتوقفه طويلا امامها ..علق بتاثر واضح: جدتي الله يرحمها.. من ربتنا..علمتنا فعل الخير في اهله وغير اهله..اجاب الرومانسي: عارف من غير ماتقول..سيماهم علي وجوههم يامولانا.. الله يرحمها..ست عظيمة!!
اصدقائي: لقد ماتت سيدة العطاء لكن الحمد لله تركت لنا اجيالا ..ابناء واحفاد " بارك الله فيهم" يواصلون مسيرة الحب والعطاء ..
ام سماعين فكرة..والأفكار لاتموت..ان ماتت ام سماعين فكلنا ام سماعين !!