تكبير الخط تصغير الخط

منذ سنوات..كنت محترف زراعة كوسة وخيار بالتنقيط..كلاهما زرعتين سريعتي الانبات غزيرتي الانتاج..كانت تواجهني مشكلة انهما يحتاجان عند ارسالهم لشوادر البيع للحجب عن التيارات الهوائية ممايتطلب تغليف الأقفاص بالورق غالي الاسعار..الحل ورق الجرائد ارخص تكلفة..بالذات الأعداد الأسبوعية للجرائد القومية ( خميس- جمعة- سبت )..احجزهم بالكامل عند عم علي بائع الجرائد ببلدتنا  قبل ان يتوفي ويغلق كشكه ..الي ان اكتشفت عدم وصول اي جرائد  للحاج علي ..الموزع الفرعي ..ظننت ظن سوء ..ان اهالي محافظتنا أصابهم لاسمح الله داء الثقافة حفظهم الله 

بالبحث والتحري تبين ان مزارعي الموز دخلوا منافسين  علي الخط لنفس الأسباب أعلاه ..حجبوا كل الكميات من المصدر بعاصمة المحافظة..مزارعي الموز هزموا مزارعي الخيار والكوسة..اضافة لربات البيوت محترفي تلميع زجاج النوافذ !! 

 عدد القراء الحقيقيين لجرائدنا المصرية بصعيد مصر كله لن يتجاوز أصابع اليد الواحد من كبار السن المرشحين للانتقال الأمجاد السماوية مع أول حركة تنقلات عزرائيلية .. يشترونها بحكم العادة والوجاهة الاجتماعية .. .أضف إليهم السادة محافظي الاقاليم ..مديري الأمن ممن تصل إليهم هذه الكتل الورقية السميكة مجانا..البركة في إدارات العلاقات العامة..والحقيقة..هم أناس مهذبين عاقلين. .لايقراون..اكتفاء بورقة تلخيصات موظفي العلاقات لصفحتي الوفيات والمناسبات الاجتماعية لتحرير برقيات العزاء والتهاني وإرسال باقات الورد عند اللزوم..اضافة لقراءة شكاوي المواطنين علي طريقة اسمي مكتوب..لنتولي الرد بان الدنيا ربيع والجو بديع والشاكي كداب قراري ف اصل وشه..

الغريب في الأمر عندما اذهب للقاهرة..امر علي نقابة الصحفيين لرؤية بعض الأصدقاء. .. يتقمص البعض شخصية المرحوم الصحفي الكبيرمحمد التابعي في اربعينات القرن الماضي _ لأنني صعيدي مغفل اصدقه_ ..  كان التابعي  يسقط بقلمه وزارات 

وتترامي تحت اقدامه الأميرات والفنانات عشقا وولها ..الله يرحم ابوك يابن عمي: قل لي ارقام توزيع الصحف الان ؟؟

اصدقائي الصحفيين :باسم مزارعي الموز والكوسة والخيار.. باسم ربات البيوت ماسحي الزجاج.. مرحبا بصحفكم الجميلة في صعيد مصر!!