أنس دنقل يكتب ..الناس والعفاريت

profile
أنس دنقل كاتب مصري
  • clock 7 أبريل 2021, 3:48:30 م
  • eye 1161
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في طفولتنا الغير سعيدة ..لم تكن قرآنا  دخلتها الكهرباء..الليل ظلام دامس..

بداية : تعريف موجز  لأشهر لمبات الإضاءة المنزلية : 

 درجات تبعا للمستوي الاقتصادي للأسرة ..

  1-- اللمبة  العويل ( شريط قماش قديم مفتول مغموس  في الجاز  بعلبة  صفيح ) .. العيوب:  تلطخ جدران المسكن بالهباب ..تعرضنا لاخطار الحريق لكن ما باليد حيلة..الفقر الدكر وسنينه  بعيد عنكم  !!.. 

2-- لمبات القزاز درجات ..ادناها اللمبة السهاري تليها اللمبة نمرة خمسة ثم اللمبة نمرة عشرة..العيوب: غسيل وتنظيف هذه اللمبات وتجفيفها والحفاظ عليها في عيوننا .. ضد أخطار  الكسر يتطلب قدرات وامكانيات فنية لوجيستية دقيقة لاتتوفر لدي الكثيرات من ربات البيوت ..

3-- الفوانيس انواع.. أرقاها الفانوس الشمالي.. مفتاح تعلية وخفض شريط الإضاءة  بالناحية الشمال عكس الفانوس المحلي الصنع... مفتاحه يمين طبقا للشريعة الإسلامية  السمحاء.. (الفانوس الشمالي.. جلبه لبلادنا شباب قريتنا المغتربين حيث  عملوا  بأعمال الحفر والترميم  بالبعثات الأثرية الاجنبية "الانتيكه" بوادي حلفا بالسودان ..ايامها كان الجنيه السوداني يساوي 2 جنيه مصري ..الجنيه المصري  4 دولار امريكي.. شوفوا العز اللي كانت فيه مصر والسودان..الله يجازي اللي كان السبب !!) 

 4-- لن احكي لكم عن الكلوبات ذات الضوء الأبيض الساطع.. لمحدودية انتشارها لدي طبقة الاغنياء فقط  (حزب الاقلية) العيوب:  رتينة الكلوب( مصنوعة من حرير غالي السعر ..اكثر أجزاء الكلوب عرضة للتلف )..وسيلة إضاءة بيوت الأثرياء والحفلات الدينية..


عودة لموضوعنا الأصلي.. العفاريت وحواديتها:


بيتنا في قرية..بيوت اهل امي.. في قرية تانية العويضات مجاورة لقريتنا القلعة- ..   3 كيلو متر بينهما..خرائب -- لابد ان تقطعها في الذهاب والاياب -- منطقة اثرية فرعونية مهجورة مساحتها اكثر من خمسين فدانا ..تحوي أحجار جرانيت فرعونية قديمة  مكتوبة ملقاة علي الطرقات  ..كهوف طينية عالية  تسمي كول .. اشواك يسمونها عاقول .. تتوسطها بركة ماء عذب يقال انها بقايا  بحيرة فرعونية مقدسة..كانت تستحم فيها الملكة والوصيفات قبل ان يسخطهم سيدنا سليمان احجارا.. 

اخيرا  في زمن الثورة المباركة..ردمها سائقي عربيات قمامة مجالس القري بمخلفات المصالح الحكومية إضافة لمخلفات هدم بيوت الأهالي ..

 -- منذ مايقارب العشرين عاما -- تنبهت  هيئة الآثار لهذه الثروة المهدرة .. فاحاطتها بسور غير مكتمل البنيان..


بيان اهم انواع العفاريت المحلية : 

1-- النداهه تنادي عليك في نص الليل بصوت ابوك او امك او اي بني آدم تحبه..طبعا حضرتك تجري تفتح الباب..فرحان ..تطلع لك النداهه ..تخطفك علي ضهرها ..تفر.. 

النداهه.. بغلة طولها خمسين متر او أكتر .. وشها  بني آدم..  عينيها حمرة ..طالع من بقها لسان نار ..صهد جهنم ..ليها جناحين طولهم الفين متر يسدوا عين الشمس .. تطير بيك..بلاد الله..خلق آلله ..بلاد تشيل..بلاد تحط..ترميك في جبل الملح..لا يسكنه   أنس  ولا جن..ناس كتير من اهلنا خدتهم النداهه..راحوا جبل الملح ..مارجعوش..اللهم احفظنا..

2--الجن السيار  : أنواعه .. عفريت القيالة ..عفريت نص الليل..

في منهم جن صالح..مسلم ومأمن بالله ( الشيخ  رفاعي..شيخ  الطريقة في مجلسه الصوفي.. يبص وراه ..يكلمهم..يقول :اخواتكم في العالم السفلي بيسلموا عليكم ..نرد السلام..يحجز  لهم  حلاوة المولد وفاكهته في خلوته.."أصلهم بيحتفلوا بمولد خير الانام.." ..احيانا ينبه الغافلين منا: أذكر الله وانت ماشي غافل ..كنت ح تدوس علي رجل اخوك الجن الصالح..ممكن يحصل لك لبس..ذكر الله ينير البصر والبصيرة يافتي  !! )

حكاوي العفاريت.. أبدعت في وصفها جدتي لأمي منافسة بذلك ماما نجوي ابراهيم  ..ابله فضيله وان اختلفت الاغراض..جدتي تحكي لنا بقصد ان نخاف..نتخمد وننام خشية خروجنا للازقة والحواري حيث الثعابين والعقارب والطرش  والكلاب السعرانة والديابه ..


طبقا لشهادة جدتي..الجن..اهل عشق .. يعشق البني ادمين..(لكن لا تنسي:  من عاشر جني فليس مني) ..

الجنية تشوفك ..تعشقك..تظهر  لك في صورة واحدة حلوه  ..تسألك سؤال واحد: تشيلني ولا اشيلك..لو انت مؤمن وموحد بالله..تعرفها.. تقول لها : انصرفي..انصرفي ..عليكي اللعنه.. في الحالة دي تقلب سحنتها.. ترجع عفريته باسنان وانياب طويلة ..تغرزها في صدرك ورقبتك..تمص دمك..تسيبك جثة مدبوحه للطير ..

لو انت اهبل وغشيم ..عجبتك..ترد عليها: ح  اخدمك..ساعتها تركب عليك وتدلدل رجليها..تاخدك.. تنزل بيك ..سابع ارض..سراديب..سراديب .. في بلاد العفاريت وسط ناسها وأهلها.. تعيش طول عمرك  مذلول خسيس ..خدام في بلاد الجن ..

بعض البشر طماع كافر زيك ..يقول للجنية : اخدميني..تعيش الجنية خدامة تحت رجليه..يامرها: اخربي بيت فلان..ولعي نار في بيته..ترد: حاضر ياتاج راسي..

بيني وبينكم..انا وصغير..كان في مشاكل وكراهية شديدة  لبعض قرايبي..اول ما عرفت السر الخطير  ده..كنت أهرب في نصاص الليالي..اتسلل من تحت الغطا في بيت ستي..امشي وحيد  في منطقة الآثار الموحشة..أفتش عن جنية تعشقني ..سأطلب منها ان تخدمني ..

لكن امضيت الليالي  متجولا ..بدون اي فايدة ..

عندما أصابني اليأس..توجهت بالسؤال لفقي المسجد القريب.. أخبرني بأن الجنيات يخرجن بالمئات.. قرب الصبح من  البحيرة المقدسة..يسبحن عرايا ..فاتنات ..المهم..كنت أبيت الليالي ساهرا مترقبا .. ألقي الحصي في ماء البحيرة لعلي احرك السكون ..احد الجنيات..تحنوا علي حالتي.. تصحو ..تصطفيني عشيقا ولو ليوم واحد .. لارسلها تقتل وتذبح كل اعدائي..لكن بلا جدوي.. 


في النهاية..لماذا احكي لكم كل هذه الحواديت الباردة المملة ..للأسباب التالية: 

اولا: بالتاكيد .. جميع الشعوب العربية التي تسكن هذه المنطقة من المحيط للخليج تنقسم إلي صنفين: 

.1-- نوع أرتضي بأن يعمل خادما ذليلا لدي مملكة  الجن..

2-- نوع  تاني ينتظر سدي-- مثلي-- جنية عاشقة لدباديب امه ..تخدمه ..تنتقم له من سارقيه..لكن بلا جدوي..

ثانيا..الحقيقة الاخيرة المؤكدة التي جربتها..لايوجد جن ولايحزنون..الجن الوحيد القادر علي خدمتنا وتحقيق كل أمانينا هو : العلم والعلم وحده ولاشئ سواه..

التعليقات (0)