أنس دنقل يكتب : مات عبدالحليم وعاش حمو بيكا

profile
أنس دنقل كاتب مصري
  • clock 21 أبريل 2021, 11:40:16 م
  • eye 1170
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


اواخر خمسينات القرن الماضي  نشر احسان عبدالقدوس رواية "لا تطفئ الشمس  مسلسلة في مجلة صباح الخير.. الرواية جميلة شدت القراء لمتابعتها منذ اول حلقة.. احسان بعد عدة حلقات فاجئ متابعيه بموت الابن الاصغر للعائلة المشاغب الجميل في حادث موتوسيكل بشارع عبدالعزيز او المنيل حسب مااتذكر  تنهال اللعنات علي عمنا احسان من كل الجبهات  اليس هو قاتله ..

تقام السرادقات في قلوب قراء مجلة صباح الخير وهم وقتها كثر لايخلو بيت مثقف من المجلة الجديدة_ شعارها للقلوب الشابة والعقول المتفتحة.. تضم اشعار ورسومات جاهين  .حجازي  رجائي ونيس. .البهجوري كتابات بهاء الدين صلاح حافظ كامل زهيري  عبدالله الطوخي فتحي غانم الخ..

جملة اعتراضية عن مذبحة القلعة بقنا :

 اتذكر وقتها احد اصدقاء اخي امل ..اسمه احمد  شهرته احمد  حبيبه  مزق المجلة _سعرها باهظ جدا ثلاثة قروش  ثلاثين مليما مصريا حزنا علي الفقيد خناقة ..ازمة دبلوماسية بين قريتنا وقرية دندرة التي ينتمي اليها الجاني احمد حبيبه (بدا حياته مطربا مقلدا لفريد الأطرش بعدما فشل ..انتهي به المطاف شيخا لاحدي الطرق الصوفية في قول اخر انتهي به المطاف منتحرا بالقاهرة بعد فشله في تحقيق حلمه بالغناء!!)

ازمة تقطيع المجلة لم تنتهي الا بعد تدخل عبدالرحمن الابنودي_ بصفته العاقل الوحيد وسط مجموعة من المجانين : امل دنقل  يحيي  الطاهر عبدالله.. احمد حبيبه. الذي كادت تزهق روحه نتيجة فعلته الشنعاء_ ليتم ترميم المجلة بمكتبة الشباب الحديثة لصاحبها الشاب عبدالموجود بمدينة قنا بشارع السوق التحتاني بمواجهة شارع الجميل .. بواسطة اختراع حديث لم نعرفه بعد في بلادنا اسمه "الدباسة برضه العلام حلو يااخوانا !! 

نرجع لموضوعنا :عندما تم تحويل القصة لفيلم  مثل دور الفتي النجم احمد رمزي بكل وسامته وخفة ظله ..تحول مشهد موته الي مناحة في كل دور العرض !!

اتذكر عرض هذا الفيلم في سينما فريال بمدينة قنا مطلع الستينات  حالة بكاء ..نحيب ..اضطر احد المشاهدين ليصرخ في عامل تشغيل الة العرض السينمائي ويندفع اليه: وقف العرض ياخواجه!!..استراحة. تضاء الانوار مناديل دموع محاولات لتهدئة الزوجات والابناء..حالة زفت يامولانا !!

ذكرتني هذه الحادثة بموقف مماثل ..فيلم حكاية حب لعبدالحليم حافظ ..مشهد عبدالحليم عندما عرف بمرضه وغني في يوم في شهر في سنه  يقول: "كنت اتمني يطول العمر واعيش حواليك ولا اشوف عمري دمعة حزينة تملا عنيك اتذكر المشهد.. دموع رواد سينما فريال تكاد تغرق ارضية السينما  الا ان مخرج الفيلم الرحيم بمشاهديه ادركهم بخال البطلة مريم فخر الدين ..الدكتور محمود المليجي ..يجري عملية جراحية ناجحة لعبدالحليم تعيد له حياته وحبه.. المشاهد القليلة لمحمود المليجي في  الفيلم.. كانت كفيلة بان تجعل عشاق السينما يغفرون للمليجي  ماتقدم من ذنبه وماتأخر في كل افلامه السابقة واللاحقة من شرور وآثام!!

 منتصف سبعينات القرن الماضي  نهايات العصر الرومانسي ملايين المصريين مغتربين في بلاد الله بحثا عن لقمة العيش عندما تغني نجاة: "وبعتنا مع الطير المسافر جوابات يمكن تريحنا ولاتفرحنا  .يمكن يفتكر اللي مسافر ان له في بلاده احباب" تنهمر دموع ملايين الامهات والاباء والابناء شوقا الي ذويهم !!

عندما مات عبدالحليم حافظ قرب نهاية سبعينات القرن الماضي لم يكن موت مطرب لكن موت زمن ..عصر حب ..نبل تكاتف انساني نبيل بدايات عصر فتاوي دين النفط.. تقصير الجلباب الافغاني.. اطالة اللحية المصبوغة بالحنة ..اعفاء الشارب.. عطر البلية الدوارة بمحلات سيدنا الحسين بديل رائج عن كساد وانهيار مشغولات خان الخليلي الجميلة!!

حاليا نستمع لأخبار قصف بغداد ..البصرة ..غزة حوادث القطارات والموتى ..ندير مفتاح  التليفزيون تجاه اخبار طلاق وزواج الفنانة الشهيرة ..زيجاتها المتعددة  صراعها مع ازواجها في المحاكم من اجل ملايين الدولارات!!

مات عبدالحليم حافظ  عاشت سمية الخشاب.. غادة عبدالرازق وازواجها الخمسة..عاش حمو بيكا حرا مستقلا !!

التعليقات (0)