-
℃ 11 تركيا
-
13 أبريل 2025
أورنا مزراحي يكتب: ما وراء التقارير بشأن استعداد حزب الله لنزع سلاحه
يقف حزب الله أمام منعطف، ويجد صعوبة في استعادة عافيته في ظلّ الضغوط الكبيرة التي تُمارَس عليه من كلّ صوب.
أورنا مزراحي يكتب: ما وراء التقارير بشأن استعداد حزب الله لنزع سلاحه
-
12 أبريل 2025, 2:11:16 م
-
490
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حزب الله
التقارير التي تحدثت عن استعداد حزب الله للتخلي عن سلاحه وتسليمه للجيش اللبناني تثير اهتماماً كبيراً، لأنها تشكل منعطفاً مهماً ومركزياً في استراتيجية الحزب. لكن السياسة المعلنة للحزب، وما يجري فعلياً على الأرض يدل على أن الطريق لا تزال طويلة من أجل الوصول إلى ذلك.
بعد الحرب، يقف حزب الله أمام منعطف، ويجد صعوبة في استعادة عافيته في ظلّ الضغوط الكبيرة التي تُمارَس عليه من كلّ صوب.
العمليات العسكرية المستمرة للجيش الإسرائيلي ضد حزب الله، والتي يشنّها منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والتي بلغت مئات الهجمات، وأدت إلى تصفية أكثر من 100 ناشط في الحزب، ضمن إطار فرض الاتفاق.
الموقف الصارم للولايات المتحدة المؤيد لإسرائيل، والذي يطالب الدولة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله كشرط مركزي لتحويل المساعدات من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب ومساعدة الاقتصاد اللبناني المنهار، حسبما عبّرت عنه الموفدة الأميركية بصورة حاسمة خلال زيارتها الأخيرة للبنان.
تعزيز سلطة القيادة الجديدة في لبنان (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة) المهتمة أيضاً بنزع سلاح حزب الله. وهذه المسألة تظهر في الخطوط الأساسية للحكومة، وتثير نقاشاً واسعاً بين معارضي الحزب الذين يزداد عددهم في لبنان.
المصاعب التي يواجهها المحور الشيعي برمته، بما في ذلك إيران، وبصورة أساسية اختفاء نظام الأسد وخسارة القدرة على استخدام الأراضي السورية كمجال للتحرك وممرّ للتهريب.
لم يتخلَّ حزب الله عن أيديولوجيا "المقاومة"، وعن تطلعاته إلى استعادة قوته والعمل ضد إسرائيل. لكن الضغوط التي يتعرض لها دفعت قيادته "المشرذمة والضعيفة" إلى إجراء تعديلات موقتة على استراتيجية الحزب وطرق عمله. وذلك من أجل تخفيف الضغوط عليه، وخصوصاً من طرف إسرائيل، الأمر الذي يسمح له بتركيز جهوده على ترميم منظوماته وقدراته. على هذه الخلفية، يمكن النظر إلى استعداده، حتى الآن، لإجراء حوار مع القيادة اللبنانية بشأن مسألة سلاحه، وذلك من خلال وضع شروط واضحة: انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني ووقف الهجمات ضده.
من أجل خلق فرصة لتغيير الواقع الأمني على طول الحدود مع لبنان، يتعين على إسرائيل مواصلة الضغط العسكري على حزب الله، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ضمن إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومع الأخذ في الاعتبار القيود الداخلية على القيادة اللبنانية التي تنتهج سياسة حذرة حيال حزب الله، تجنباً لوقوع مواجهة عنيفة معه.
في موازاة ذلك، نوصي إسرائيل بالتوضيح أن وجود الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط استراتيجية على الأراضي اللبنانية موقت، لكن مع الإصرار على أن الجيش لن يخرج من لبنان، إلّا بعد أن يضمن أن حزب الله ليس لديه أيّ وجود عسكري في الجنوب اللبناني، وأن الجيش اللبناني يسيطر سيطرة كاملة على المنطقة كلها.
المصدر: معهد دراسات الأمن القومي






.jpg)