- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
أورنيلا سكر يكتب: الطوفان والحرب الموعودة
أورنيلا سكر يكتب: الطوفان والحرب الموعودة
- 11 أكتوبر 2023, 4:10:35 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الانتصار البطولي الذي حققته المقاومة الفلسطينية على الجنود الإسرائيليين بقيادة القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة كان بمثابة تحول جديد في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي من ناحية التوقيت والجهوزية الاستباقية التكتيكية.
هذا العمل يشهد به للمقاومة الفلسطينية، وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إننا في حالة حرب ولسنا في عمالية عسكرية، وذلك في أول تصريحات له حول عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية.
العبارة لها مدلول كبير خاصة إن العملية تتزامن مع أحداث إقليمية مهمة في سوريا ومجريات صفقة التطبيع السعودية مع إسرائيل فهل تنذر عملية الطوفان بحرب شاملة في المنطقة؟
عملية نوعية
أولا لا بد أن نشير الى أن المقاومة الفلسطينية موجودة قبل إيران وقبل حزب الله فلا حاجة للقول بأنها مدعومة من قبل إيران وربط الصراع الفلسطيني بعناصر مستجدة. ثانيا يجدر أن نشير إلى أن ما حدث يوم السبت السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يعتبر خرقا غير مسبوق لحدود الكيان الإسرائيلي والإجهاز على عدد كبير من القوات المحتلة وأسر آخرين وإيقاع الكثير من الإصابات في صفوفها. ومن بين الأسرى الذين نقلوا إلى قطاع غزة قادة كبار في الجيش الإسرائيلي. إن هذا الخرق الأمني والاستخباراتي يعد عملية نوعية ومهمة جدا بفعل استخدام حماس السلاح السيبراني والأسلحة المتقدمة في العملية ما شكل حالة إرباك لدى دولة الاحتلال على كافة المستويات الأمنية والاستخباراتية الأمر الذي قد يقود إسرائيل نحو تغيير قواعد الاشتباك. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن “هجوم حماس الواسع كشف إخفاقات كبيرة لمؤسسة الدفاع الإسرائيلي”. وسط هذه الأجواء من التصعيد والمواجهة ما هي حدود الرد الإسرائيلي على عملية “طوفان الأقصى”؟
ربما تتشابه أحداثها مع أحداث عملية عبور خط بارليف عام 1973، غير أن الظروف اليوم تختلف عن السابق بفعل العديد من المعطيات الموضوعية، كما أن الإعلام العسكري متقدم جدا في نقل الصورة والحدث بدقة ووضوح فلا مجال للتشكيك والظنون خاصة إننا نعيش في قرية صغيرة منكشفين إعلاميا في كل شيء، فما المتوقع في الأيام المقبلة؟
هناك سيناريوهان الأول: أن تكون ردة فعل الكيان الإسرائيلي محدودة تقتصر على عملية التصفية في صفوف الفلسطينيين وقيادة حماس كما جرى في عمليات سابقة أيام عملية مخيم جنين ومن ثم التفاوض حول ملف الأسرى.
حرب شاملة
الثاني: انتقال المعركة الى حرب شاملة يتم من خلالها فتح الحدود البرية وخاصة أن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله قد توعد بفتح الجبهة البرية اللبنانية فيما لو أقدم العدو على فتح جبهته البرية ما يعني أننا دخلنا في حرب شاملة تشمل لبنان وسوريا فيما باتت الأحداث في الشمال السوري أكثر تعقيدا وكذلك في لبنان على خلفية النزوح السوري الأمر الذي ينذر باجتياح اسرائيلي جديد الى لبنان لفرض واقع جديد في ظل التحريض وفق خطاب عنصري يستهدف النازحين السوريين ما قد يؤدي الى اشتباكات طائفية مسيحية – سنية – شيعية محتملة.
ختاما، ما يجري اليوم من أحداث متزامنة وملتهبة تفتح الصراع على توقعات عديدة محتملة وذلك لانعدام الحلول وتفاقم الأزمات والصراعات العميقة التي لا تستجيب فيها الأنظمة العربية الى أصوات شعبها المهجّر والمشرّد.
كاتبة لبنانية