- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
أوكرانيا تستنزفها.. هل يتأثر وجود روسيا العسكري في الشرق الأوسط؟
أوكرانيا تستنزفها.. هل يتأثر وجود روسيا العسكري في الشرق الأوسط؟
- 31 يوليو 2023, 1:00:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال ليونيد نرسيسيان، وهو محلل للشؤون الدفاعية مختص بالسياسة الخارجية والعسكرية لروسيا، إنه على الرغم من حرب الاستنزاف الروسية الأوكرانية المتواصلة منذ 24 فبراير/ شباط 2022، إلا أن الوجد العسكري الروسي في الشرق الأوسط لم يتراجع بشكل كبير.
وأضاف نرسيسيان، في مقابلة مع أرميناك توكماجيان في "مركز مالكوم كير- كارنيجي للشرق الأوسط" (MKCMEC) أجزاء منه، أن "الحرب الروسية الأوكرانية بدأت تؤثر على الوجود العسكري الروسي في الخارج بعد فشل خطط موسكو الأولية للحرب الخاطفة وتحول الصراع إلى حرب استنزاف طويلة الأمد".
وتبرر روسيا حربها في أوكرانيا، المدعومة من الغرب، بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
وتابع نرسيسيان أنه "لا يخفى على أحد أن معظم أفضل وحدات مجموعة مرتزقة فاجنر (الروسية) انسحبت من سوريا وليبيا ودول أفريقية مختلفة، تاركة وراءها حدا أدنى من الوجود".
وأردف: "بصرف النظر عن أفراد فاجنر، يوجد اتجاه رئيسي آخر مرئي يتعلق بالقوات والقواعد الروسية في الخارج، إذ تمت إعادة نشر أفضل الضباط والجنود المتعاقدين في أوكرانيا، بينما الأفراد الأقل قدرة والجرحى والمجندون يملأون أماكنهم في قواعد أجنبية".
أما على مستوى المعدات، فقال نرسيسيان إن "المعدات الموجودة في هذه القواعد الأجنبية تظل كما هي تقريبا؛ لأن أعدادها بشكل عام لا يتناسب مع حجم الأعمال العدائية في أوكرانيا، فمثلا سحب الطائرات من قاعدة حميميم الجوية بسوريا (حيث توجد 6 مقاتلات متعددة المهام و16 قاذفة و16 مروحية عسكرية) لن يغير كثيرا في ساحة المعركة الروسية الأوكرانية، بينما سيؤدي ذلك إلى الإضرار بالمصالح الروسية".
نشاط خارجي
"عندما يتعلق الأمر بسوريا، يوجد اهتمام روسي متزايد بمتابعة عمليات الصيانة والتزود بالوقود في قاعدة طرطوس البحرية، ففي حين تحد تركيا من استخدام السفن القتالية الروسية لمضيق البوسفور في زمن الحرب، ستسمح قاعدة طرطوس لموسكو بالاحتفاظ بجزء من أسطولها في البحر المتوسط"، وفقا لنرسيسيان.
وشدد على أن "اهتمام روسيا بالإبقاء على قوات في الدول الأجنبية لا يتضاءل، وبينما أعادت وزارة الدفاع الروسية نشر المتعاقدين وقوات حفظ السلام المحترفين من (إقليمي) ناجورنو كاراباخ (بين أذربيجان وأرمينيا) وترانسنيستريا (مولدوفيا) إلى أوكرانيا، لا يبدو أن روسيا تستعد للتخلي عن هذه المهام".
واستدرك: "لكن تشير مصادر إلى أن مهمة حفظ السلام في ناجورنو كاراباخ تعاني من نقص بنسبة 15% بسبب الصراع في أوكرانيا. لكن في أبريل/ نيسان الماضي، وافق مجلس الدوما الروسي على مشروع قانون يسمح لمجندي الجيش بأن يكونوا جزءا من بعثات حفظ السلام في الخارج، وهكذا يمكن لموسكو الآن إدارة هذه المهمات بالمجندين (بدلا من المرتزقة)".
تمرد فاجنر
احتجاجا على سوء إدارة وزارة الدفاع الروسية للحرب في أوكرانيا، بحسب قائد فاجنر يفغيني بريغوجين، احتلت قوات من فاجنر في 24 يونيو/ حزيران الماضي مدينتين جنوبي روسيا على مسار زحفها نحو العاصمة موسكو، قبل أن تتراجع بعد 24 ساعة "حقنا للدماء"، وفقا لصفقة توسط فيها رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو.
وبالنسبة لتأثير هذا التطور على وجود فاجنر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال نرسيسيان إن "فاجنر لن تتلقى العقود الحكومية الرئيسية من روسيا التي تلقتها خلال الحرب الروسية الأوكرانية".
ولفت إلى أحاديث عن أن "الخارجية الروسية تحاول إخراج قوات فاجنر من الدول التي لها وجود فيها. حتى أن البعض تكهن بأن فاجنر ربما فقدت بعض الثقة من عملائها الليبيين والسوريين".
وزاد بأنه "في الوقت نفسه، تُظهر المعلومات المتعلقة باجتماع عُقد في 29 يونيو/ حزيران الماضي بين بريغوجين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن فاجنر لا تزال تملك إمكانية العمل نيابة عن وزارة الدفاع الروسية، على الرغم من أن مواردها من المرجح أن تظل محدودة، وسيتم نشرها خارج روسيا".
نرسيسيان رأى أن "مستقبل فاجنر يبدو أكثر إيجابية مما كان يُنظر إليه في الأيام الأولى بعد التمرد، ولكن من شبه المؤكد أنها لن تحصل أبدا على الموارد التي كانت لديها في 2022".
أما بالنسبة لآفاق وجود فاجنر في الخارج، كما تابع، "فمن المحتمل أن تكون المجموعة قادرة على الانكماش أو زيادة قواتها في أفريقيا في حين أن أسواق الشرق الأوسط معرضة للخطر. ولدى سوريا تعاونا وتنسيقا قويان للغاية مع الدولة الروسية، ولن تبُقي فاجنر على أراضيها إذا ألغت موسكو عقودها مع المجموعة".