- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
أوكرانيا وقواعد اللعبة في المجتمع الدولي
أوكرانيا وقواعد اللعبة في المجتمع الدولي
- 9 أبريل 2022, 11:46:49 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قامت روسيا بغزو أوكرانيا منذ خمسة أسابيع فقط ومنذ الأسبوع الأول للغزو جيشت أمريكا وأوروبا ومعهم حلفاؤهم في أسيا كاليابان وكوريا الجنوبية وكذلك أستراليا جيوش إعلامية جعلت الكرة الأرضية تضج تعاطفا مع أوكرانيا وذلك منذ الساعات الأولى للغزو الروسي والذي لم يستهدف المدنيين بالمقام الأول، حتى أننا في الأسبوع الخامس أصبحنا نرى روسيا بعزلة ربما لم يسبقها اليها أحد وكذلك ملاحقة ومدانة من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة التي علقت عضوية موسكو في مجلس حقوق الانسان والمحكمة الجنائية الدولية التي أعلنت فتح تحقيق بجرائم حرب لم تكد تبدأ بعد بينما نفس ذات المؤسسات تغمض أعينها عما أصاب ولازال الشعوب العربية كاليمن التي أصبحت أسوأ كارثة إنسانية بالكوكب منذ سنوات طبقا للأمم المتحدة.
هل العرب مقصرون بتعريف العالم بقضاياهم؟
قد يذهب البعض الى أن العرب وكذلك أفريقيا مقصرون بتعريف العالم بقضاياهم بعصر أصبحت اللوبيات وجماعات الضغط تتحكم بجزء كبير من المشهد السياسي، وهو ما فعلته أوكرانيا على مدار أكثر من سنة كاملة من الغزو إذ لجأت لتعريف العالم بقضيتها عبر التعامل مع عدد من المراكز في العاصمة الأمريكية واشنطن وعاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسيل، لكن العرب ورغم إغفالهم معايير التعامل مع المجتمع الدولي، ظهرت منهم أصوات أثرت في المجتمع الدولي واقتربت بتلك الجهود من جائزة نوبل للسلام لكنها لم تلقى الدعم لا من الحكومات العربية ولا من المجتمع المدني العربي.
من تلك الجهود الملموسة في المجتمع الدولي كانت مجموعة العمل الدولية لأجل السلام في ليبيا والتي أسسها رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي السيد محمود رفعت مع رئيس وزراء ليبيا الأسبق السيد عمر الحاسي والتي تفاعل معها المجتمع الدولي لدرجة ترشيح السيد محمود رفعت لجائزة نوبل للسلام سنة 2018 لجهوده عن طريق تلك المجموعة لتحقيق العدالة الدولية لليبيا وإحلال السلام بالبلاد التي مزقتها الحروب وهو ما دفع العديد من أساتذة القانون والسياسة حول العالم ومعهم برلمانيون لترشيح السيد محمود رفعت للجائزة المرموقة.
وفي العام التالي أسس السيد محمود رفعت مجموعة العمل الإنساني لأجل اليمن بهدف إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين والتي وجدت صدى في الأوساط الدولية لدرجة دفعت عضو البرلمان الأوروبي أنذاك الألماني كلاوس بوكنر أن يرشح السد محمود رفعت لجائزة نوبل للسلام للمرة الثانية لجهوده ومساعيه بوقف الحرب في اليمن ومساعدة المدنيين المنكوبين بفعل الحرب.لكن عدم التكاتف العربي سواء على الصعيد الرسمي أو الصعيد الشعبي دوما ما يمنع تأثير الصوت العربي والأفريقي في المحافل الدولية رغم وصوله الى المجتمع الدولي حاملا معاناة الشعوب العربية والافريقية. والدرس المستفاد أنه إن لم يكن هناك ضوت عربي أو أفريقي في المجتمع الدولي فإن هذا المجتمع الدولي لن يلتفت بأي حال لما يصيب الشعوب العربية أو الإسلامية أو الافريقية بل أن الصوت وحده في المجتمع الدولي ليس كافيا ولن يكون فعالا إلا إذا توافرت له المساندة والدعم عبر التكاتف.
كما يجب ادراك أن المجتمع الدولي ليس مؤسسة خيرية ستهرع لإنقاذ الشعوب المنكوبة ولكنه دول وهيئات وشركات تعمل على تحقيق مصالحها وقد ترسخت فيه من أكثر من عقدين مبادئ بذاتها بدأتها بريطانيا باجتياح العالم بالغزو لتأمين تجارتها بالبداية ثم لتوسيع تلك التجارة ثم لحقت بها فرنسا باحتلال أفريقيا وأجزاء من الشرق الأوسط بهدف ومناطق عدة بالعالم لنهب ثروات شعوبها وهذين المبدأين لازالوا يحكموا قواعد اللعبة لليوم وإن اتخذوا أشكال مختلفة واختبأوا خلف ستائر ملونة بفعل النظام العالمي الجديد الذي رسمته الحرب العالمية الثانية سنة 1945 والممتد الى اليوم.