- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
أ. سعيدي عبدالرحمن يكتب: سموم السفير السابق في le figaro
أ. سعيدي عبدالرحمن يكتب: سموم السفير السابق في le figaro
- 17 يناير 2023, 12:19:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتب السفير الفرنسي السابق كزافييه دريانكورتxavier driencourt مقالا في الصفحة ٢٢ لجريدة le Figaro الفرنسية يوم 9 جانفي وكان سفيرا لفرنسا لفترتين من 2008 إلى 2012 ومن فترة 2017الى 2020 ويأتي مقاله بعد الحوار التي أجرته le Figaro مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وكانت به مقاطع تخص العلاقة الجزائرية _الفرنسية ومن أبرزها أن تتحرر فرنسا من عقدتها الاستعمارية كما يجب على الجزائر أن تتحرر من شعور بالنقص وعقدة المستعمر
وان اللغة الفرنسية في الجزائر لغة اختيارية لدى الجزائرية ولا نفرض عليهم الفرنسية والجزائر لا تنتمي إلى منظمة الافريقوفرنسية والإنجليزية لغة عالمية ومنهت قضايا التأشيرة والتنقل والجزائريين المتطرفين تطرفوا في فرنسا وانتقلوا من فرنسا إلى حواضر داعش في سوريا والعراق والجزائر ليست مسؤولة عنهم وفرنسا هي من تبحث عن أسباب تطرفهم " فعلا مقاطع حوارية قوية وشديدة فيها الندية من طرف الرئيس الجزائري
هذا ما جعل السفير الفرنسي السابق اندريانكورت يتحرك ضمن العقدة التاريخية التي تسكن الكثير من المسؤولين في مفاصل السياسة الرسمية والنخبة
فكتب مقالا مليئ بالمغالطات بدعوى معرفته بتفاصيل الأوضاع بالجزائر وطبيعة النظام بها والشعب الجزائري بحكم قضى فترة 8 سنوات بالعمل بالجزائر
وعندما نتمعن في المقال ونتصفحه جيدا
نجده يركز على الثلاث السنوات الأخيرة من عهدة الرئيس تبون بداية من جانفي عام 2020 لان الانتخابات كانت في أواخر ديسمبر عام 2019" اي في العام الذي غادر فيه الجزائر
ويستشرف انهيار الجزائر ولا يقدم لنا وضعا كاملا يدل على الانهيار ويرى بانهيار الجزائر تسقط معها فرنسا ومن الغرابة أن يقوم بتشبيه قيام الجمهورية الفرنسية الخامسة عام 1958 بالاوضاع الدراماتيكية ايام الثورة التحريرية اي هذا دليل أن الوضع الجزائر يؤثر في سقوط فرنسا
مع أن الجمهورية الفرنسية تأثرت باوضاعها الداخلية مثل عام 1968
يظهر في مقاله جليا أن فرنسا بعد فشلها في الترويج للحكم الانتقالي من خلال المناولات الجزائرية ايام الحراك الشعبي وتحركات المشبوهة لسفيرها السابق في هذا الاتجاه وتنامي غضب الجزائريين من أدوار فرنسا واتباعها بدأت تفقد مواقعها داخل المشهد الجزائري وهذا ما جعل صاحب المقال يشير إلى أن المسافة بين الجزائر وفرنسا تتسع ما يعجل بسقوط الجزائر أمام أعينهم ويطالب المسؤولين السياسيين الفرنسيين بالتحرك لاسترجاع الجزائر لكي لا تسقط وتسقط مصالحهم الحيوية وهذا تحريض
ومن المغالطات لما يقول إن 45مليون جزائري تسكنه الرغبة في الفرار من البلد وهجرته وليس لهم وجهة مفضلة الا فرنسا بحكم وجود أقارب واهاليهم هناك وهذا يشكل عبئا عليهم وعلى فرنسا أن تستعد وهذه مغالطة وقد رايناهم كيف تعاملوا مع فرار الاوكرانيين؟؟!!
والحقيقة غير ذلك الجزائريون تسكنهم الرغبة في تنمية وطنهم والاستقرار فيه بعدما تخلصوا من مجموعة العصابات التى رهنت بلادهم لفرنسا ومنحت الاستثمارات لهم والفرص وجعلتها حظيرة لهم يصولون ويجولون فيها وامتدت أيديهم لخزينة الجزائر
وكتب هذا المقال متهجما عن الجيش أنه ضد كل ما هو فرنسي ويتنامى هذا الشعور في المؤسسة العسكرية بحكم أن الجيش هو من ابطل التلاعب بالحراك الشعبي وقام بحمايته من التدخلات الأجنبية ووضع له مسارا انتخابيا ودستوري لا يؤدي إلى الحكم الانتقالي أو الفوضى وضياع البلد أمام تدخلات المصالح الخارجية
ويشير إلى تنامي شعور مضاد إلى كل ما هو فرنسي وهذه مغالطة مبالغ فيها فعلا هناك شعور مضاد لكل ماهو تدخل أجنبي ومنه فرنسي يريد فرض سياسته ومواقفه
ومقال السفير يأتي بعد اعتقال وغلق قناة radio m لصاحبها المسير قاضي احسان وهو يواجه تهم خطيرة منها التمويل الأجنبي فرنسي بالتحديد وخدمة أجندة أجنبية في تقويض سياسة البلد
وصاحب المقال لا يرى الديموقراطية وحرية التعبير الا في أصحابه بالجزائر ولا يراها في شيء آخر
ولديهم نظرة تمييزية للديمقراطية وحرية التعبير
ولم يتحدث عن التحولات في العالم وانعكاسها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنقابية بفرنسا وكثرة الإضرابات والاحتجاجات وعودة أصحاب السترات الصفراء إلى الاحتجاج وتصريح مسؤولين فرنسيين أن هناك مايزيد عن مئة مؤسسة اقتصادية فرنسية انهارات وأغلقت أبوابها وسرحت العشرات الآلاف من العمال وغلاء المعيشة والاسعار والندرة في المواد الغذائية وقالت البرلمانية رئيسة المجموعة للجبهة الوطنية مارين لوبان " تعرضنا للافلاس بسبب العقوبات " اي أن العقوبات في اتجاه روسيا ارتدت إلى عقوبات عكسية على أوروبا ومنها فرنسا
وكذلك أزمة الطاقة والكهرباء والغاز التي عقدت الحياة الاجتماعية والاقتصادية بفرنسا وأوروبا
نقول للسفير الفرنسي السابق اندريانكورت من هو اولى بالانهيار فرنسا أم الجزائر ؟؟
هل اهتزاز مصالح فرنسا بالجزائر هو سقوط الجزائر ؟؟
وكذلك مصالح فرنسا في المالي والسينغال واغريقيا الوسطى وبوركينافاسو وتشاد
كل ما يمكنني أن اقوله عن مقال السفير السابق هو مقال يحمل في طياته مرارة تعيشها لوبيات Algérie française التي تسكنها عقدة استعمارية