- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
أ. هلال نصّــار يكتب: مسيرة الأعلام الصهيونية .. خِرَق بالية .. نحو الزوال
أ. هلال نصّــار يكتب: مسيرة الأعلام الصهيونية .. خِرَق بالية .. نحو الزوال
- 17 مايو 2023, 2:52:35 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عيوننا ترقُب إليك أقصانا كل يوم ووقت، تدور في أروقة المعابد والمساجد وتعانق الكنائس القديمة، القدس بوصلة الأمة ومحور الصراع، فــ واجب علينا نُصرة قدسنا، وحماية مسجدنا بكل ما أوتينا من قوة، دون كلل أو ملل، بالرباط والاحتشاد ورفع العلم الفلسطيني وبإرتداء الثوب والكوفية، بذلك قد نستطيع افشال مخططهم ودحض مسيرتهم عن مسارها، فما يسعى له العدو الصهيوني من مرور مسيرة الأعلام المزعومة هي استعادة بسط سيطرته وفرض سيادته الكاملة على القدس، حيث أنه يشعر بعد 75عاماً من نكبة فلسطين وإعلان كيانهم الزائل عام 1948 بانتهاك السيادة والردع مع الفلسطينيين، وذلك لأهمية الأقصى في الحرب الدينية التي أشعلها العدو خلال الأعوام الأخيرة بعدوانه المستمر على المقدسات الإسلامية، وتُصر حكومة الاحتلال على مرور المسيرة من الحي الاسلامي وصولاُ لباب العامود الذي يحدد جزءًا هاماً من الهوية المقدسية، في محاولة لتفريغ الإنجازات والانتصارات التي حققها أهل القدس في تلك المنطقة الاستراتيجية، تمهيداً لإثبات الاحتلال بأنهم "أصحاب السيادة" وأحقيتهم في إقامة الهيكل عن طريق الجماعات اليهودية المتطرفة، فمسيرة الأعلام المزعومة ما هي إلا محاولة بائسة لاستعراض قوة الجيش المقهور أمام جبهات محور المقاومة حيث يحاول نتانياهو رسم انجازات سياسية وهمية بعد هزيمته المدوية في تصدير أزمته الداخلية وخسارته في كسب ثقة جمهور مجتمعه.
تُنظم مسيرة الأعلام احتفالًا بما يسمى يوم "توحيد القدس"، والذي يعد "عيدًا وطنيًا" عقب احتلال القدس عام 1967 بالنسبة للمستوطنين والمتطرفين الصهاينة، ومنذ ذلك الوقت تقام المسيرة الاستفزازية بمناسبة هذه الذكرى، والتي توافق التاسع والعشرين من مايو/ أيار الجاري وفقًا للتقويم العبري، وتنطلق عادةً بعد الساعة الخامسة عصرًا، يتخللها رفع المستوطنين لأعلام الاحتلال، وأداء الأغاني ورقصات تلمودية في شوارع القدس والبلدة القديمة، والقيام بأعمال استفزازية، وترديد هتافات عنصرية تُحرض على "قتل العرب"، كما أن هذه المسيرة تهدف لفرض وقائع تهويدية وسيطرة إسرائيلية كاملة على مدينة القدس، ولغايات دينية أيدولوجية سياسية، كما أنها تشكل نوعًا من التحدي من قبل شرطة الاحتلال، واستفزازًا لمشاعر المسلمين والفلسطينيين، بينما يستعد الاحتلال لتأمين مسيرته من خلال انتهاكات متواصلة لمنع المقدسيين واخلاء المرابطين من المسجد الأقصى إضافة لاجراءات التفتيش بهدف تأمين "مسيرة الأعلام"، التي حولت مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، عبر نشر الآلاف من عناصر شرطة الاحتلال ووحداتها الخاصة وقوات "حرس الحدود" والخيالة، بما يتخللها من نصب للحواجز العسكرية وإغلاق للشوارع والطرقات وأزقة البلدة القديمة، مما يعيق حركة تنقل المقدسيين واجبارهم على اغلاق محالهم، وبحسب شرطة الاحتلال، فإنها وافقت على اقتحام ومشاركة عشرات الآلاف من المستوطنين في المسيرة.
في اعتقادي أن مسيرة الأعلام الصهيونية لن تمر مرور الكرام وسيتم تغيير مسارها في الساعات الأخيرة من يوم عقدها خشية من تصاعد التوتر والارهاصات من جبهات أخرى، نظراً لتأجيج الوضع الأمني وتهديدات جبهات محور المقاومة عقب عملية الدرع والسيف في غزة والتي فشلت في تحقيق أهدافها حيث حيدت قيادة المجلس العسكري لسرايا القدس ولكنها لم تقضي على المقاومة ولم تنجح بالاستفراد في فصيل بعينه أثر تكاثف وتوحد غرفة العمليات المشتركة في وحدة الموقف ووحدة القرار ووحدة الميدان وما زالت غزة تشكل مربع الرعب وهي تلوح أمناء السيف المشرع لحماية المقدسات والثوابت، وعلى الحكومة الفاشية أن تعيي وتتذكر أن سيف القدس لم يغمد، وهذه رسالة تحذير من تكرار مشهد 2021، خاصة وأن مسار المسيرة لن يمضي على خير لما فيه من ممارسة طقوس استفزازية وهتافات تحريضية للمسلمين والمقدسيين، إذن نحن أمام مشروع صهيوني يميني متطرف بدعم حكومي فاشي متكامل بدور جماعات ومسميات خبيثة، وليست فئات هامشية من المجتمع الإسرائيلي تحاول أن تتغطى بهذه الجماعات الإرهابية.