إجراءات حازمة ضد مثيري الشغب في البرازيل.. إقالة حاكم برازيليا والتلويح بتهم تدبير انقلاب

profile
  • clock 9 يناير 2023, 6:24:38 ص
  • eye 391
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اعتُقِلت السلطات البرازيلية نحو 400 شخص من أنصار الرئيس السابق اليميني المتطرّف "جايير بولسونارو"، بعد أن استعادت السيطرة على القصر الرئاسي ومقري البرلمان والمحكمة العليا، في وقت أعلن وزير الداخلية والقضاء أن السلطات ستوجه تهمة محاولة الانقلاب للمشاركين في هذه الأعمال.

والأحد، فرضت قوات الأمن في البرازيل طوقاً على المباني الحكومية، مع خروج مئات المتظاهرين المؤيدين لـ"بولسونارو"، والذين يرفضون خسارته في الانتخابات، ولكن المتظاهرين تمكنوا من كسر هذا الطوق، واقتحموا القصر الرئاسي والكونجرس والمحكمة العليا وعدداً من الوزارات، متسببين بالكثير من الأضرار، قبل أن تتمكن قوات الأمن من إبعادهم.

وهاجم آلاف من المحتجين المباني، وشوهدوا على شاشات التلفزيون، وهم يحطمون الأثاث داخل المحكمة العليا والكونجرس. وقدرت وسائل الإعلام المحلية أن نحو 3 آلاف شخص يشاركون في ذلك.

وأمر الرئيس البرازيلي "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا"، قوات الأمن الفيدرالية بالتدخل لفرض النظام في العاصمة برازيليا، وتوعد بمحاسبة المقتحمين الذين وصفهم بالنازيين والفاشيين.

وتفقد الرئيس البرازيلي القصر الرئاسي والمحكمة العليا فور عودته إلى برازيليا، وفق مشاهد بثتها قناة "جلوبو".

وقال "دا سيلفا"، في خطاب متلفز من ولاية ساو باولو، إن التدخل الأمني الفيدرالي في برازيليا سيستمر حتى 31 يناير/كانون الثاني الجاري.

وتابع: "سيتم توقيف ومحاسبة المشاركين في هذا الفعل الهمجي، ليعرفوا جيدا أن الديمقراطية التي وُجدت لحماية حق التعبير لديها آلياتها لحماية مؤسساتها التي تصون الديمقراطية".

وأضاف أن "من اقتحموا مؤسساتنا الشرعية هم نازيون وفاشيون متطرفون، فعلوا ما لم يشهده تاريخ بلدنا"، وتوعدهم بالعقاب "بقوة القانون الكاملة".

وندد "بولسونارو" بأعمال "النهب والاقتحام"، في العاصمة برازيليا، وقال في تغريدة إن "المظاهرات السلمية جزء من الديمقراطية، ولكن أي اقتحام للمباني العامة يمثل تجاوزاً".

ورفض "بولسونارو" ما أسماه "الاتهامات من دون دليل" التي وجهها له "دا سيلفا"، بشأن وقوفه خلف هذه الهجمات في برازيليا.

وغادر "بولسونارو"، الذي هزمه دا سيلفا" بفارق ضئيل في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، البرازيل في نهاية العام، متوجهاً إلى ولاية فلوريدا، التي يقيم فيها الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" حالياً.

في غضون ذلك، أفادت وكالة "رويترز" بأن مكتب المدعي العام في البرازيل، أصدر أمرا باعتقال وزير الأمن العام.

من جهته، قال وزير الداخلية والقضاء البرازيلي "فلافيو دينو" إن السلطات ستوجه تهمة محاولة الانقلاب لمن شاركوا في الاقتحامات.

وأضاف أنه قد تم فتح تحقيق للكشف عن جميع المتورطين في عملية الاقتحام، مشيرا إلى أنه سيتم تحليل كافة الصور للتوصل إليهم.

وذكر الوزير أيضا أنه سيجري التحقيق في أداء حاكم العاصمة برازيليا "وما إذا كان تقصيره بسبب خطأ بشري أم بشكل متعمد".

وأظهرت لقطات بعض أنصار "بولسونارو"، وهم يرتدون ملابس بألوان العلم البرازيلي، يخرجون صفا واحدا وأيديهم خلف ظهورهم من قصر بلانالتو الرئاسي، ويحيط بهم عناصر الشرطة.

كما أظهرت صور أخرى حافلة مليئة بمتظاهرين معتقلين تغادر باتجاه مركز للشرطة.

ولاحقا، أفاد موقع شبكة "سي إن إن برازيل"، بأن المحكمة العليا البرازيلية، قررت عزل حاكم مقاطعة برازيليا "إيبانيز روشا"، على خلفية أعمال الشغب.

ولقيت الاقتحامات في برازيليا إدانة إقليمية وغربية واسعة، إذ وصفها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بالشائنة.

وقال "بايدن": "أدين الاعتداء على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في البرازيل. المؤسسات الديمقراطية البرازيلية تحظى بدعمنا الكامل، وإرادة الشعب البرازيلي يجب ألا تقوض. إني أتطلع إلى مواصلة العمل مع لولا".

بدوره، كتب مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" على "تويتر": "الولايات المتحدة تدين أي محاولة لتقويض الديمقراطية في البرازيل. الرئيس بايدن يتابع الوضع عن كثب".

وكذلك، أعرب رئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشال" عن "إدانته المطلقة" للاقتحامات، وكتب على تويتر "الدعم الكامل للرئيس لولا دا سيلفا الذي انتخبه بشكل ديمقراطي ملايين البرازيليين في انتخابات نزيهة وحرة".

وعبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" عن التأييد نفسه، قائلا إنه شعر بـ"الذهول" جراء أعمال "المتطرفين العنيفين".

وكتب على "تويتر": "الديمقراطية البرازيلية ستسود على العنف والتطرف".

بدورها، قالت رئيسة البرلمان الأوروبي "روبرتا ميتسولا" إنها "قلقة جدا"، وكتبت على "تويتر" باللغة البرتغالية: "الديمقراطية يجب أن تحترم دائما".

وأضافت أن البرلمان الأوروبي يقف "إلى جانب" لولا "وكل المؤسسات الشرعية والمنتخبة ديمقراطيا".

من جهته، دعا الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" إلى "احترام المؤسسات الديمقراطية" في البرازيل، مشددا على "دعم فرنسا الثابت" للرئيس البرازيلي.

كما قالت رئيسة الوزراء الإيطالية "جورجيا ميلوني"، على "تويتر" إن الهجوم الذي شهدته البرازيل "لا يمكن أن يتركنا غير مبالين".

وأضافت الزعيمة اليمينية المتطرفة، أن هجوما كهذا على مقار حكومية "غير مقبول ولا يتوافق مع أي شكل من أشكال المعارضة الديمقراطية"، داعية إلى "عودة الأمور إلى طبيعتها".

كما أدان الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية "لويس ألماجرو" ما أسماه "الاعتداء على المؤسسات في برازيليا الذي يشكل عملا مرفوضا واعتداء مباشرا على الديمقراطية".

وقال إن "هذه الأفعال لا تغتفر وهي فاشية بطبيعتها".

بينما أعرب الرئيس المكسيكي "أندريس مانويل لوبيز أوبرادور" عن دعمه لـ"لولا دا سيلفا"، وكتب على "تويتر": "محاولة الانقلاب في البرازيل مستهجنة وغير ديموقراطية".

وأضاف: "لولا ليس وحده، هو يحظى بدعم القوى التقدمية لبلاده والمكسيك والأمريكيتين والعالم".

فيما أكد الرئيس الأرجنتيني "ألبرتو فرنانديز" عبر "تويتر"، أن "دعمه ودعم الشعب الأرجنتيني للولا غير مشروط في مواجهة هذه المحاولة الانقلابية".

واتفق معه الرئيس التشيلي "جابرييل بوريك"، حين كتب على "تويتر"، أن "الحكومة البرازيلية تحظى بدعمنا الكامل في مواجهة هذا الهجوم الجبان والدنيء على الديموقراطية".

ودعت الحكومة التشيلية من جهتها إلى عقد جلسة خاصة للمجلس الدائم لمنظمة الدول الأمريكية.

كما أدان الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" ما أسماه "الجماعات الفاشية الجديدة" التي تسعى إلى إطاحة "لولا دا سيلفا" من السلطة.

من جهته، أبدى الرئيس الكوبي "ميجيل دياز كانيل" تضامنه، ودان ما وصفها بأنها أعمال مناهضة للديمقراطية تهدف إلى "إثارة الفوضى وعدم احترام الإرادة الشعبية".

يشار إلى أن هذه الاقتحامات تأتي بعد أسبوع واحد من تنصيب "دا سيلفا" ومغادرة "بولسونارو" البلاد باتجاه الولايات المتحدة، بعد رفضه الإقرار بهزيمته أمام منافسه في انتخابات الرئاسة التي جرت على دورتين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبعد فوز "لولا دا سيلفا" بانتخابات الرئاسة بفارق طفيف، نظم أنصار "بولسونارو" احتجاجات وقطعوا الطرق في العديد من مناطق البلاد، في حين تم اعتقال رجل من أنصار المرشح الخاسر كان ينوي تفجير قنبلة.

وكان "دا سيلفا" اتهم "بولسونارو" بتحريض أنصاره على العنف، في حين رفض الجيش دعوات مؤيدي الرئيس السابق لمنع تولي الرئيس الجديد السلطة في أكبر بلد بأمريكا اللاتينية.

وبعيد الانتخابات الرئاسية التي جرت في البرازيل وسط انقسام حاد، كانت هناك مخاوف من أن يكرر أنصار "بولسونارو" سيناريو اقتحام مؤيدي الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" مبنى الكونجرس في 6 يناير/كانون الثاني 2021 في محاولة لمنع تنصيب جو "بايدن" رئيسا للولايات المتحدة، وهو ما تكرر بالفعل.

وربما تؤدي مشاهد العنف في برازيليا إلى تضخيم المخاطر القانونية على "بولسونارو" رغم نفيه أي علاقة بها.

 

التعليقات (0)