- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
إسرائيل اليوم : الوساطة المصرية في غزة أكثر تحديا من اي وقت مضى
إسرائيل اليوم : الوساطة المصرية في غزة أكثر تحديا من اي وقت مضى
- 14 سبتمبر 2021, 10:10:27 ص
- 705
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت "إسرائيل هيوم" مقالاً للمحلل العسكري في الصحيفة، يوآف ليمورتحت عنوان الوساطة المصرية في غزة أكثر تحديا من اي وقت مضى.
وفيما يلي نص المقال المترجم:
الموضوع في لقاء السيسي بينيت كان غزة. واضح للطرفين ان الوضع في الجنوب قابل للانفجار، على حدود الانفجار العنيف. فمع أن مصر غارقة حتى الرقبة في مساعي الوساطة بين الطرفين، ونجحت احيانا في تهدئة الامور في الاشهر الاخيرة، لكن يخيل أن تحديها الان اكبر من الماضي. وهذا ينبع من تراكم للاحداث غير المرتبطة الواحد بالاخر.
حماس محبطة جدا من عدم نجاحها في تحويل حملة حارس الاسوار الى انجازات حقيقية. فحجم نقل البضائع الى القطاع ومجالات الصيد وان كانا اتسعا في الايام الاخيرة بناء على الطلب المصري (بما في ذلك كبادرة حسن نية قبيل لقاء الزعيمين)، لكن نقل الاموال يصطدم بالمشاكل بعد أن تراجعت السلطة الفلسطينية عن موافقتها على أن تكون القناة لدفع الرواتب لموظفي حكم حماس في غزة.
والنتيجة هي استياء متعاظم في حماس، والذي يتوجه كما هو دوما نحو العنف. يحيى السنوار غير معني بتحطيم الاواني في هذه المرحلة، وعليه فانه يختار العنف "الرقيق" نسبيا: بالونات حارقة ومواجهات على الجدار. تحتوي حماس في هذه المرحلة هجمات الرد من جانب سلاح الجو، ولكن ليس مؤكدا ان تفعل هذا على مدى الزمن.
بالتوازي فان الجهاد الاسلامي ايضا يسعى لان يستغل الفرصة على خلفية فرار السجناء من سجن جلبوع . فمنذ ثلاثة ايام على التوالي والتنظيم يطلق كل مساء صاروخا نحو سديروت، كتضامن مع الفارين ومع كفاح السجناء الفلسطينيين في السجون، والذي من المتوقع الان تشديد في شروط حبسهم. كجزء من ذلك، بحثت امكانية وقف التوزيع التنظيمي في الغرف وفي الاقسام، الامر الذي اثار غضبا شديدا في اوساط السجناء الذين حذروا منذ الان من انهم سيشرعون في اضراب عن الطعام.
الجهاد في غزة يحرص على الا يحطم الاواني
يسعى الجهاد في غزة لان يردع اسرائيل من اجراءات كهذه. في هذه الاثناء يحرص هو ايضا على الا يحطم الاواني، ولكن من شأنه ان يغير سياسته في حالة قتل اثنين من السجناء اللذين لم يلقَ القبض عليهما بعد في اثناء اعتقالهما. اسرائيل لن تتمكن من التجلد على تصعيد كهذا، ويحتمل أن تختار تركيز المعركة على الجهاد الاسلامي فقط، مثلما فعلت في اثناء حملة "حزام اسود" في تشرين الثاني 2019، والتي بدأت بتصفية مسؤول التنظيم في القطاع بهاء ابو العطا.
غير أن حماس اختارت في حينه الجلوس على الجدار وعدم القتال ضد اسرائيل. اما الان فوضعها اكثر تعقيدا: سيكون من الصعب عليها ان تتجلد عندما يكون السبب هو السجناء الفلسطينيين. فالحديث يدور عن موضوع في الاجماع في الشارع الفلسطيني، والسنوار نفسه ايضا هو سجين سابق تحرر في صفقة شاليط، واقسم غير مرة ان يفعل كل شيء كي يحرر رفاقه الذين تبقوا وراءه.
في المقابل، حماس غير معنية بمعركة اخرى، والسنوار ايضا يعرف بان من شأنه ان يدفع عليها الثمن بحياته.
وهنا يدخل المصريون في الصورة. معقول ان في الايام القريبة القادمة سيبحثون عن صيغ تؤدي الى تهدئة الوضع. اسرائيل ترفض حاليا كل صيغة لا تتضمن قبل كل شيء حلا لمسألة الاسرى والمفقودين (المنسق يرون بلوم رافق امس رئيس الوزراء في زيارته الى مصر) الموضوع الذي يخيل في هذه اللحظة كأمر غير قابل للحل على خلفية ازمة السجناء الحالية.
واذا لم يكن كافيا التوتر في الجنوب، ففي الضفة وفي شرقي القدس ايضا سجل في الايام الاخيرة ارتفاع في حجم العمليات والعنف. عملية الطعن في شارع يافا في القدس احبطت امس بفضل يقظة المواطنين والاداء السريع والحازم لشرطيات من حرس الحدود، ولكن يمكن أن نفهم منها ان الميدان يغلي.
لقد باتت قوات الامن معتادة على التصدي لموجات عنف مشابهة في السنوات الاخيرة. هذه المرة ايضا، الحل هو في خليط من المعلومات والردع، وأساسا بنشر مكثف للقوات في الميدان. اذا ما انحصرت عمليات السجينيين المتبقيين على الجنود وليس على المواطنين، واساسا اذا لم ينجحوا في القتل، معقول ان تخبو الموجة الحالية ايضا. هذا سيحصل فقط بعد أن يلقى القبض على السجينين الفارين ايضا، ومرة اخرى تبعا لان يعتقلا على قيد الحياة.
من المتوقع ان تسعى اسرائيل ايضا على تتخذ في هذه الايام المتفجرة جانب التوازن في الردود وفي الاعمال كي لا تدفع الوضع الى التدهور.
فالصواريخ والبالونات من غزة سيرد عليها بهجمات من سلاح الجو، ولكن هذه لن تغير اي معادلة. طالما أن الكأس غير مليئة، ليس لاسرائيل مصلحة في التصعيد، وبالتأكيد عندما تكون في الخلفية تفاهمات مع المصريين، بهدف اعطائهم الوقت والاحتمال لتهدئة الخواطر. من تجربة الماضي، احتمال أن يحصل هذا قليل – والاستنتاج واضح.