"إسرائيل اليوم": كلفة يوم حرب 315 مليون شيكل

profile
  • clock 18 فبراير 2025, 9:35:17 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الباحث الإسرائيلي نيتسان كوهن - إسرائيل اليوم 

ندفع ثمنا باهظا في الجانب الاقتصادي أيضا: حين نتحدث عن حرب بحجم الحرب التي نشبت في 7 أكتوبر يتوجب أن نتحدث أيضا عن الكلفة المالية الهائلة لها. هنا في واقع الأمر نحن نتحدث عن أنواع مختلفة من الكلفة.

توجد الكلفة المباشرة لوزارة الدفاع والجيش: الدفع عن أيام الاحتياط، الدفع على الذخائر، تعبئة المخزونات للذخائر، الوقود وهكذا دواليك. كما توجد أيضا الكلفة الاقتصادية للحرب وهذا يعني أنه يجب أن يدخل الى الحساب فقدان الناتج، كلفة تشويش الحياة اليومية الطبيعية وغيرها.

كيفما نظرنا الى الأمور، نجد كلفة اقتصادية لا بأس بها. قبل أن ندخل الى الأرقام يجدر بنا أن نذكر أن الاقتصاد الإسرائيلي دخل الحرب وهو في حالة جيدة. هذا يعني أنه كانت لحكومة نتنياهو مصادر تستمد منها المال دون تلقي مساعدات خارجية بتعابير دولارية. ماذا يعني هذا؟ أولا وقبل كل شيء، نسبة دين إسرائيل كانت متدنية بحيث كان ممكنا اقتراض المال حتى وان كان بأسعار عالية.

بنك إسرائيل يحافظ على ارصدة عملة اجنبية عالية، كانت تدور حول 215 مليار دولار. وهذا يتيح لإسرائيل سيولة من العملة الأجنبية. المعنى؟ عندما كانت حاجة للدولارات لشراء الذخائر في الخارج كانت تلك الدولارات. عندما يذعر المستثمرون الأجانب من الحرب ويريدون سحب أموالهم – يكون هذا الرصيد موجودا وهذا معطى هام جدا للإبقاء على سير حرب لا تجر الاقتصاد الى الهوة.

جملة سيناريوهات وهموم

بشكل مبدئي، البحث الشامل والأكثر مصداقية حول كلفة الحرب اجراه بنك إسرائيل – والمقصود هو دائرة البحث في البنك التي يترأسها عدي برندرن اقتصادي ذو قامة. ثمة غير قليل من السيناريوهات للحرب وكل سيناريو يحتاج الى تعبير اقتصادي لكن بنك إسرائيل استوعب الحدث، فصله الى شواكل ووصل الى عدد 255 مليار شيكل. أي كل يوم يمر دون أن تنتهي الحرب يكلف بائع الضرائب الإسرائيلي 315 مليون شيكل.

نعم، هذه كلفة الحرب صحيح حتى اليوم وحتى نهاية العام 2025، لكن توجد هنا “لكن” كبيرة. هذه الكلفة لا تأخذ بالحسبان سيناريو حرب شاملة مع ايران. هنا تقدر محافل اقتصادية مطلعة على التفاصيل بانه لن تكون كلفة اقتصادية عالية جدا لمثل هذه الحرب إذ انه في ضوء التجربة المتراكمة في جهاز الامن من هجومين إيرانيين على إسرائيل وهجوم إسرائيلي مضاد فاننا نتحدث عن معركة يفترض أن تكون قصيرة نسبيا.

سيناريو آخر لا يأخذ بالحسبان اشتعال إضافي مع حزب الله. لكن هنا أيضا، انتزع الجيش من حزب الله الذي يقف على حدودنا الشمالية غير قليل من القدرات التي كان يفترض أن تخفض جدا كلفة هذا السيناريو.

سيناريو آخر لا يؤخذ الان في الحسبان الاقتصادي هو اشتعال الجبهة الجنوبية. هنا أيضا نزع الجيش غير قليل من قدرات المنظمات في غزة. وعليه فان حربا بقوة عالية لن تكون مثلما رأينا في بداية الحرب وهنا أيضا الميزانية المالية لن تكون مشابهة. وكذا سيناريو تشتعل فيه كل الجبهات بالتوازي لم يؤخذ بالحسبان بتعابير اقتصادية.

ما أُخذ حقا بالحسبان هو استمرار الحرب في الجبهة الجنوبية والشمالية بقوى متغيرة – أي اشتعال، هدوء واشتعال متجدد.

هذا يعني انه لن تجند كل قوة الاحتياط التي جندت في بداية الحرب، ومن هنا بان يستخدم الجيش الذخائر استخداما اقل وهكذا دواليك.

هذا السيناريو يأخذ بالحسبان تأهب وحدات احتياط كبيرة لكن ليس في مداها الأقصى. يأخذ بالحسبان تشوش جزئي جدا للحياة في الجبهة الداخلية ومن هنا أيضا فان فقدان الإنتاج سيكون محدودا ومن هنا أيضا فقدان المداخيل من الضرائب للدولة وهكذا دواليك.

الجبهة الإسرائيلية الداخلية قوية

الان ينبغي ان نفهم الوضعية. إسرائيل توجد في مستوى عال من انعدام اليقين، وكل سيناريو لم نفكر فيه يمكن أن يفاجيء، لكن الان أيضا، الاقتصاد الإسرائيلي قوي. الجبهة الإسرائيلية الدخلية قوية، وإسرائيل معتادة على الانتقال السريع من الحياة الطبيعية الى الطوارئ ومن ثم الى الحياة الطبيعية.

وعليه فيجب أن يقال كل شيء بتحفظ. كل الجهات الاقتصادية تعيش بسلام مع سيناروهات بنك إسرائيل التي اخذت بالحسبان كل احتياجات الجيش كما عرضت ومع هوامش أمان معقولة.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)