- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
إسرائيل تتجه لزيادة مساعداتها لأوكرانيا ردا على الدعم الإيراني لروسيا.. ماذا بعد؟
إسرائيل تتجه لزيادة مساعداتها لأوكرانيا ردا على الدعم الإيراني لروسيا.. ماذا بعد؟
- 2 نوفمبر 2022, 4:45:31 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتوسع إسرائيل في مساعداتها المدنية والاستخبارية لأوكرانيا مع تكثيف إيران دعمها العسكري لروسيا. وينذر ذلك بتدهور كبير في العلاقات الروسية الإسرائيلية سيكون له تداعيات اقتصادية وسياسية.
وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، قالت إسرائيل إنها ستساعد أوكرانيا على تطوير نظام "إنذار مبكر" لاكتشاف وتحذير المدنيين من الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية، على غرار النظام الذي تستخدمه إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس" إن بلاده لن تزود أوكرانيا بأي معدات عسكرية، بالرغم أن كييف طلبت مرارا أنظمة دفاع جوي أكثر تقدمًا (مثل نظام القبة الحديدية الإسرائيلية) لمنع الضربات الروسية المتكررة على البنية التحتية الأوكرانية المهمة.
لكن الإعلان لا يزال يمثل تحولًا ملحوظًا في نهج إسرائيل تجاه الحرب الروسية الأوكرانية الجارية، والتي شهدت حتى الآن التزام الحكومة الإسرائيلية بموقف عسكري محايد نسبيا خوفًا من إثارة انتقام روسي.
وتأتي المساعدة المتزايدة لأوكرانيا في الوقت الذي تعزز فيه إيران (خصم إسرائيل الإقليمي) دعمها لروسيا.
وبالرغم من التعاطف الشعبي الواسع مع أوكرانيا، كانت إسرائيل مترددة في دعم كييف بشكل كامل، نظرا لحاجتها لضوء أخضر روسي لضمان نجاح هجماتها ضد إيران في سوريا.
لكن يبدو أن إسرائيل تغير نبرتها تدريجيا نتيجة التقارير الأخيرة التي تفيد بأن إيران لا تزود روسيا بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار فحسب، بل إن قوات الحرس الثوري تساعد أيضًا في تدريب القوات الروسية في قاعدة عسكرية في شبه جزيرة القرم.
ودفع الكشف عن دعم إيران المتزايد لروسيا وزير الشتات الإسرائيلي "نحمان شاي" في 17 أكتوبر/تشرين الأول إلى دعوة إسرائيل لتسليح أوكرانيا علانية. وردا على تصريح "شاي"، قال الرئيس الروسي السابق "ديميتري ميدفيديف" إن مثل هذه الخطوة "ستدمر" العلاقات الروسية الإسرائيلية.
ومن المرجح أن تستمر إسرائيل في تزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية لمساعدة كييف على صد الهجمات الروسية المدعومة من إيران.
وقد زودت إسرائيل بالفعل أوكرانيا بمعلومات استخباراتية حول مواقع الطائرات الإيرانية بدون طيار.
ومع احتدام الحرب وتعميق إيران لتعاونها مع روسيا، من المرجح أن تزيد إسرائيل هذا الدعم الاستراتيجي لأوكرانيا، فضلا عن مواصلة تطوير نظام إنذار مبكر للدولة التي مزقتها الحرب.
وقد توسع إسرائيل نطاق هذا الدعم بشكل يساعد القوات الأوكرانية على استهداف القوات الروسية والإيرانية وسلاسل التوريد بشكل أفضل.
ويمكن لإسرائيل أيضًا تقديم معلومات فنية حول كيفية الاستفادة بشكل أفضل من أنظمة الدفاع الجوي المملوكة بالفعل لأوكرانيا لإسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية.
لكن لا يزال من غير المحتمل أن تزود إسرائيل أوكرانيا بأنظمة دفاع متطورة بسبب القيود اللوجستية والسياسية والدبلوماسية المختلفة.
أولاً، تحتاج إسرائيل لأنظمة دفاعها الجوي المتقدمة لحمايتها، حيث تمتلك كمية محدودة من أنظمة القبة الحديدية، ومن شأن إرسالها إلى أوكرانيا أن يجعل إسرائيل عرضة لهجمات من خصومها القريبين في الأراضي الفلسطينية وإيران ولبنان.
في غضون ذلك، تتطلب الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية "أراو3" منصات إطلاق خاصة يجب بناؤها في أوكرانيا لتكون فعالة - مما يجعلها غير مناسبة لحرب أوكرانيا.
كما تخضع أسلحة إسرائيل المتقدمة الأخرى التي تم شراؤها أو صنعها إلى جانب دول أخرى لقيود سياسية.
على سبيل المثال، تم تطوير نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "باراك 8" بالاشتراك مع الهند، التي حافظت على نهج محايد تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، وقد يؤدي تقديم هذه المنظومة لأوكرانيا إلى إثارة غضب الهند.
وسيتطلب نظام "باتريوت" الأمريكي موافقة واشنطن قبل إرساله إلى أوكرانيا أيضًا.
وبالإضافة إلى هذه القيود اللوجستية والسياسية، هناك خطر يتمثل في إمكانية تدمير هذه الأنظمة المتطورة خلال الحرب.
من جانبها، ستنظر روسيا إلى المساعدة الإسرائيلية لأوكرانيا (حتى لو كانت محدودة) على أنها عمل عدائي ومن المرجح أن ترد بعمل دبلوماسي واقتصادي وسياسي وربما حتى عسكري.
وعلى المدى القريب، يمكن للكرملين استخدام سيطرته على مؤسسة القضاء الروسي لإغلاق الوكالة اليهودية ومنع اليهود الروس من مغادرة البلاد لزيارة إسرائيل، مما يقطع العلاقات الأسرية والثقافية لما يقدر بنحو 900 ألف يهودي روسي يعيشون في إسرائيل.
ويمكن لروسيا أيضًا حظر الاستثمار والتجارة مع إسرائيل، التي أصبحت وجهة لبعض الأثرياء الروس الذين يحاولون نقل أصولهم من أوروبا والولايات المتحدة تجنبا للعقوبات الغربية.
وعلى المستوى السياسي، يمكن أن تحاول روسيا عزل إسرائيل من خلال وسائل الإعلام والحملات الإلكترونية لتضخيم الخطاب والدعاية المعادية لإسرائيل والسامية.
أخيرًا، يمكن أن تخلق روسيا تعقيدات عسكرية لحملة إسرائيل السرية ضد إيران في سوريا، وقد تهدد باستخدام نظام الدفاع الجوي "إس400" لصد الهجمات الإسرائيلية.