- ℃ 11 تركيا
- 5 فبراير 2025
إسلام الغمري يكتب: مخطط تهجير أهل غزة… هل هو قدر محتوم أم مؤامرة قابلة للإفشال؟
إسلام الغمري يكتب: مخطط تهجير أهل غزة… هل هو قدر محتوم أم مؤامرة قابلة للإفشال؟
- 5 فبراير 2025, 6:45:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتصاعد المخاطر المحدقة بقطاع غزة وأهله في ظل الدعوات المتكررة التي يطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وغيره من رموز اليمين الصهيوني، والتي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء، في تكرار لمأساة النكبة عام 1948. هذه الدعوات ليست مجرد تصريحات عابرة، بل هي جزء من مخطط استراتيجي يسعى الاحتلال لتنفيذه بدعم غربي وتواطؤ بعض الأطراف الدولية والإقليمية.
هل التهجير قدر محتوم؟
إن تصوير تهجير الفلسطينيين على أنه “قدر لا يُرد” هو جزء من الحرب النفسية التي تهدف إلى ترسيخ فكرة العجز والاستسلام. لكن الواقع يؤكد أن هذه المؤامرة ليست قدراً محتوماً، بل مشروع استيطاني توسعي يمكن إفشاله كما أفشل الفلسطينيون عشرات المخططات التي سبقت.
لقد حاول الاحتلال تهجير أهل غزة مرات عديدة، بدءًا من نكبة 1948 ثم نكسة 1967، مرورًا بحصار غزة المستمر منذ 17 عامًا، وصولًا إلى العدوان الحالي الذي يحاول كسر إرادة الفلسطينيين عبر القتل والتجويع والتدمير الممنهج. ومع ذلك، ظل صمود الفلسطينيين عصيًا على الانكسار، وهذا دليل على أن إفشال هذا المخطط ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى إرادة جامعة وجهود متضافرة.
هل يملك الفلسطينيون مقاومة التهجير؟
الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة، يمتلك من الوعي الوطني والمقاومة ما يجعله غير قابل للكسر، رغم كل الضغوط والمجازر. لقد أثبت الفلسطينيون عبر العقود أن محاولات اقتلاعهم من أرضهم لا تزيدهم إلا تمسكًا بها. إن الإصرار الشعبي على البقاء في القطاع رغم القصف والتجويع يؤكد أن خيار المقاومة بأشكالها كافة هو السبيل الوحيد لإفشال هذا المخطط.
السيناريوهات المتوقعة
هناك عدة سيناريوهات محتملة لهذا المخطط، أبرزها:
1. تصعيد العدوان لخلق بيئة طاردة للسكان: يسعى الاحتلال إلى جعل الحياة في غزة مستحيلة عبر المجازر والقصف والتجويع، لإجبار الناس على النزوح.
2. ضغط دولي وإقليمي لقبول التهجير: قد تمارس بعض القوى الدولية ضغوطًا على الدول العربية لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، مستغلة الوضع الإنساني الكارثي.
3. فشل المخطط بسبب الصمود الفلسطيني والموقف الإقليمي والدولي: إذا تضافرت جهود الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم، يمكن كبح هذا المخطط ومنعه من التنفيذ.
ما الواجب على العالم الإسلامي؟
إن مواجهة هذا المخطط لا تقع فقط على عاتق الفلسطينيين، بل هي مسؤولية الأمة الإسلامية بأسرها، حكامًا ومحكومين:
• على الحكومات العربية والإسلامية أن تتخذ موقفًا واضحًا وحازمًا ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وأن تستخدم نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي للضغط على القوى الغربية والاحتلال لوقف هذا المخطط.
• على الشعوب تكثيف جهود الدعم والإسناد للمقاومة الفلسطينية، ورفع مستوى الوعي بالقضية الفلسطينية، وإبقاء الضغط الشعبي مستمرًا على الحكومات لاتخاذ مواقف عملية وليست مجرد بيانات استنكار.
• على المؤسسات الدينية والعلماء إصدار الفتاوى التي تحرّم التفريط في فلسطين، وتعزز مفهوم الجهاد بكل أشكاله لمواجهة هذا العدوان.
• على الإعلام التصدي لمحاولات التلاعب بالرأي العام، وفضح مخططات التهجير، ودعم الرواية الفلسطينية في مواجهة الدعاية الصهيونية.
ختامًا… لا تهجير ولا استسلام
إن تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو خط أحمر لا يمكن القبول به، وأي محاولة لفرضه بالقوة ستواجه بصمود فلسطيني ومقاومة مستمرة. لقد علّمنا التاريخ أن الشعوب التي تتمسك بأرضها وتقاوم المحتل تنتصر في النهاية، حتى لو بدا الطريق طويلًا ومليئًا بالتضحيات. إن إفشال مخطط التهجير ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى موقف موحد من كل أحرار العالم، وإلى يقظة دائمة لقطع الطريق على كل المتآمرين.
فلسطين ليست للبيع، وغزة ستبقى عصية على الاقتلاع، ولن يكون التهجير خيارًا إلا في مخيلة أعداء الأمة.