- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: الضفة الغربية ودولة يهودا
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: الضفة الغربية ودولة يهودا
- 6 يوليو 2024, 12:42:48 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع تزايد وحشية الهجوم على غزة وتعقيد الوضع الحربي، بات من الواضح أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية الحالية تسعى وبكل قوة لتنفيذ أجندتها السياسية الاستعمارية اليمينية لابتلاع الضفة الغربية وفقاً لرؤية اليمين المتطرف لـ "دولة يهودا"، مما يعني ضم باقي الأراضي الفلسطينية.
من أبرز الأهداف الاستراتيجية لهذه الخطة، إعلان السيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين منها بشكل ممنهج، بالإضافة إلى إغراق الضفة الغربية بالمستوطنات والمستوطنين، وتفكيك السلطة الفلسطينية، وفرض القانون الإسرائيلي على كل مناطق الضفة الغربية، ومضاعفة الاستيطان ثلاث مرات، وشطب نموذج الدولة الفلسطينية من الوعي و الفكر والأرض.
خلال الأسبوع الماضي، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" صادق على خطة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والتي تشمل "شرعنة 5 بؤر استيطاني ونشر عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات وتقليص صلاحيات السلطة الفلسطينية الإدارية في الضفة الغربية المحتلة .
حيث تسعى خطة الاحتلال إلى تحويل منطقة غرب نهر الأردن إلى منطقة قومية يهودية خالصة و بموجب هذه الخطة ، سيعيش غير اليهود فيها كأفراد وليس كجماعة قومية مستقلة، مما يعني إجبارهم على التنازل عن حقوقهم القومية والاكتفاء بالحقوق الفردية، ومن يرفض هذه الشروط سيواجه إما التهجير أو الحسم العسكري.
يعترف بتسلئيل سموتريتش في خطته بأن الاحتلال يهدف إلى هزيمة الوعي والحلم والأمل لدى الفلسطينيين، وذلك من خلال فرض واقع جديد بالقوة، وفرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين، مما يجبرهم على قبول أحد الخيارين: إما الرضوخ للحل النهائي الذي تفرضه "إسرائيل" أو مواجهة الطرد والتهجير بناءً على رؤية الاحتلال.
من خلال رؤية اليمين المتطرف، تعمل "إسرائيل" على توطيد "أيديولوجيتها " ببناء كيانها على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية، واستبدال سكانها الأصليين بمستوطنين يهود لتنفيذ مخطط الابرتهايد. هذا التحرك ينبع من إدراك "إسرائيل" أن الخطر الديموغرافي للفلسطينيين يشكل هاجساً كبيراً لها، مما دفعها إلى اتباع سياسة العزل أو التهجير لمواجهة هذا الخطر.
تكشف رؤية المتطرفين الإسرائيليين مدى عنصرية ووحشية الفاشية الإسرائيلية ومشاريعها أمام العالم دون خجل، إذ تصر على استمرار قتل الفلسطينيين وتهجيرهم دون أي اعتبار لردود فعل العالم تجاه تنفيذ خططها ، فببساطة بينما يتم إبادة الفلسطينيين دون أي خيارات في غزة، يضع الاحتلال، الفلسطينيين في الضفة الغربية أمام ثلاثة خيارات: إما أن يعيشوا راضخين في دولة يهودية ، أو أن يدفعهم ليهاجروا خارج فلسطين، أو أن يواجهوا الموت بالقتل.
إن الإجراءات والسياسات التي يتبناها بتسلئيل سموتريتش و الائتلاف اليميني المتطرف في إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني لا تنبع من الغرور السياسي فحسب، بل تمثل تصميمًا واضحًا ومؤشرًا على بدء تنفيذ هذه السياسات الفاشية.
وفي مواجهة ذلك، لا يبقى أمام الفلسطينيين سوى خيار المقاومة والوقوف بقوة وبكافة الوسائل الممكنة، بهدف إفشال هذا المخطط الرامي إلى تركيعهم وإخماد طموحاتهم نحو التحرير والاستقلال.
بالإضافة لذلك، يصبح من الضروري عربيًا وضع خطة عاجلة وفعالة للتصدي بقوة لهذه الفاشية التي تهدف إلى فرض حل يخضع الشعب الفلسطيني ويجعله يعاني القتل والقهر من أجل استمرار المشروع الصهيوني. فهذا الوضع لا يهدد فلسطين فحسب، بل الأمن القومي العربي لبعض الدول العربية، خاصة إذا استمر تنفيذ هذه الخطة.
اليوم أكثر من أي وقت مضى، بات ضرورة الوقوف بقوة ضد مخططات سموتريتش، إيتمار بن غفير، وداعميهم من الائتلاف الإسرائيلي المتطرف، بدلاً من الاستمرار في الرهان على مسار التسوية في ظل استمرار الجرائم الاحتلال وحربه لتصفية القضية الفلسطينية ووجود الشعب الفلسطيني على أرضه.