تكبير الخط تصغير الخط

كشفت صحيفة "ديلي صباح" التركية، عن وجود مسلحين من حزب العمال الكردستاني يتلقون تدريبات مشتركة مع عناصر أرمينية في مخيم تديره إيران بمنطقة كاراباخ المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا.

وذكرت الصحيفة، أنه يعتقد أن إيران نقلت نحو 4000 مسلح من سوريا، حيث تسبب الزلزال المزدوج الذي ضربها في توقفهم عن القيام بمهامهم منذ 6 فبراير/ شباط المنصرم. 

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور توغرول إسماعيل، الخبير في السياسة الروسية والأوراسية، قوله إنه: "من المرجح جدًا أن يتم إرسال هؤلاء المقاتلين الإيرانيين ليس فقط إلى كاراباخ ولكن أيضًا إلى منطقة الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

بدوره، علق الخبير بابك شاهيت، من معهد "تبريز" للأبحاث، على ما نقلته الصحيفة التركية قائلا: "هذه المزاعم دقيقة 100%".

ووفق إسماعيل وشاهيت، ففي الوقت الذي تغلي فيه التوترات بين الجارتين أذربيجان وإيران، أعلنت طهران أن أمن حدود أرمينيا هو خطها الأحمر، وحولت المسلحين إلى كاراباخ، التي كانت مصدرا للصراع الطويل بين باكو ويريفان.

وبحسب إسماعيل، فإن طهران تعتقد أنها تفقد أهميتها الاستراتيجية في المنطقة، حيث تشكل العلاقات التركية الأذربيجانية أيضًا عاملاً فعالاً، ومن ثم انتقال مقاتليها إلى كاراباخ.

وأضاف: "عناصر حزب العمال الكردستاني والأرمن أيضًا يتدربون معًا في هذا المعسكر العسكري بقيادة فازجين سيسيليان"، مضيفًا أن المزاعم المذكورة "كانت موجودة من قبل أيضًا". 

وأوضح أن العلاقات الإيرانية الأرمينية كانت دافئة ووثيقة للغاية، وأن طهران تحدد سياساتها تجاه أذربيجان والمنطقة الأوسع من خلال أرمينيا.

وعقّب: "السبب في أنهم (الإيرانيون) لا يريدون دولة أذربيجانية قوية في الشمال، وتحالف باكو مع تركيا في الوقت نفسه يتعارض مع سياسات إيران".

واستشهد بدخول "أشخاص مجهولي الهوية" إلى أذربيجان من إيران، معقبا أن ذلك كان "ميزة لإيران لاستخدام مقاتليها العاطلين في الاشتباكات الإقليمية (سوريا) بدلاً من استخدامهم داخل حدودها". 

واستطرد إسماعيل قائلاً: "إيران لا تريد فتح ممر زانجيزور أيضًا، وتبذل قصارى جهدها لضمان عدم حدوث ذلك في الحال". 

وقال شاهيت إن "علاقات حزب العمال الكردستاني مع إيران، وخاصة ما يسمى بالتشكيلات الأرمينية التطوعية، مستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية".

وزعم أن لواءً من القوات الآشورية ظهر في شمال سوريا انفصل عن وحدات حماية الشعب (حزب العمال الكردستاني السوري)؛ للانضمام إلى فيلق القدس الإيراني في عام 2014.

وأضاف شاهيت أن "القائد العسكري فازجين سيسيليان هو نقطة مهمة أخرى"، مشيرا إلى أنه لبناني من أصل أرمني، وهو منفذ الهجوم على سفارة تركيا في باريس عام 1981، واغتيال سفير تركيا في بودابست عام 1991"، على حد زعمه.