إف 16 إلى ساحة القتال بأوكرانيا.. تحديات وعقبات

profile
  • clock 29 أغسطس 2023, 9:29:14 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

صفقة مثالية لأوكرانيا، إنها متعددة المهام؛ وقادرة على توفير غطاء جوي للقوات، ومهاجمة الأهداف الأرضية، وطائرات العدو واعتراض الصواريخ.

إنها طائرات إف 16 الأمريكية، التي نجحت أشهر من الضغوط الأوكرانية في اقتناص موافقة الولايات المتحدة على تدريب طيارين لكييف على التحليق بها، بعد أن تعهدت الدنمرك وهولندا بالتبرع بتلك الطائرات المقاتلة لأوكرانيا.

وتمتلك القوات الجوية الأوروبية الكثير من طائرات إف 16 التي تعمل بمجموعة متنوعة من أنظمة الأسلحة، إضافة إلى إمدادات جاهزة من قطع الغيار.

لماذا أوكرانيا بحاجة إليها؟

تقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن حاجة أوكرانيا ماسة إلى تلك المقاتلات، فقد أدى التفوق الجوي الروسي، وخاصة على الجبهة الجنوبية، إلى إحباط تقدم الهجوم المضاد الأوكراني وألحق خسائر فادحة بالوحدات الأوكرانية، مشيرة إلى أنه مع التسليح المناسب، يمكن لطائرات إف-16 أن تمنع القاذفات الروسية من الاقتراب من ساحة المعركة.

إلا أن قيام طائرات F-16 بتلك المهام القتالية، يخضع لعدد من العوامل؛ أبرزها برامج التدريب التي بدأت للتو، وتوفير البنية التحتية الداعمة، ونوع الأسلحة المنشورة، تقول الشبكة الأمريكية، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون هناك توازن دقيق بين الحاجة الملحة للحصول على طائرة F-16 باللون الأوكراني والاستعدادات الشاملة اللازمة لتحقيق أقصى استفادة من تلك المقاتلة.

وردًا على سؤال حول عدد طائرات F-16 التي ستحدث فرقًا في ساحة المعركة، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، العقيد يوري إهنات، إن سربين، يتألف كل منهما من 12 طائرة، قادران على قلب الطاولة، لكن الطائرة F-16 لم تواجه أبدًا الدفاعات الجوية الروسية في العالم الحقيقي.

والتزمت الدنمارك وهولندا والنرويج بتزويد أوكرانيا بأكثر من 60 طائرة، لكن سيتعين استخدام بعضها للتدريب، بالإضافة إلى أن قسمًا منها يجب أن يخضع للصيانة الدورية.

وقال كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مارك كانسيان، إن: "فكرة تحليق طائرات إف-16 فوق الخطوط الأمامية وكسر الجمود ليست قابلة للتطبيق، إنها خطيرة. الدفاعات الجوية الروسية صعبة للغاية".

ويجرى الآن تنفيذ برامج التدريب للدفعات الأولى من الطيارين الأوكرانيين في الدنمارك ورومانيا والولايات المتحدة. (عرضت اليونان أيضًا تدريب الطيارين). وسيستغرق ذلك وقتًا أطول من الثلاثة أو الأربعة أشهر المقترحة في بعض الأوساط للطيارين الذين ليس لديهم خبرة في قيادة الطائرات المقاتلة الغربية.

هل الطيارون الأوكران قادرون على التعلم بسرعة؟

تقول "سي إن إن"، إن هناك فرقًا كبيرًا بين التدريب الأساسي (الإقلاع، الطيران، الهبوط) والعمل في وضع القتال، في نطاق الدفاعات الجوية الروسية.

وقال أحد طياري طائرات F-16 للنشرة العسكرية الإلكترونية "War Zone" إن الطائرة بديهية. "قم بتشغيلها، ثم اضغط على دواسة الوقود لأعلى، ثم انطلق وحلق"، إلا أنه استدرك: "لكن لمعرفة كيفية القتال بها، وتعلم كيفية استخدام الصواريخ، سنستغرق حوالي ستة أشهر”.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن "ستة إلى سبعة أشهر هي المدة الدنيا التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار بجدية".

إلا أنه حتى هذا الجدول الزمني طموح؛ فالطيارون الغربيون يحتاجون إلى حوالي تسعة أشهر للحصول على الكفاءة الكاملة، وهذا لا يشمل التدريب على سيناريوهات قتالية محددة، بحسب الشبكة الأمريكية.

وتقول "سي إن إن"، إن تصميم قمرة القيادة لطائرة F-16 يختلف كثيرًا عن تصميم طائرة ميغ 29، وهي الطائرة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي عادة ما يقودها الطيارون المقاتلون الأوكرانيون، إضافة إلى أن الطيارين سيتطلب عليهم إتقان اللغة الإنجليزية.

وعن ذلك، يقول أحد الطيارين الأوكرانيين، إن حوالي 30 طيارًا في القوات الجوية الأوكرانية يتقنون اللغة الإنجليزية بشكل كافٍ، وهو الحد الأدنى المطلوب للتحليق في سربين.

تشغيل الأسلحة.. عقبة جديدة

وستكون هناك مهمة إضافية تتمثل في تعلم كيفية تشغيل الأسلحة الغربية مثل صواريخ جو-جو المتقدمة متوسطة المدى (AMRAAMs) القادرة على تدمير الطائرات المقاتلة الروسية من مسافة بعيدة.

وفي بادرة أمل، تكيف الطيارون الأوكرانيون بسرعة مع استخدام الصواريخ الغربية المضادة للإشعاع عالية السرعة (HARM) على طائراتهم من طراز ميغ 29.

ووفقًا لكبير مستشاري برنامج الأمن الدولي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مارك كانسيان، فإن "المشكلة هي أنه يتعين عليهم الانتقال إلى طائرة تحتوي على مجموعة من الأنظمة التي لم يروها من قبل، بالإضافة إلى أن هناك نهجًا كاملاً للحرب الجوية تستخدمه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والذي لم يستخدمه السوفييت".

صيانة دورية

وعلى الرغم من فعاليتها، إلا أن طائرة F-16 تتطلب صيانة أكثر بكثير من المقاتلة المتوسطة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، ما من شأنه أن يمثل تحديًا للأوكرانيين.

وقال كانسيان إن طائرات F-16 تحتاج إلى 16 ساعة من الصيانة لكل ساعة طيران، بتكلفة تقارب 27000 دولار لكل ساعة طيران، ما يجعل من الأمر مكلفًا أيضًا، مضيفًا: "هناك عشرات الآلاف من الأجزاء في طائرة F-16".

وقد صنف تقرير صادر عن مكتب المحاسبة العامة الأمريكي العام الماضي الطائرة F-16 كواحدة من أصعب طائرات القوات الجوية الأمريكية في الصيانة: فهي لم تحقق أهداف مهمتها في أي من السنوات العشر الماضية.

ويرى الأوكرانيون أن إحدى المزايا الرئيسية للطائرة F-16 هي قدرتها على ردع أقوى الطائرات المقاتلة الروسية، وهي الطائرة سوخوي 35، التي ألحقت خسائر فادحة بالقوات البرية الأوكرانية.
 

وقال قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك الأسبوع الماضي إن النجاح ضد الطائرة سوخوي 35، سيجبر الروس على إخراجها خارج النطاق، مما يسمح للهجوم المضاد بالتسارع.

إس 400

وسيواجه الطيارون الأوكرانيون، الذين يقودون طائرة غير مألوفة في مجال جوي يتمتع بحماية أكبر، تهديدا أكبر بكثير من الدفاعات الجوية الروسية الأكثر تقدما، بما في ذلك نظام إس-400، أحدث أنظمة الصواريخ أرض جو وأكثرها قدرة في روسيا.

وتقول الشبكة الأمريكية، إنه لا يمكن التعجيل بمثل هذه المعدات القيمة إلى القتال، مشيرة إلى أنه حتى لو قامت الدفعة الأولى من طائرات F-16 الأولى بمهامها القتالية في الربيع المقبل، فقد يكون الكثير قد تغير على الأرض بحلول ذلك الوقت.

التعليقات (0)