- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
احذر هذه الأعراض.. قد تشير إلى الإفراط في تناول «فيتامين د»
احذر هذه الأعراض.. قد تشير إلى الإفراط في تناول «فيتامين د»
- 23 يوليو 2022, 4:49:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشر موقع «ساينس أليرت» تقريرًا يتناول فيه حالة الرجل الذي أُدخل المشفى بسبب تناوله الخاطئ للمكملات والفيتامينات، والدراسة التي أصدرها الأطباء على إثر هذه الحالة للتحذير من تناول جرعةٍ زائدة من فيتامين د، والأعراض المرافقة لبدايات التسمم.
تزايد الحالة عالميًا
هل يمكن أن يتناول المرء جرعة زائدة من فيتامين د؟ يجيب الأطباء الآن بأن ذلك ليس ممكنًا فحسب، بل إنه أمر في غاية الخطورة كذلك. ويأتي هذا التحذير الجديد بعد أن أُدخل رجلُ إلى إحدى مستشفيات المملكة المتحدة على إثرِ تناوله لفيتامين د بمستوى يقارب 400 ضعف من الجرعة الموصى بها يوميًا.
ربما مرّت عليك الدراسات المتعددة التي تحدثت عنها الأخبار في فترة جائحة كوفيد 19، والتي أشادت بفوائد فيتامين د بمستوياته الصحية، لكن وكما ينوّه التقرير، يزداد الآن انتشار «فرط فيتامين د»، أو التسمم بفيتامين د. وهو أمر ينبغي عدم الاستخفاف به بكل تأكيد.
ينقل التقرير ما كتبه مؤلفو الدراسة المعنيّة بالحالة الجديدة ضمن دورية «BMJ Case Reports» التابعة للمجلة الطبية البريطانية، حيث أكّدوا أنه «على الصعيد العالمي، هناك توجه متزايد لفرط فيتامين د، وهي حالة سريرية تتميز بارتفاع مستويات فيتامين د 3 في الدم». وينوّه مؤلفو الدراسة إلى بطء تحويل فيتامين د (بمعدّل نصف عمر شهرين تقريبًا)، حيث تتطور سمية فيتامين د خلال ذلك، وقد تستمر الأعراض لعدّة أسابيع.
هكذا ظهر التسمم
يشرح التقرير الحالة التي غطّتها هذه الدراسة الحديثة، فبحسب وصف الأطباء نُقل رجلًا في منتصف العمر إلى المشفى في المملكة المتحدة، وذلك بعد مراجعته للطبيب بسبب إصابته بالقيء المتكرر، والغثيان، وتشنجات الساق، وطنين الأذن، وآلام البطن، وجفاف الفم، وزيادة العطش، والإسهال.
استمرت هذه الأعراض مع الرجل لمدّة ثلاثة أشهر تقريبًا، فقد فيها قرابة 12.7 كيلوجرام، حتى الوقت الذي جرى فحصه بالمشفى. وكما يوضح التقرير، بدأت الأعراض تظهر على الرجل بعد حوالي شهرٍ من بدئه نظامًا مكثفًا من تناول الفيتامينات بناءً على نصيحة معالج غذائي مختص.
وتعود القصة في البداية إلى بحث الرجل عن علاجٍ مكمل، إذ كان يعاني سابقًا من مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك السلّ، وتراكم السوائل في المخّ، والتهاب الجيوب الأنفية المزمن، والتهاب السحايا الجرثومي، وورم في الأذن الداخلية.
يوضح التقرير بالتفصيل الجرعات التي بدأ الرجل بأخذها بناءً على نصيحة المعالج الغذائي؛ إذ شرع الرجل بتناول أكثر من 20 من مكمّلات الفيتامينات (التي لا تستلزم وصفةً طبية، وتحتوي على مزيج من الجزيئات الفعّالة):
وتحوي القائمة اليومية للمكمّلات التي تناولها الرجل على ما يلي:
- فيتامين د 150.000 وحدة دولية (الاحتياج اليومي 400 وحدة دولية).
- فيتامين ك 2 100 ميكروجرام (الاحتياج اليومي 100-300 ميكروجرام).
- فيتامين سي.
- فيتامين ب 9 (حمض الفوليك) 1000 ميكروجرام (الاحتياج اليومي 400 ميكروجرام).
- فيتامين ب 2 (ريبوفلافين) .
- فيتامين ب 6.
- أوميجا-3 2000 مجم مرتين يوميًا (متطلب يومي 200-500 مجم) .
- مزيج من الفيتامينات والمعادن الأخرى والبروبيوتيك، وكذلك البوراكس وكلوريد الصوديوم.
ينوّه التقرير إلى أن الرجل توقف عن تناول مزيج المكمّلات عندما بدأت الأعراض المرضية بالظهور، لكن الأعراض استمرت حتى بعد التوقف. وكشفت فحوصات الدم الطبية التي أجراها الطبيب الخاص عن مستويات عالية من الكالسيوم، في حالة تُدعى باسم فرط كالسيوم الدم (هايبركالسيميا)، وهي من الآثار الجانبية الشائعة للجرعة الزائدة من فيتامين د.
كشفت الفحوصات عن ارتفاع خفيف بمستويات الماغنسيوم أيضًا، لكن مستويات فيتامين د ظهرت بمستوى أعلى سبع مرات عن الكمية المطلوبة. وكشفت الفحوصات أيضًا أن كليتي الرجل لم تكونا تعملان على نحوٍ طبيعي، وهو أمر غير متوقع مع التركيزات العالية للمعادن والفيتامينات التي كان يأخذها.
بقي الرجل في رعاية المستشفى لمدة ثمانية أيام، وتلقى علاجًا بالسوائل الوريدية، كما أُعطي أدوية من فئة البيسفوسفونات لقدرتها على المساعدة في خفض مستويات الكالسيوم في الدم. ويذكر التقرير أن مستويات فيتامين د بقيت مرتفعة لدى الرجل، حتى بعد شهرين من خروجه من المستشفى وتلقيه العلاج.
انتبه من هذه الأعراض
خلص الباحثون في الدراسة إلى أن هذه الحالة تسلّط الضوء على السميّة المحتملة للمكملات التي تعتبر آمنة عادةً إلى أن تُؤخذ بكميات غير سليمة أو بتركيبات غير آمنة. وأوضح الباحثون أيضًا أن كميات فيتامين د الموصّى بها يمكن عادةً اكتسابها من خلال تناول نظام غذائي متنوع، والتعرض لأشعة الشمس كذلك.
لحسن الحظ يعتبر التسمم بفيتامين د نادرًا نسبيًا. لكن، يزداد أعداد الأشخاص الذين يأخذون المكملات في السنوات الأخيرة، وخاصة النساء والأطفال، ولذلك يحثّ المؤلفون القراء على الإلمام بالأعراض المرافقة، وهي أعراض متنوعة، لكنها تحدث غالبًا بسبب تراكم الكالسيوم الزائد في الدم. وقد تشمل الأعراض النعاس، والقيء، والإمساك، والقرحة الهضمية، وارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، وأمراض العين الالتهابية، وتيبس المفاصل، ومشاكل الكلى.
يدعو الباحثون أيضًا إلى رفع الوعي بكيفية استخدام المكملات ومساوئ أخذها غير المنتظم أو المفرط، لا سيما وأنه يجري تناولها دون وصفة طبية، ويمكن لها أن تتفاعل أيضًا مع بقية الأدوية، وقد تتسبب بضررٍ كبير ومتنوع في حال جرى تناولها على نحوٍ غير صحيح.