استقالات واتهامات بانحيازات بعد منع تأييد مرشحي الرئاسة.. ماذا يجري في أروقة الصحف الأمريكية؟

profile
شيماء مصطفى صحفية مصرية ومعلقة صوتية
  • clock 29 أكتوبر 2024, 2:42:11 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أعلن ناشرو صحيفتي واشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز هذا الأسبوع أن صحيفتيهما لن تقوما بتأييد أي مرشح في الانتخابات الرئاسية لهذا العام، ليضافوا إلى عدد متزايد من الصحف في أنحاء البلاد التي تتراجع عن تأييد المرشحين السياسيين.

ويأتي هذا القرار قبل أكثر من أسلوع على يوم الانتخابات الموافق الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، وقد أثار استياء الصحفيين الذين يجادلون بأن أصحاب الصحف من أصحاب المليارات، الذين كانوا سيؤيدون نائبة الرئيس كامالا هاريس، يختارون لعب دور الحياد لتجنب المخاطر.

في تفاصيل القرار، صرح ويليام لويس، ناشر "واشنطن بوست"، أن الصحيفة لن تؤيد مرشحي الرئاسة بعد الآن، معتبرًا أن القرار "يتماشى مع القيم التي لطالما دافعت عنها الصحيفة وما نتطلع إليه في القيادة: الشخصية والشجاعة في خدمة الأخلاق الأميركية، والتقدير لحكم القانون، واحترام الحرية الإنسانية بجميع أوجهها." وأشار إلى أن الصحيفة بدأت بتأييد مرشحي الرئاسة بانتظام في العقود الأخيرة فقط.

قرار مفاجئ

لكن هذا القرار جاء مفاجئاً للكثيرين في غرفة أخبار واشنطن بوست؛ حيث كانت هيئة التحرير قد أعدت بالفعل مسودة تأييد لصالح هاريس، وفقًا لتقرير من CJR.

بدورها، أعربت نقابة العاملين في الصحيفة عن "قلقها الشديد" من القرار، خاصةً أنه صدر قبل 11 يوماً من يوم الانتخابات. وأضافت النقابة أن القرار صدر من الرئيس التنفيذي، ويل لويس، وليس من هيئة التحرير، مما زاد من قلقهم حول تدخل الإدارة في عمل الصحفيين.

وأضافت النقابة أن "مالك الصحيفة، جيف بيزوس، هو من اتخذ القرار بعدم نشر هذا التأييد"، وأوضحت أنه "يضعف من عملنا في وقت نحن بحاجة فيه إلى بناء ثقة قرائنا."

وقد أُعلن أيضًا أن الكاتب الافتتاحي روبرت كاغان قد استقال من منصبه احتجاجاً على القرار.

صحف تمنع التأييد الرئاسي

وفي وقت سابق من الأسبوع، منع ناشر لوس أنجلوس تايمز، باتريك سون-شيونغ، ما كان من المقرر أن يكون تأييداً من هيئة التحرير لصالح هاريس، السيناتور السابقة والمدعية العامة لولاية كاليفورنيا.

وقد دفع هذا القرار رئيس هيئة تحرير الصحيفة إلى تقديم استقالته.

ومع تراجع الثقة في وسائل الإعلام بشكل غير مسبوق، يتجه المزيد من الناشرين إلى تجنب العواقب المحتملة لتأييد المرشحين.

فقد أعلنت صحيفة ستار تريبيون في مينيسوتا في أغسطس أنها لن تؤيد مرشحين أو قضايا في انتخابات عام 2024.

وأعلنت نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا العام أنها ستتوقف عن تأييد مرشحين في انتخابات نيويورك، لكنها ستستمر في تقليدها المستمر منذ أكثر من 160 عامًا بتأييد مرشحي الرئاسة.

وفي عام 2022، أعلن أكثر من 200 إصدارة ونشرة مملوكين لصندوق ألدن جلوبال كابيتال، بما في ذلك شيكاغو تريبيون ودنفر بوست، أنهم لن يؤيدوا مرشحين سياسيين وطنيين في صفحات الرأي، مشيرين إلى أن النقاش العام "أصبح بشكل متزايد أكثر شراسة وعدوانية."

استقالات في "واشنطن بوست"

أعلن ثلاثة من أعضاء هيئة التحرير المكوّنة من 10 أشخاص في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، استقالتهم بعد أن منع المالك جيف بيزوس تأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس، حسبما أكدت الصحيفة يوم الاثنين.

جاء قرار الاستقالة استجابةً لقرار بيزوس، مؤسس أمازون، والذي اتخذه بعد أن أعدّت هيئة التحرير مسودة لتأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وأثار قرار الصحيفة، الذي أعلنت فيه الأسبوع الماضي أنها ستتخلى عن تقليدها الطويل في تأييد المرشحين للرئاسة، موجة من الانتقادات. ووردت تقارير عن تلقي الصحيفة "سيلاً" من الرسائل من القراء الذين يهددون بإلغاء اشتراكاتهم.

من أبرز المستقيلين؟

ومن بين الأعضاء المستقيلين ديفيد هوفمان، الذي قضى أكثر من أربعين عامًا في الصحيفة، و مولي روبرتس و ميلي ميترا، التي تعمل أيضًا كمديرة للجمهور في قسم الآراء بـ"واشنطن بوست".

وأفاد الثلاثة بأنهم سيواصلون العمل في الصحيفة بأدوار أخرى.

ووقّع ما لا يقل عن 21 كاتبًا في قسم الآراء، بمن فيهم هوفمان وروبرتس، بيانًا يصف قرار عدم تأييد مرشح رئاسي بأنه "خطأ." كما استقال روبرت كاغان، المحرر الكبير في الصحيفة، احتجاجًا على القرار.

التوقيت مقلق للغاية

وقال هوفمان في رسالة بريد إلكتروني لموقع "أكسيوس" مساء الاثنين إنه رغم اعتقاده بأن "من المناسب تمامًا أن يتخذ المالك قرار عدم تأييد مرشح"، فإن "التوقيت كان مقلقًا للغاية"، مشيرًا إلى أن القرار "كان يجب اتخاذه منذ أشهر، وليس قبل الانتخابات الأهم في حياتنا."

وفي رسالته إلى محرر الآراء في واشنطن بوست، ديفيد شيبلي، قال هوفمان إنه يعتقد أن "هناك تهديدًا حقيقيًا بظهور نظام استبدادي في ترشح دونالد ترامب... وأرفض الصمت أمام الديكتاتورية".

وكتبت روبرتس على منصة "إكس" في وقت سابق من الاثنين أنها استقالت "لأن ضرورة تأييد كامالا هاريس ضد دونالد ترامب واضحة أخلاقيًا".

وأضافت أن "ترامب ليس بعد ديكتاتورًا، ولكن كلما كنا أكثر صمتًا، اقترب من ذلك؛ لأن الديكتاتوريين لا يحتاجون إلى إصدار أوامر للصحافة بنشر ما يريدونه إذا كانت الصحافة ترغب في الاستمرار في النشر أصلاً".

لم ترد ميترا مباشرة على طلب التعليق من "أكسيوس" مساءً، ورفضت صحيفة واشنطن بوست التعليق.

أول تصريح من "بيزوس"

بدوره، دافع مالك صحيفة واشنطن بوست، جيف بيزوس، عن قراره إنهاء تقليد الصحيفة الطويل في تأييد المرشحين للرئاسة في مقال رأي نُشر يوم الاثنين.

وجاء إعلان "واشنطن بوست" عن إنهاء التأييد الرئاسي في نفس اليوم الذي اجتمع فيه الرئيس السابق دونالد ترامب مع ديف ليمب، الرئيس التنفيذي لشركة الفضاء التابعة لبيزوس بلو أوريجن.

ونفى بيزوس في مقاله أي علاقة لهذا الاجتماع بقراره.

وقال بيزوس إنه "لا توجد أي علاقة" بين الاجتماع، الذي قال إنه لم يكن على علم به مسبقاً، و"قرارنا بشأن التأييدات الرئاسية، وأي اقتراح بعكس ذلك هو خاطئ".

وأضاف أنه لم يكن هناك "أي تبادل للمصالح" وأنه لم يتم التشاور مع أي حملة أو مرشح، ولم يُبلغ أحد بأي مستوى أو بأي طريقة بهذا القرار.

وكتب بيزوس أن التأييدات الرئاسية "لا تؤثر على مسار الانتخابات، لكنها تخلق في الواقع انطباعًا بالتحيز وعدم الاستقلالية".

واختتم بالقول: "إن إنهاءها هو قرار مبدئي، وهو القرار الصحيح".

التعليقات (0)