اشرف الصباغ :ماجد الكدواني ومحمد ممدوح

profile
  • clock 7 مايو 2021, 12:43:15 ص
  • eye 1026
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 أما الممثل محمد ممدوح الذي لفت الأنظار بقوة في مسلسل "لا تطفئ الشمس" (٢٠١٧)، فهو في مسلسل "لعبة نيوتن" (٢٠٢١) يعود من جديد ليلفت المزيد من الأنظار ويشد الانتباه.

 بل ويمكننا الآن، وبعد مسيرة لا بأس بها من تقديم أدوار بعينها، يمكننا أن نتحدث عنه بنفس الثقة التي تحدثنا عنها بشأن ماجد الكدواني عندما برز بقوة في فيلم "عسكر في المعسكر" ومنحنا الأمل بأنه سيكون ما هو عليه الآن. 

في الحقيقة، الممثل محمد ممدوح يستحق عدة مقالات جادة وبحثية، لأنه بمعاييره الجسمانية وبمخارج ألفاظه وطريقة حركته وحركة أطرافه من أولئك الممثلين المحكوم عليهم بالنمطية وبأداء أدوار نمطية

 والبقاء إلى أبد الآبدين في أسر هذه الأدوار. ولكن الزمن أثبت العكس بالنسبة لمحمد ممدوح. ليس بالضبط الزمن، 

وإنما تلك القدرات التمثلية الخلاقة، والطاقات الإبداعية في مجال أداء الممثل، وسحر هذا الأداء عند هذا الممثل، خلعته مرة وإلى الأبد من النمطية والتنميط ووضعته على طريق التنوع،

 بصرف النظر عن معاييره الجسمانية ومخارج ألفاظه (التي أراها إحدى أهم أدواته في التعبير عن الشخصية). 

الممثل محمد ممدوح خرج من النمطية والتنميط، مثلما خرج ماجد الكدواني الذي كاد أن يقع ليس فقط في هذا الفخ، بل وفي فخ النسخة الثانية من علاء ولي الدين.

 ولكن الكدواني كان ذكيا بما فيه الكفاية، ولديه قدرات تمثيلية وتطويع لأدواته بحيث سخَّرها جيدا للخروج من النمطية وكسرها من جهة،

والإصرار على التنوع وبذل أكبر مجهود ممكن للحفاظ على نفسه بعيدا عن النمطية والتنميط من جهة أخرى. 

كان مقدرا للمثل المصري أحمد ذكي أن يبقى أيضا في نمط معين من الأدوار بحكم لونه وبحكم حركته (كان عنده فلات فوت وعينيه ميتة) 

وبحكم وقوعه في عدة أدوار في بداية حياته (أدوار الفقر والمظلومية وإثارة الأحزان والدموع). وكان من الصعب أن يتصور أحد أن يتقدم أحمد ذكي ليصبح من نجوم الصف الأول ذوي العيون الملونة

 والشعر الأصفر والأحمر والعيون التي فيها حور والتعليم الأجنبي أو الوراثة الفنية من حيث الانتماء الأسري.

 ولكن شاءت المغامرات والأقدار والقدرات الفنية والتمثيلية الخلاقة أن تتضافر جميعا لتقدم إلينا بطلا "يشبهنا"، يشبه الغالبية العظمى من المصريين، سواء في القرى والنجوع، أو في المدن الكبيرة، او في العاصمتين الكبيرتين.

أعتقد أن ماجد الكدواني نجح أيضا في السير على طريق تنوع الشخصية، والقفز إلى نجوم الصف الأول القادرين على تقديم شخصياتهم بنكهة خاصة وعلى مساحات واسعة من العمل الفني. 

وأعتقد أنه لا يزال يملك الكثير والكثير الكامن في داخله ليمنحه لنا، بعيدا عن الاستخفاف والثقة المطلقة واليقينية التي أفسدت أداءه في واحد من أسوأ أدواره في فيلم "مولانا" للمخرج مجدي أحمد علي، عن رواية لإبراهيم عيسى بنفس الاسم. 

نعود إلى الممثل محمد ممدوح الذي يتحرَّك بثقة ورسوخ ويتنقَّل بخطوات ثابتة على نفس هذا الطريق الشاق، 

ولكن المهم بالنسبة له على المستوى الشخصي والإبداعي، وللسينما المصرية التي تنتظر المزيد من أبناء الصفوف الثانية والثالثة ليتقدموا مسيرة هذه الصناعة المهمة ويصبحوا نجوم مراحلها المختلفة...

التعليقات (0)