محمد عبدالمجيد يكتب : جــِنــيــّــة في بحركم!

profile
  • clock 7 مايو 2021, 12:28:00 ص
  • eye 713
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فيلم غزل البنات حالة على حِدَة في السينما المصرية، يجمع بين ابتسامة ليلى مراد المصاحبة لأغنياتها الخالدة، وعبقرية نجيب الريحاني، وأيقونة الشاشة الفضية ..

 زينات صدقي صاحب لغة الحواري والأزقة، ومحمود المليجي العاشق النصَّاب، وسعيد أبو بكر بوجهه الذي لا تنساه ولو رأيته مرة واحدة،

 واستيفان روستي النمساوي الايطالي الذي تمصَّر وظل خواجة في كل المشاهد، وأنور وجدي الذي لا يضاهيه في ثقل الدم إلا يوسف وهبي

 رغم أنهما أشهر من السينما نفسها، وماندولين عبد الوهاب وهو يغني ( وعشق الروح ما لوش آخر؛ لكن عشق الجسد فاني).

فيلم غزل البنات لا يشبع منه عشاق الفن السابع، وأتذكر سفير مصر في أوسلو منذ ربع قرن، سميح زايد باشا، رحمه الله، عندما تغزل في غزل البنات وقال لي بأنه شاهده خمسا وعشرين مرة ولم يشعر بالملل.

ممثلو هذا الفيلم الرائع رحلوا إلى العالم الآخر، وتركوا لنا كوميديا غنائية ومسرحية وراقصة وحوارًا من حديقة غنّاء بلغة لا تملّ منها الأُذُن.

ليلى مراد إذا غنَّتْ، طربتْ الدنيا، وابتسمت الحياة مع شفتين خلقهما الله لتنفرجا عن دعوة للسعادة فيتسلل صوتها إليك كأنه يرقص وهو ممسك بحنجرة ذهبية خيوطها معلقة في السماء.

نداؤها عشق، يا أعز من عيني، ودلالها يعكس عكس المعنى، سنتين وأنا أحايل فيك، وعزة نفسها هروب، مش ممكن أقدر أخاصمك وكمان مقدرش أصالحك، ولجوئها للقلب دليلها الوحيد، أنا قلبي دليلي، وحبها في القــُـرب، منايا في قربك!

ليلى مراد هي الصورة الفضية البراقة لأربعينيات وخمسينيات الفن الراقي، ومحظوظ من عاش زمنها عاشقا ولو في خيالٍ الوهم.

غزل البنات مثل البندول يروح ويجيء فلا يتوقف لأنه مصنوع من زمن لا يموت حتى لو مات صاحبه منذ ذبول الخيوط الأخيرة للذاكرة.

الدنيا غنوة، نغمتها حلوة .. فتكتشف أن جمال الدنيا في أنغامها، فإذا رقصتْ أذناك فلك أن تطل على قلبك لأنه هو الآخر يرقص.

أجمل مرة تسمع الأذن اسم مرسىَ مطروح من بين شفتي ليلى مراد، يا ساكني مطروح، جِنيــّــة في بحركم، الناس تيجي وتروح وأنا عاشقة حَيّكم، اتنين حبايب الروح شبكوني في حبكم .. الميّة والهوى( الهوا)!

التعليقات (0)