- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
اقتحام البرلمان العراقي “رسالة تحذيرية” من الصدر للمالكي
اقتحام البرلمان العراقي “رسالة تحذيرية” من الصدر للمالكي
- 28 يوليو 2022, 1:25:59 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
محمد شيخ يوسف: اعتبر الكاتب والباحث الخبير في الشأن العراقي نظير الكندوري أن اقتحام المتظاهرين للبرلمان الأربعاء في بغداد، رسائل عاجلة من التيار الصدري لـ”الإطار التنسيقي”، ومن ورائه نوري المالكي، عدم إمكانية تهميشه، متوقعا ذهاب البلاد بعد أشهر لانتخابات مبكرة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الكندوري لـ”الأناضول”، حلل فيه التطورات التي جرت في بغداد الأربعاء مع اقتحام أنصار القيادي الشيعي مقتدى الصدر للمنطقة الخضراء والبرلمان احتجاجا على ترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء.
والأربعاء، اقتحم المئات من أنصار التيار الصدري مقر البرلمان بالعاصمة بغداد، رفضا لترشيح السوداني لمنصب رئاسة الحكومة، فيما تستمر الخلافات بين القوى السياسية التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
واختار “الإطار التنسيقي”، في 25 يوليو/ تموز الجاري، السوداني مرشحا لرئاسة الحكومة المقبلة في خطوة جديدة على
سياق الأحداث
واستهل الكندوري كلامه قائلا “بعد اعلان الإطار التنسيقي ترشيح السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالإدانات والرفض لشخصيته من قبل أنصار التيار الصدري”.
وأضاف أن سبب ذلك “على اعتبار أن من قام بترشيحه هو نوري المالكي وسيكون السوداني ظلًا له لاسيما وأن الأخير هو أحد أعضاء حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي قبل أن يستقيل لغرض ترشيحه بديلًا عن رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، وفي حينها رفضته جماهير انتفاضة تشرين 2019 الشعبية”.
كما تأتي هذه الاحداث على خلفية استقالة النواب الصدريين من البرلمان العراقي بعد فشلهم بتشكيل الحكومة مع حلفائهم من الكرد والسنة، وتفرد جماعة الإطار التنسيقي بتشكيل الحكومة على اعتباره أكبر كتلة شيعية متبقية في البرلمان”، يضيف الكندوري.
وزاد قائلا: “تشتد الخصومة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي على خلفية الخلاف القديم والقائم بين شخصية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وبين نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق وأحد أعضاء الإطار التنسيقي الأساسيين”.
وأكمل “يحاول الصدر أن يقوم بنفس الدور الذي قام به الإطار التنسيقي حينما استطاع الأخير منع الصدر من تشكيل حكومته بالرغم من حصوله على أعلى عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات الأخيرة”.
وبين أنه “رافق احداث اقتحام المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، زيارة غير معلن عنها للعراق لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني للعراق إسماعيل قاني للقاء بعض قادة الإطار التنسيقي، ودعم ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة”.
انعكاس الاقتحام
وعن توقيت الاقتحام والتظاهرات وانعكاسه على الساحة العراقية، قال الكندوري “تأتي هذه التظاهرات، قبل أيام من عقد جلسة البرلمان السبت القادم، وسيجري فيها اختيار رئيس للجمهورية من الاكراد، ثم تسمية الكتلة الأكبر وترشيح شخصية رئيس الوزراء”.
وأردف “بالتالي جاءت تظاهرات أنصار الصدر كرسالة رفض من قبل زعيمهم لمرشح الإطار التنسيقي المقرب من نوري المالكي، ولسان حال الصدر يقول لجماعة الإطار التنسيقي مازلت فاعلا بالعملية السياسية رغم خروج نوابي من البرلمان”.
وأكد الكندوري “في حال إصرار الإطار التنسيقي على عقد جلسة تمرير حكومة يرأسها السوداني، سيعتبر تحديًا قويًا للصدر وأنصاره، الأمر الذي ينذر بوقوع فوضى تفوق الفوضى التي حدثت مساء أمس”.
وتابع “على ما يبدو أن الخلاف المستحكم بين الإطار التنسيقي والصدر وصل إلى مرحلة مستعصية غير قابلة للحل، وبدأت تتعالى أصوات بعض السياسيين للمطالبة بإبقاء حكومة الكاظمي الحالية والتهيئة لعقد انتخابات جديدة، عسى أن تخرج العملية السياسية الحالية من حالة الانسداد التي تعاني منها”.
مستقبل المواجهات السياسية
وعن مستقبل المواجهة السياسية والمآلات المتوقعة، ذهب الكندوري إلى أن “هناك قيادات من الإطار التنسيقي مازالت تصر على تحدي الصدر وأنصاره، بدا ذلك واضحًا من خلال بياناتهم وتعليقاتهم على اقتحام المنطقة الخضراء”.
وزاد “لكن الإطار التنسيقي، أكد على أن تظاهرات أمس لن تؤثر على مساعي الإطار بتشكيل حكومة محمد شياع السوداني” وقد أصدر صباح الخميس بيانا يؤكد على تمسكه بهذا الترشح.
وأوضح الباحث العراقي أن “انسحاب أنصار الصدر من المنطقة الخضراء كان متوقعًا، فقد سبق وأن اقتحم أنصاره المنطقة الخضراء في عام 2016 وخرج منها دون أن يسقط النظام حينها”.
واستدرك “لكن هذه المرة يبعث الصدر من خلالها رسالة واضحة لخصومه السياسيين من الإطار التنسيقي، بأنه قادر على اسقاط النظام إذا ما اضطر لذلك، لكن بالنهاية فإن الصدر لا يريد ذلك ويسعى لبقاء النظام الحالي كما هو، شرط أن تكون له اليد العليا فيه، وأن يكون الزعيم الأوحد للشيعة في العراق، وعدم إمكانية تهميشه”.
وختم بالقول “في ظل المعطيات الحالية، فإنه من المرجح أن يتم التوافق بين القوى الشيعية على الذهاب إلى انتخابات مبكرة يتم اجراؤها خلال الأشهر القليلة القادمة، عكس ذلك فلا حل يلوح بالأفق حاليا”.
(الأناضول)