تكبير الخط تصغير الخط

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الأمريكية، إن غرض دولة الاحتلال الإسرائيلي من الحرب الحالية على غزة هو تحويل المكاسب التكتيكية إلى نتائج استراتيجية، وأنه لا يوجد خلاف حقيقي حول وجوب القضاء على حماس، وخاصة قيادتها، جسدياً وأيديولوجياً، مضيفا أنه ليس لدى إسرائيل مصلحة في احتلال قطاع غزة بشكل دائم، لكن سيتعين عليها إنشاء نظام عسكري مؤقت هناك للقضاء على أي عودة إرهابية محتملة في المستقبل. 

وأكدت الصحيفة أن الهددف الرئيسي لحماس من عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، كان إعادة القضية الفلسطينية إلى الصفحات الأولى ووقف عملية التطبيع بين إسرائيل ودول عربية أخرى وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، كما أن عرقلة التطبيع كان أيضًا هدف إيران.

وتابعت: "عندما تحدث جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، في سبتمبر عن سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط، أوضح أن المحاور الثلاثة للسياسة هي: تعزيز التطبيع العربي الإسرائيلي، ودفع الجهود نحو التكامل الاقتصادي - ومواصلة الدبلوماسية مع إيران".

وزعمت: "وكانت الفظائع التي ترتكبها حماس لا تزال على بعد عدة أسابيع"، ولكن الهجمات على الجنود والمسؤولين الأمريكيين في أجزاء مختلفة من المنطقة كانت في تزايد، وكذلك التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل ــ وهي الحقائق التي سلطت الضوء على الازدواجية المثيرة للانزعاج في السياسة الأمريكية.

وطالبت الصحيفة، الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل على فك الارتباط بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وبين إيران وإنجاز التطبيع مع السعودية، مضيفة أن إيران وحماس ووكلائها الآخرين في العراق وسوريا واليمن هم على الخط الأمامي للمواجهة الحالية حول النظام العالمي المستقبلي بين المحور الصيني والروسي والإيراني - والغرب بقيادة الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إنه المجتمع الأمريكي بما في ذلك أجزاء من حزب الرئيس الأمريكي جو بايدن، لا يرون أنه من الضروري الدعم الأمريكي المستمر والأعمى لإسرائيل.

وذهبت الصحيفة إلى أن حرب غزة لن تشعل حربا عالمية ولكن إذا كان هناك سبب محتمل لصراع عالمي فسيكون تايوان في الفناء الخلفي للصين، وليس الشرق الأوسط.

وتابعت: "ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تريد حربًا إقليمية أيضًا، إلا أنها لا تستطيع تجاهل الجوانب الإقليمية الملموسة لأعمال المقاومة في الشرق الأوسط مما يعزز من وجود إيران العسكري في المنطقة، التي يقع معظمها بالقرب من الساحل الإيراني.

وأضافت الصحيفة أن حماس مكروهة في نظر أغلب الزعماء العرب بقدر ما تكرهها إسرائيل تقريباً، وذلك بسبب أصوليتها الإسلامية وتهديدها لأنظمتهم، ويرجع ذلك أيضًا إلى اهتمامهم بتعزيز مكانتهم كلاعبين دوليين في مجالات الجغرافيا السياسية والاقتصاد والدبلوماسية والتكنولوجيا والثقافة وما إلى ذلك.

وأوضحت الصحيفة: أنه على الرغم من المظاهرات واسعة النطاق المناهضة لإسرائيل في بعض الدول، إلا أن معظمها في الغرب لم يسقط في فخ مناهضة إسرائيل، لكن الوقت ليس في صف إسرائيل، ولا في صف بايدن.