- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الاحتلال يتأهب لهجوم إيراني خلال 48 ساعة.. وهذه سيناريوهات الرد
الاحتلال يتأهب لهجوم إيراني خلال 48 ساعة.. وهذه سيناريوهات الرد
- 12 أبريل 2024, 3:58:38 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يتأهب الاحتلال الإسرائيلي إلى هجوم إيراني مباشر خلال 24 إلى 48 ساعة، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن شخص مطلع على الأمر.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، الخميس، نقلا عن شخص مطلع على معلومات من القيادة الإيرانية، إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بينما تتم مناقشة خطط الهجوم.
وهددت إيران علناً بالرد على الهجوم الذي وقع قبل أيام في العاصمة السورية دمشق، والذي قالت طهران إنه غارة جوية إسرائيلية على مبنى دبلوماسي وأسفرت الغارة عن مقتل كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين، بما في ذلك عضو كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي.
في وقت سابق أظهرت تقارير المخابرات الأمريكية أن هجوماً على الأصول الإسرائيلية من قبل إيران أو وكلائها قد يكون وشيكاً، لكن مصدراً يقول إنه يبدو الآن أن الهجوم قد يكون داخل حدود إسرائيل.
وقال مسؤول أمريكي مطلع على الأمر، الخميس، إن تقارير المخابرات الأمريكية تشير إلى ضربة انتقامية إيرانية في غضون أيام، "ربما على الأراضي الإسرائيلية" بدلاً من المصالح الإسرائيلية في أماكن أخرى.
وقالت السفارة الأمريكية في إسرائيل يوم الخميس إن موظفي الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم سيتم منعهم من السفر الشخصي خارج وسط إسرائيل والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر.
وقال مسؤولون دفاعيون إن الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، كان في إسرائيل يوم الخميس.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متحدثاً من قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، يوم الخميس أيضاً، بالرد بشكل مباشر على أي هجوم على إسرائيل، مضيفاً: "من يؤذنا نؤذِه. نحن على استعداد لتلبية كافة الاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل، دفاعياً وهجومياً".
كما اتهمت سوريا إسرائيل بتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي، الذي أدار العمليات شبه العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية ومسؤولين أمريكيين.
وزاهدي هو أعلى مسؤول عسكري إيراني يُقتل منذ اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني في يناير 2020 في بغداد. وقال الحرس الثوري الإيراني إن 6 مسلحين إيرانيين آخرين على الأقل قتلوا في الغارة.
مبنى تابع لفيلق القدس
قال متحدث عسكري إسرائيلي إن المعلومات الاستخباراتية أظهرت أن المبنى الذي تعرض للقصف في دمشق لم يكن منشأة دبلوماسية، بل مبنى يستخدمه فيلق القدس ويتخفى كموقع مدني.
في وقت سابق اتصل الحرس الثوري الإيراني بالمرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي وطرح عليه عدة خيارات لضرب المصالح الإسرائيلية، حسب ما قال مستشار للقوة شبه العسكرية، وأضاف أن السيناريوهات قيد النظر تشمل هجوماً مباشراً على إسرائيل بصواريخ متطورة متوسطة المدى.
ونشرت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي قريبة من الحرس الثوري في الساعات الأخيرة مقاطع فيديو تظهر محاكاة لهجمات صاروخية على مطار حيفا الإسرائيلي ومنشأته النووية في ديمونة، وكان مسؤول إيراني قد قال في وقت سابق إن إيران ستضرب محطات الكهرباء وتحلية المياه الإسرائيلية إذا تعرضت للهجوم.
لكن خامنئي لم يتخذ قراراً بعد بشأن هذه الخطط، وهو يشعر بالقلق من أن الهجوم المباشر قد يأتي بنتائج عكسية مع اعتراض المقذوفات ورد إسرائيل بانتقام واسع النطاق على البنية التحتية الاستراتيجية لإيران. وقال المستشار: "خطط الضربة أمام المرشد الأعلى، وهو لا يزال يدرس المخاطر السياسية".
سيناريوهات هجوم إيران على إسرائيل
تشمل السيناريوهات هجمات يشنها وكلاء طهران في سوريا والعراق، حيث قامت إيران بتسليم طائرات من دون طيار من المستودعات في الأيام الأخيرة، وفقاً لمستشاري الحرس الثوري الإيراني والحكومة السورية.
ويمكن لإيران وحلفائها أيضاً مهاجمة الجولان -وهي منطقة متنازع عليها ضمتها إسرائيل من سوريا عام 1981- أو حتى غزة، على حد قولهم، لتجنب هجوم داخل الأراضي الإسرائيلية المعترف بها دولياً.
وقال هؤلاء الأشخاص إن الخيار الآخر هو ضرب السفارات الإسرائيلية، ولا سيما في العالم العربي، لإظهار أن العلاقات الودية مع تل أبيب قد تكون مكلفة.
وفي الوقت نفسه، يسعى المجتمع الدولي جاهداً لتجنب التصعيد. وفي يوم الخميس، اتصل وزيرا خارجية ألمانيا والمملكة المتحدة، أنالينا بيربوك وديفيد كاميرون، بنظيرهما الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ليطلبا من طهران عدم مهاجمة إسرائيل، وفقاً لمسؤولين بريطانيين وإيرانيين.
وقال متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك لصحيفة وول ستريت جورنال: "لقد تم إجراء اتصالات من قبل العديد من الوزراء الإقليميين والأوروبيين مع وزير الخارجية الإيراني".
تجنب تصعيد كبير
كانت وكالة رويترز قد قالت، مساء الخميس 11 أبريل 2024، إن طهران نقلت لواشنطن رسالة أكدت فيها أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير، وأنها لن تتعجل في ذلك.
ونقلت رويترز عن مصادر إيرانية ما نشرته بشكل حصري في الوقت الذي تترقب فيه تل أبيب وواشنطن، ودول الشرق الأوسط الرد الإيراني على استهداف المبنى القنصلي في دمشق، وما سيتبعه من تطورات.
حيث قالت المصادر إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان نقل رسالة إيران إلى واشنطن أثناء زيارة يوم الأحد لسلطنة عمان التي كثيراً ما توسطت بين طهران وواشنطن.
فيما قال مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أمريكية إن إيران "كانت واضحة جداً" بأن ردها على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق سيكون "منضبطاً" و"غير تصعيدي"، ويشمل خططاً "باستخدام وكلاء بالمنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل".
وتشير الرسائل الدبلوماسية إلى نهج حذر تتبعه إيران في وقت تحسب فيه كيفية الرد على هجوم الأول من أبريل 2024 على نحو يردع الاحتلال عن الإقدام على أعمال أخرى كهذه، لكن يتفادى تصعيداً عسكرياً قد تنجرّ إليه الولايات المتحدة، بحسب رويترز.
ولم يستبعد أحد المصادر الإيرانية احتمال مهاجمة أعضاء من محور المقاومة إسرائيل في أي لحظة، وهو خيار أشار إليه محللون باعتباره إحدى الوسائل المحتملة للرد.
وقالت المصادر إن أمير عبد اللهيان أشار خلال اجتماعاته في عُمان إلى استعداد طهران لتقليص التصعيد بشرط تلبية مطالب تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار في غزة.
وقالت المصادر إن إيران تسعى أيضاً إلى إحياء محادثات برنامجها النووي المثير للجدل. وتوقفت هذه المحادثات منذ نحو عامين بعد أن تبادل الجانبان اتهامات بتقديم مطالب غير معقولة، وأضافت المصادر أن طهران طلبت أيضاً ضمانات بألا تتدخل الولايات المتحدة إذا نفذت إيران "هجوماً منضبطاً" على إسرائيل.
في حين قال المصدر المطلع على معلومات استخباراتية أمريكية إن الضربات الانتقامية الإيرانية ستكون "غير تصعيدية" تجاه الولايات المتحدة، لأن الإيرانيين "لا يريدون أن تتدخل الولايات المتحدة"، وإن إيران لن توجه الفصائل التابعة لها في سوريا والعراق لاستهداف القوات الأمريكية في تلك الدول.
وأضاف المصدر أن الضربات الموجهة من إيران لإسرائيل ستدفع على الأرجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرد.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، إن إيران تهدد بشن "هجوم كبير في إسرائيل"، وإنه أبلغ نتنياهو بأنه "لا شك في التزامنا بأمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها".
فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تدوينة على منصة إكس باللغتين الفارسية والعبرية، أمس الأربعاء: "إذا هاجمت إيران من أراضيها، سترد إسرائيل وتهاجم داخل إيران".
يأتي ذلك فيما قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الأربعاء، إن إسرائيل "يتعين أن تُعاقب، وستُعاقب"، وإن ما حدث يعد هجوماً على الأراضي الإيرانية.
ويمثل الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنرال إيراني كبير تصعيداً كبيراً في المنطقة منذ بدء حرب غزة. وتجنبت طهران بحذر أي دور مباشر في التداعيات الإقليمية، لكنها دعمت الجماعات التي شنت هجمات من العراق واليمن ولبنان.