الاستخبارات الصهيونية فشلت في توقع أحداث الثورة السورية

profile
رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والامني
  • clock 17 مارس 2021, 5:27:35 م
  • eye 902
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ترجمة : رامي أحمد

قالت الخبيرة العسكرية إسرائيلية ليلاخ شوفال بمقالها في صحيفة "إسرائيل اليوم" ان الثورة السورية، التي بدأت بانتفاضة شعبية في محافظة درعا في مارس 2011، اصابت إسرائيل بالحرج، وأن أياً من أجهزة مخابرات إسرائيل، لم تستطع توقع الأحداث الداخلية والمفاجئة في سوريا، فضلا عن الحرب التي استمرت لسنوات عديدة.


وأوضحت الخبيرة، "أنه من الناحية العملية، حطمت الانتفاضة الشعبية في سوريا تصور إسرائيل للأمن، ففي البداية، على ما يبدو، كان يأمل الإسرائيليون أن تهدأ الاحتجاجات في سوريا كما بدأت، لكن سرعان ما اتضح أن الواقع أكثر تعقيدًا، وزاد عدد اللاعبين والمصالح في سوريا مع مرور الوقت، وبعد الصدمة الأولية، ساد الرأي في قيادة المؤسسة العسكرية، والذي عبر عنه وزير الدفاع آنذاك إيهود باراك، أن زمن حكم الرئيس السوري بشار الأسد محدود، وسقوطه مسألة وقت فقط".


واشارات، الى ان "إسرائيل احتاجت إلى وقت طويل لصياغة سياستها تجاه سوريا، وبدا لفترة طويلة أنها لا تجري التعديلات اللازمة. وأحد الأمثلة البارزة على ذلك هو أن قوات الجيش الإسرائيلي واصلت التدرب على غزوات الجيش السوري الذي لم يعد قائما، في حين استمرت الجاهزية الأمنية على طول الحدود، بزعم أنها مهددة بخطر لم يعد موجودا من الناحية العملية، فضلا عن جمع أخبار ومعلومات استخبارية عن تهديدات جديدة على شكل مسلحين مختلفين على حدودها، بما في ذلك داعش وجبهة النصرة"


وتابعت، انه "في البداية، كان أحد أكبر مخاوف الجانب الإسرائيلي هو تدفق اللاجئين الذين سيحاولون الوصول إلى أراضي "إسرائيل" هربًا من الفظائع التي تحدث عبر الحدود. ونتيجة لذلك، كان التوجيه إلى القوات على الأرض هو عدم السماح بعبور الحدود إلى إسرائيل، إلا في حالات "استثنائية للغاية"، سيتم فحص كل منها على أساس مزاياها.


وأضافت ان " القادة الإسرائيليين على الأرض، أجروا مباحثات مكثفة للتعرف على واقع الفوضى العارمة في قيادة المنطقة الشمالية العليا، وحاول مسؤولو الجيش الإسرائيلي تنظيم المنطقة، كي يساعد، من بين أمور أخرى، في تدفق المعلومات الاستخباراتية". الفوضى العظيمة دفعت كبار أعضاء القيادة الشمالية والجيش الإسرائيلي إلى محاولة تنظيم الفضاء بشكل مختلف، مع إيجاد طرق للتأثير على الواقع، وهذا سيمنع الهجمات الإرهابية ويخلق خيارات للتعامل مع عدم اليقين.


وأشارت ان " التغييرات في سوريا كانت أحد مسرعات بناء سياج "الساعة الرملية" على طول الحدود السورية، وكذلك لإنشاء تقسيم مكاني جديد على طول الحدود - فرقة باشان. خلاصة القول، في غضون بضع سنوات، تمكنت إسرائيل من وضع استراتيجية وممارسات تكتيكية للتعامل مع الأحداث عبر الحدود، وفي النهاية لم يتم تنفيذ أي هجمات كبيرة ضد إسرائيل طوال هذه الفترة".

وأوضحت أن "الجيش السوري في هذه الأيام في طور إعادة التأهيل، ومجهز بشكل أساسي بأنظمة دفاع جوي وبدرجة أقل بالدروع التي كانت تميزه في الماضي. ومما يثير استياء إسرائيل أن حزب الله يخوض عملية إعادة تأهيل الجيش السوري بشكل أساسي من خلال هيئة تُعرف بـ "القيادة الجنوبية" تساعد السوريين على التعافي وجلب مواردها لهذا الغرض. الخوف الإسرائيلي من محاولة حزب الله فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل على الحدود السورية. كما لا ينبغي التغاضي عن وجود توتر كبير عبر الحدود بين روسيا وإيران، فلكل منهما اهتمام بتعزيز نفوذها وتعزيز مصالحها في سوريا".


وأشارت، ان "الاستراتيجية الإسرائيلية الآن تقوم على قاعدتين اساسيتين: الأولى هي الدفاع القوي على طول الحدود، والثانية الهجمات الإسرائيلية عبر الحدود، وبشكل أساسي ضد القواعد الإيرانية والأسلحة المتطورة. التي يتم تهريبها إلى المنطقة.


وختمت بالقول، انه "بعد عقد من بداية الثورة السورية، سيكون من الخطأ القول إن الحرب في سوريا قد انتهت. على الرغم من أن الحرب تغيرت وجهتها وشكلها، إلا أن الهجمات الوحشية على أرض الواقع مستمرة عبر الحدود، ويقتل العشرات من الأشخاص كل شهر في سوريا. كما أن الاستقرار غير مضمون مع مرور الوقت، لأن الأسد عزز حكمه في هذا الوقت - لكنه لم يؤسس مستقبله. وليس هناك شك في أن سوريا بأكملها، والمنطقة القريبة من الحدود على وجه الخصوص، ستظل منطقة غير مستقرة ومنكوبة لسنوات عديدة قادمة. لذلك فإن التنبؤ بالأحداث، القريبة أو البعيدة، يميل في النهاية إلى الصفر بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية".

كلمات دليلية
التعليقات (0)