- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الانتخابات البلدية في قطر.. كيف تجعل مشاركة المرأة المشهد أكثر شمولا؟
الانتخابات البلدية في قطر.. كيف تجعل مشاركة المرأة المشهد أكثر شمولا؟
- 22 يونيو 2023, 12:14:01 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع انطلاق الانتخابات البلدية (المجلس البلدي المركزي) في قطر، تقترب البلاد من لحظة محورية في ثقافتها السياسية، وعلى الرغم من الدور الاستشاري للمجلس البلدي المركزي والافتقار النسبي للحماس مقارنة بانتخابات مجلس الشورى، فإن هذه الانتخابات البلدية لديها القدرة على الاستمرار في كسر الحواجز المجتمعية والمساهمة في مشهد سياسي أكثر شمولاً، ويتعلق الأمر بشكل أكثر تحديدا بمشاركة المرأة في الترشح والتصويت.
ما سبق كان خلاصة تحليل نشره "منتدى الخليج الدولي" للكاتبة والباحثة الدكتورة بتول دوجان، حول المشهد الانتخابي الذي يشهده البلد الخليجي، الخميس.
وتواجه تلك الانتخابات ندرة في مشاركة المرأة، حيثث تتنافس 4 نساء فقط ضمن 102 مرشحا، وذلك رغم من القوانين التي تضمن المساواة بين الجنسين في الفرص الانتخابية.
لكن إحدى المرشحات، وهي خديجة أحمد أبو حليقة، تأمل في تغيير الأعراف الثقافية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحملات، والدور المهم للتمثيل النسائي في تشكيل التنمية السريعة في قطر وتعزيز صنع السياسات الشاملة.
صلاحيات المجلس البلدي المركزي
ويعتبر النظام الانتخابي في قطر فريجا من نوعه، حيث يتم إعادة ترسيم الدوائر بناءً على تنقل السكان والتنمية الحضرية، وهناك تأثير مهيمن للقبيلة على اختيار المرشحين، رغم حظر قانون الانتخابات للقرارات الجماعية التي تتخذها القبائل لتحديد المرشحين.
وسيجد المنتخبون مكانهم في المجلس البلدي المركزي في قطر، وهو الهيئة الوطنية الوحيدة المنتخبة بالكامل في البلاد، والتي تقدم المشورة بشكل أساسي إلى وزارة البلديات بشأن الاهتمامات المحلية.
ويقول البروفيسور لوتشيانو زاكارا من مركز دراسات الخليج في جامعة قطر إن المجلس البلدي المركزي في قطر لا يتمتع بسلطات تنفيذية ولا تشريعية، و يقتصر دوره على تقديم المشورة لوزارة البلديات بشأن المشاكل التي تنشأ في كل بلدية في الدولة، لذلك – وعلى عكس الاهتمام الكبير والإعلامي المكثف الذي ميز انتخابات مجلس الشورى الأولى في أكتوبر/تشرين الأول 2021، عادة ما تولد الانتخابات البلدية اهتماما أقل.
مشاركة المرأة
تشهد الانتخابات البلدية القطرية مشاركة 4 نساء، هن خديجة أبو حليقة عن الدائرة 9، وأسماء البدر عن الدائرة 10، وروضة عمران القبيسي عن الدائرة 15، وفاطمة الغزال عن الدائرة 3.
وهناك نضال وجهد مستمر من قبل المرأة في قطر للحصول على تمثيل متساو في المشهد السياسي في قطر، رغم العوائق الثقافية والمجتمعية التي تحد من المشاركة السياسية للمرأة، مثل عادة السعي للحصول على موافقة الزوج على الترشح والتصويت، واجتماعات المجلس ذات التوجه الذكوري التقليدي.
وتشتهر الدائرة 9، وهي دائرة "الثمامة"، المعروفة بـ"بوابة قطر"، بممثلها النسائي الناجح، حيث كانت شيخة بنت يوسف الجفيري هي الرمز المفضل لتلك الدائرة، منذ أن حصلت على مقعدها لأول مرة عام 2003، وأعيد انتخابها أربع مرات منذ ذلك الحين.
وتتهيأ خديجة أبو حليقة لتولي مقعدها في الدائرة، وهي أم لطفلين، حاصلة على درجة البكالوريوس في الدراسات الدولية من الولايات المتحدة ودرجة الماجستير في السياسة العامة، وهي حاليًا حاصلة على درجة الدكتوراه.
يتجلى اهتمامها العميق بالسياسة العامة وصنع السياسات من خلال دورها كنائب رئيس اللجنة الاستشارية للشباب لوزير الثقافة والرياضة.
ما هي التحديات التي تواجه المرأة للترشح بالانتخابات في قطر؟
تجيب خديجة أبو حليقة بأن التحدي الأول يكمن في اجتماعات المجلس، والتي تتعدد وتتكرر، ما يشكل تحديا للسيدات، ولمواجهة ذلك بدأت السياسات في تنظيم اجتماعات المجلس وتركيزها لتوسيع نطاق وصول النساء.
التحدي الثاني يظهر خلال الجولات الانتخابية، يجب أن يلتقي المرشحون بالناخبين للترويج لبرنامجهم، وقد يدخلون بيوتا لكبار الناخبين المؤثرين أو حتى الناخبين العاديين خلال جولاتهم، وهو ما يعد عائقا مهما للنساء.
لكن خديجة أبو حليقة والمرشحات الأخريات استخدمن منصات التواصل الاجتماعي للتغلب على حواجز لقاء الناخبين في أي وقت وفي أي مكان.
تشارك أبو حليقة وجهات نظرها ونشاطاتها من خلال العديد من مقاطع الفيديو على Instagram و Snapchat ومجموعات WhatsApp المختلفة في قطر.
أما التحدي الثالث، فيتمثل في ارتفاع تكاليف الحملات الانتخابية، وهي سمة عامة في الانتخابات بدول مجلس التعاون الخليجي، وفي قطر يدفع المرشح ما يقارب المرشح في الانتخابات في أمريكا، وهو مكلف للغاية.
وتقول خديجة أبو حليقة إنه في هذا الإطار لديها خطط لتقليل تكاليف الحملات وجعلها أكثر سهولة وفعالية، باستخدام التسويق الإبداعي.
ويمكن لحملة سياسية جديدة يسهل الوصول إليها بتكاليف أقل للمرشحين أن تجعل العملية الانتخابية أكثر سهولة بالنسبة للنساء والشباب في قطر.
أما عن تأثير القبيلة على المرشحين، فتقول خديجة إنها تنظر إلى الأمر من منظور إيجابي، حيث تعتبر دور القبيلة إيجابيا من باب التفاعل مع المجتمع المحيط، فالمرشح بالفعل بحاجة مزيد من الدعم في الانتخابات، ويمكنه الحصول على هذه الشجاعة من القبيلة، لأنه يتواصل معهم عاطفيًا.