الاندماج النووي.. تقدم يمهد لتوليد الطاقة الأنظف (تقرير)

profile
  • clock 18 يناير 2023, 9:59:20 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يبدو أن الدراسات والتجارب حول الاندماج النووي تحقق نتائج واعدة، في وقت أصبح أمن الطاقة أحد أبرز الأولويات العالمية، وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية.
 

وفي لقاء مع الأناضول، يقول مدير قسم علوم البلازما والاندماج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأمريكي، البروفيسور دينيس وايت، إنه تم إحراز تقدم كبير مؤخرا في الدراسات التي أجريت حول طاقة الاندماج النووي الصديقة للبيئة.

وتستهدف مراكز الأبحاث بإحلال الطاقة الناتجة عن طاقة الاندماج النووي، بالوقود الأحفوري الذي يتصدر حاليا مزيج الطاقة عالميا.

وبدأت الدراسات المتعلقة في طاقة الاندماج النووي منذ حوالي 70 عاما، من خلال إدراك العلماء أهمية الشمس وطاقتها في إبقاء الحياة على الأرض.

"وايت" قال إن الحلم الذي تحدثوا عنه قبل سنوات أصبح حقيقة، وإن المستثمرين في العالم يركزون اليوم على الاستثمار بهذا المجال في القطاعين العام والخاص.

ويضيف: "عمليات البحث والتطوير لن تتوقف.. الشركات تحاول تسويق هذه التكنولوجيا وكيفية تحويلها إلى محطات طاقة".

ويوضح أن هذا النوع من الطاقة لا يسبب تلوث وانبعاثات الكربون مثل أنواع الطاقة المستدامة الأخرى، "على العكس فإن استخدام طاقة الاندماج النووي سيساهم بشكل كبير في (تحسين) المناخ".

ويبين وايت أنه على عكس الانشطار النووي الذي يمد العالم بالكهرباء، فإن الاندماج لا يولد انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون أو غيره من الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي.

ويلفت إلى احتمالية رؤية استخدام طاقة الاندماج النووي في الأغراض التجارية خلال 10 سنوات، مؤكدا العمل في هذا الاتجاه.

في المقابل، يرى البروفسور قُدسال بوزقورت، عضو الهيئة التدريسية في قسم الفيزياء بجامعة يلدز التقنية، أن الأنوية الأصغر من 56 في الجدول الدوري، تُعرَّف على أنها أنوية خفيفة، وتُسمى الطاقة المنبعثة عند اتحاد نواتين خفيفتين لتشكيل نواة أثقل بـ "طاقة تفاعل الاندماج النووي".

ويقول في لقاء مع الأناضول، إن طاقة تفاعل الاندماج النووي، طاقة نظيفة ولا تنتج غازات الاحتباس الحراري، "لذلك يمكنك تعريفها على أنها مصدر طاقة هائل لعالم أخضر".

ولافتا إلى الصعوبات في الاستخدام العملي لطاقة الاندماج، يفيد بوزقورت بأن المشكلة الأولى تكمن في القوة الكهربائية.

ويذكر أن طاقة الاندماج تعد بمستقبل عالم أخضر، نظرا لأنها مصدر طاقة منخفض الكربون، مستدركا بالقول: "لكن ما زال الوقت مبكرا جدا لتطبيقاته العملية، نحن بحاجة لمزيد من الوقت".

ويأتي النجاح العلمي في وقت يعاني فيه العالم من ارتفاع أسعار الطاقة ويشعر بضرورة التخلص من حرق الوقود الأحفوري لمنع ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات خطيرة.​​​​​​​

والشهر الماضي، نقلت شبكة "سي إن إن"، أن علماء في منشأة الإشعال في مختبر لورانسليفر مور بولاية كاليفورنيا نجحوا بتوليد الطاقة عن طريق الاندماج النووي.

وتنتج المفاعلات النووية حاليا الطاقة عن طريق الانشطار النووي، ورغم أن انبعاثاتها تبلغ صفرا إلا أنها تنتج نفايات سامة، في حين أن الطاقة الناتجة عن الاندماج لا تؤدي إلى هذه النتيجة.

والتحدي الأهم في تسخير الاندماج النووي، هو المحافظة على الطاقة لفترة كافية بحيث يمكن تشغيل شبكات الكهرباء وأنظمة الطاقة حول العالم.

التعليقات (0)