- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
البدايات التي لا تهم أحدا
البدايات التي لا تهم أحدا
- 26 مارس 2021, 2:59:24 ص
- 1107
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
( العيون اللامعة)
الخامس والعشرين من فبراير عام ١٩٨٦..بدا يوما إعتيادا مثله في ذلك مثل كثيرا من الأيام المكرورة.. الإستيقاظ مثقل الرأس.. الساعة الآن الواحدة والنصف ظهرا.. منذ ألتحقت بكلية التجارة لم يجذبني المجتمع الجامعي كثيرا.. عالم من الزحام والضجيج والجلبة.. تشعر أنك كنقطة ماء ضائعة في لجة محيط شاسع بلا مدى.. حميمية المدرسة.. ملامحها.. طقوسها.. الصحبة والأصدقاء مازالت تعن على البال وتفرض مقارنة ظالمة.. لم تربح فيها الكلية أبدا..
كوبا من الشاي و سيجارة وحبة من المسكن وشريطا "لفيروز" قد يساعدوا على التيقظ والذهاب بصداع الرأس.. وقفت في الشرفة أنفث خيوط الدخان الضائعة في الفضاء الفسيح.. أبواق السيارات والزحام غير إعتيادية ذلك اليوم.. طوفان البشر المهرولين في الشارع الصغير.. النساء التي تستوقف السيارات..ملامح الفزع والبكاء.. هناك شيئا ما يحدث.. شيئا غير مألوف يخرق الإعتيادات.. هل غفوت أعواما عديدة دون أن أعرف؟.. ما عساه هذا الذي يحدث؟..
تداعت الأحداث إلى ذهني محاولا تخمين ما يجري حولي.. كانت البلاد تتجه إلى الهدوء.. مضت التظاهرات المحتدمة للنقابات والجامعات بعد مقتل سليمان خاطر في يناير بسلام.. مرت كذلك تظاهرات معرض الكتاب.. باق نحو عشرة أيام على بداية كأس الأمم الأفريقية التي تنظمها مصر... لم كل تلك الجلبة إذا؟.. أدرت مؤشر الراديو محاولا الوقوف على حقيقة ما حدث.. محطات الإذاعة المصرية كعادتها البائسة تقول ولا تقول شيئا.. فقط تذيع الأغاني الوطنية الحماسية..إذا هناك شيئا ما يحدث.. أنتقلت إلى إذاعة " البي بي سي" و " مونت كارلو".. علمت أخيرا حقيقة الأمر.. تمرد بعض جنود " الأمن المركزي" وهروبهم من معسكراتهم.. لم يقتصر الأمر على ذلك بل قاموا ببعض أعمال الشغب وتدمير وإتلاف الممتلكات _ تلك التهم التي يتهم بها المتظاهرين عادة _.. فنادق ومنشآت سياحية دمرت وأحرقت في الهرم.. تحطيم متاجر في أماكن متفرقة أخرى.. كان الخطير في الأمر أن القوات المدربة على مكافحة الشغب هي ذاتها من تحدثه هذه المرة.. القوات المهيأة لضبط خرق قواعد القانون هي من تخرج عن كل القواعد والقوانين.. أمتد الذعر في كل الشوارع والدروب.. وبدا الجميع مذهول مما حدث يفكر في كل الإحتمالات.. أرتديت ملابسي على عجل وهبطت لموعد مع بعض الأصدقاء في شارع " النصر".. لمحت آليات الجيش تزحف في صفوف لا نهاية لها.. لاح أن الأمر أكبر من كل تقدير وخيال وتصور...
(٢)
أعلن حظر التجول.. كانت المرة الثالثة التي أعي فيها هكذا حظر على ما أتذكر بعد أكتوبر ١٩٧٣..ويناير ١٩٧٧.. بدأت الأمور تتكشف والخيوط تجدل لوحة يمكن منها الوقوف على حقيقة ما حدث.. كان وزير الداخلية حينها اللواء " أحمد رشدي" رجلا حازما شديد الإنضباط والنزاهة... كنت في عصره ترى كبار الضباط والرتب تعمل في الميدان.. وحتي في تنظيم إشارات المرور.. وقف الرجل في يناير وهو يلقى بيان الحكومة يتحدث عن " مواجهة الخروج عن القانون والفساد بكل حزم وقوة".. ووعد " بجعل مصر خالية من المخدرات في نهاية عام ١٩٨٦"..
كانت أفعال الرجل السابقة ومواقفه تدل على أنه قادر على أن ينفذ وعوده.. ضبطت قضايا فساد كبيرة في.. ساد الإنضباط في الشارع المصري.. أنهى أسطورة حي " الباطنية " الشهير.. يبدو أن أفعال الرجل قد تضاربت وتعارضت مع مصالح قوي خفية غامضة وأثرت على نفوذها ومكاسبها.. وتلك القوي تبقى دوما غامضة.. غير مرئية.. لها مصالح ومسارب علاقات خفية مع ذوي السلطة والنفوذ.. لا تظهر في العلن أبدا _ سوي في لحظات إنكشاف إستثنائية أو تعارض مصالح وخروج عن الدور والأطر وقواعد اللعبة _.. لكنها تربح وتحكم زمام الأمور في الخفاء في كل الأحيان *..
كانت المشكلة هي أن الرجل لا يشوبه شائبة.. ولا يوجد منفذا ولو ضئيلا يمكن الولوح منه إليه.. كان فوق مستوى الشبهات والتربح والمنافع والإغراءات.. الحل كان شبطانيا.. إشاعة تنتشر في صفوف الجنود الذين يشكون من المعاملة وظروف المعيشة السيئة بمد مدة خدمتهم عامين إضافيين.. الإشاعة وحدها كانت كفيلة بالإنفجار الذي حدث.. وصار لا مفر من تقديم الرجل لإستقالته وتحمله نتيجة ما حدث في وزارته_ ظل اللواء أحمد رشدي صامتا أعواما وعقودا بعد الأحداث وظل كذلك يحيا في نفس منزله المتواضع بروكسي.. لاتلحظ سوي عسكري وحيد يقف أمام باب البناية للحراسة..عاش ومات وقد نال حب الشعب المصري _..
الغريب في الأمر أن حدثا جللا مثل هذا الذي حدث وخلف أكثر من ١٠٧ قتيلا ومئات المصابين.. لم يصدر عنه كتابا واحدا يوثق ما حدث.. لم تعلن نتيجة لجنة التحقيق فيه أبدا.. ومضى حدثا من غوامض التاريخ المصري.. لا يمكنك أن تشير فيه إلى أحد ما جازما أنه الفاعل.. مثله مثل حوادث أخرى كحريق القاهرة _ الذي لم يعدم دراسات وكتبا وافرة وأبحاث ووثائق _.. وكان أسعد الناس، بالحدث تجار المخدرات.. الذين أقاموا الأفراح والليالي الملاح... ولم تكن القوي الأخطبوطية الخفية بأقل سعادة وحبورا منهم بالتأكيد...
(٣)
بينما أمضى مع بعض الأصدقاء ضاحكين أثناء ساعات حظر التجول بجوار الحديقة الشاسعة التي تتوسط مساكن حي " رابعة العدوية".. سمعنا صوتا عاليا يصدر من بين الأشجار.. ظنناه في البداية كلبا أوقطا يختفي بين الأشجار إتقاء للأمطار وبرد فبراير القارس.. لكننا لمحنا قدما آدمية تظهر من بين ثنايا الزروع.. توجسنا خيفة قليلا.. هل تكون جثة آدمية؟.. مالذي كان يتحرك إذا؟.. تقدمنا حذرين نزيح دغلة الأوراق والأغصان.. أخذتنا الدهشة تماما عندما وجدنا أمامنا جنديا مذعورا يرتدي ثياب "الأمن المركزي"..
كان يرتجف ويرتعد من الخوف والبرد معا.. رأسه حليق وجرح نافذ في ركبته اليمني.. مددنا له أيادينا مبتسمين لطمأنته.. قال له أحدنا " قوم متخافش".. قام مترددا وبعينيه لمعة غريبة.. مزيج من الخوف والرجاء.. أحضرنا بعض الماء وأدوات الإسعافات الأولية وطهرنا له الجرح وضمدناه.. أحضر آخر كمية وافرة من الطعام الساخن وكوبا من الشاي بالحليب.. رفض في البدء كل ذلك وطلب سيجارة.. وأخذ ينفث دخانها في نهم شديد.. علمنا أنه في يكبرنا بعامين فقط .. تردد أن يخبرنا بإسمه ولم نلح عليه... أضطر للهروب من معسكره بحي " الدراسة " بعد جو الإضطراب والفوضي الحادثين... سقط وهو يلوذ بالفرار على وجهه وجرحت ركبته.. لم يعلم أين يذهب وآثر الإختباء هكذا..
أحضرنا له بعض الملابس القديمة وحذاء " باتا".. أرتداها وبدأ يشعر بالطمأنينة والأمان بعد أن شاركناه الطعام وقلنا له " بقى عيش وملح خلاص ".. بدأ يضحك ويحكي لنا عن قريته بمحافظة " الغربية".. عن والده وأخواته.. عن حقلهم الصغير وحبات " الطماطم" التي عساهم يزرعونها الآن.. عاد إليه التوتر وهو يفكر في مصيره... نصحناه أن يعود لمعسكره ويروي لهم قصته ويتحمل عقوبته.. زينا له أنها لن تكون كبيرة.. أصر على العودة لبلدته حتى يتوسط له والده لدي عمدة القرية أو عضو مجلس الشعب عن دائرته.. " كان فاضل لي ست شهور بس" قال بنبرة حزن.. بدأت خيوط النهار الأولى في إختراق حجب الليل.. نصف ساعة ويرفع حظر التجول الساري.. يمكنه أن يستقل القطار عائدا إلى بلدته عسى أن يكون له من أمره خيرا.. طلب بعض النقود وأقسم أنها على سبيل الإقتراض.. ضحكنا وأعطيناه ما أراد ووضع ملابسه وحذاؤه "الميري " فى كيسا" بلاستيكيا" أسود وغطاها ببقايا الطعام وجرائد قديمة كثيرة.. صافحنا وصافحناه.. ودعناه وبدا على مرمى البصر يعرج عرجا خفيفا.. لم نعرف مصيره بعد تلك الساعات المشحونة.. كل ما علمناه أن تلك العلاقة الملتبسة بين الشعب والحكومة _ نحن وهو _ قد زالت لساعات وغلبت عليها مشاعر الود والتعاطف.. ألا تستحق تلك العلاقة الشائكة بحوثا ودراسات عديدة؟....
(٤)
السابع من مارس عام ١٩٨٦.. مباراة إفتتاح بطولة كأس "الأمم الأفريقية " بالقاهرة"بين " مصر" و " السنغال".. " بوكاندي" الشيطان أحرز هدفا لم نتمكن من تعويضه.. تأزم موقفنا في البطولة.. لكن تألق " طاهر أبو زيد" وروح رفاقه صعدت بنا للدور النهائي.. المباراة النهائية مع " الكاميرون" فى الواحد والعشرين من مارس ..ذهبت رفقة أحد الأصدقاء.. نفذت التذاكر للأسف.. لابأس.. كان هناك تقليدا يعرفه كل مرتادي ستاد " القاهرة" و يفعلونه عند إنتهاء التذاكر.. إما الإنتظار حتى بداية المباراة حينها تفتح الشرطة ومسئولي الإستاد الأبواب للدخول مجانا وهذا حلا غير مضمون نظرا لإمتلاء الأستاد.. وإما التجمع في جماعات كبيرة والجري فجأة نحو الأسوار ثم القفز من خلالها بين الزحام والذوبان بين الجموع.. عندما تختار الحل الثاني يجب أن تتمتع بالخفة والسرعة والمهارة في قفز الأسوار وفي تفادي ضربات عصا عساكر الخيالة.. وكنت أتمتع بكل ذلك وأندفعت مع الجموع بكل قواي.. أصبحت فوق السور.. خطفت نظرة للخلف لأرقب صديقي.. كان أحد العساكر قد سقط من على الفرس ..أصيب الفرس بحالة من الإهتياج العنبف وظل يركض الأرض بقدميه وتكونت سحابة من الغبار الكثيف..وأخذ الجندي يزود عن نفسه بعصاه.. ولمحت عينيه اللامعة من خلف خوذته الحديدية .. كانت مصوبة نحوي وهو يهم بالقيام.. أعرف تلك النظرة... ترى هل يكون هو؟.. ذلك المرتجف الخائف اللائذ؟.. ربما.. عادت الحياة سيرتها الأولى وعادت الحواجز والجدر العالية تفصمنا عن بعضنا..الشعب_ والحكومة وعلاقتهما الملتبسة_.. قفزت داخل الإستاد وهرولت لأجد مقعدا قبل بداية المباراة.. كنت محظوظا لاشك.. فقد أصيب صديقي بكدمة في ساقه بعد أن طالته إحدى ضربات العصا.. وأضطر لمشاهدة المباراة متسلقا فوق عمود الإنارة بعد أن أكتظت المدرجات بالجماهير.. ولم يعد هناك موضعا لقدم..
مضت المباراة عسيرة وأنتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.. ضربات الجزاء الترجيحية تحسم الموقف..
" يارب" الصيحة تزلزل جنبات المدرجات.. " كانا بيك" لاعب "الكاميرون" يضيع ضربة الجزاء الفاصلة وتفوز " مصر" بكأس "الأمم الأفريقية" للمرة الثالثة في تاريخها.. الرئيس " مبارك" يسلم الكأس للمنتخب المصري وسط هتافات الجماهير _ ما أروع كرة القدم وما أفعلها من أداة للساسة.. طويت وقائع أحداث الأمن المركزي تماما ونساها الجميع وسط هستيريا الفرحة المجنونة للجموع المتعطشة للفرح والبهجة.. هل هناك أروع وأفعل من هكذا أداة؟ .._ لم يترك الساسة شيئا للمتعة البريئة الخالصة _ومضي الجمع مغادرين إستاد " القاهرة الدولي " بينما يقف عساكر " الأمن المركزي " بزيهم الصوفي الأسود ودروعهم الواقية لتأمين خروج الجماهير.. عادوا يرمقوننا بترقب بأعينهم البادية من خلف الخوذات.. وعدنا نرمقهم بحذر وتوجس.. تلاشت الأحداث الدامية.. نسيت تماما مع النصر المؤزر.. بقيت نظرات الجندي و عينيه اللامعة تطاردني لفترة من الوقت..تعود أحيانا شاخصة من بين ثنايا الذكرى..تبرق متحركة بين الأجفان في قلق من خلف فراغات الخوذة الحديدية ....
( إستطراد)
في كل زمان ومكان وحين.. شبكة المصالح والفساد كلما تجذرت وتوغلت وتشابكت خيوطها وأشتد نسيجها.. تبدو كالماكينة العملاقة.. براغيها صغار الرؤوس المنفذة المنتشرة في كل أركان الجسد والهيكل ( صغار الموظفين وأدوات الإدارة المنتشرين في كل القطاعات) .. بضعة تروس مختلفة الأحجام والأوزان تؤدي ميكانيزم وآليات عملية الدوران ( المديرين والمحافظين والوزراء ورجال الأعمال وبعض محترفي اللوائح والقوانين " الترزية" وأدوات إنفاذ القانون.. ) .. لتظل الماكينة دائرة بضجيجها وصخبها..هي تلك القامات متباينة التأثير والأهمية .. الغامضة دوما والتي تتحكم في عملها _ الماكينة _ ثابتة ومستندة على براغيها الصغيرة.. يسهل دوما وفي كل حين إستبدال البراغي بأخرى.. والتضحية بها.. حين تصدأ وتبلي.. ليس من العسير إستبدال التروس أيضا حين تحتد سنونها وتبدأ في أكل السيور وتمزيقها (بتفشي رائحة فسادها ونهمها.. وحال الإنكشاف وخروج واقعة الفساد عن نطاق القدرة عن السيطرة عليها..أو المروق عن إطار قواعد اللعبة وقوانينها الخفية غير المكتوبة. وإستباحة مناطق نفوذ آخرين أكبر وأحد نفوذا.. ) . بعض الزيوت قد تسرع من إيقاع الحركة وتخفض الضجيج ( الوعود والحديث عن المستقبل الزاهر والمنح والإعانات) .. عملية الصيانة تلك تضمن إستمرار عمل الماكينة ودوام حركتها.. يتحكم في كل ذلك زر التشغيل (رأس المنظومة.. رؤساء الحكومات أو الملوك والرؤساء حسب نظام كل دولة وأحيانا ما تتحكم الماكينة برأس المنظومة ذاته ) .. بضغطة منه يستمر أو يتوقف العمل والحركة..وسط الهدير والضجيج.. تطحن الماكينة بعض الضحايا ( المدانين) من الشرفاء غير مأسوف عليهم أو مرحب بهم.. من البديهي أن نعي أنه لايمكن لجزء من الماكينة أن يعمل بكفاءة ويعطب آخر ( تماما كما لا يمكنك أن تصف وتقيم قطاعا أو هيئة أو مؤسسة ما بالكفاءة والنزاهة وسط فشل وخطل وفساد أخرى.. حيث أن مجرد وجود ونجاح ونزاهة هكذا هيئة أو قطاع كفيل بإنكشاف وفضح أخرى.. آلية الفساد إما أن تعمل معا.. أو تتوقف جميعا).. المؤسف في الأمر أنه لا أحد ينظر ويراجع المخرج والمنتج النهائي.. الذي لا يأتي دائما مناسبا أو مقاربا للكلفة والمغرم والضجيج.. بل أن الأمر لا يعني أحدا على الإطلاق.. المهم أن تظل الماكينة تعمل وتصدر الجلبة وتتصاعد من الأبراج أدخنة وغبار التضليل(الدعاية المكثفة والموجهة) ..الأكثر فداحة أنك لا تستطيع إستبدال كل تلك الأعداد من البراغي والتروس في ذات الوقت والحين.. مايعني توقف الماكينة تماما عن العمل وعطبها (القضاء على كل أدوات الفساد يعني إنهيار المنظومة بكاملها.. فبعد حين يصبح الفساد هو الآلية الحقيقية في عمل المنظومة " السيستم" بكاملها..التي تتحكم في المفاصل والمسارب.. وتحكم إغلاق المنافذ والنوافذ أيضا.. وتصير رائحة العطن والعفن بعد حين غير مستغربة ولا مستهجنة ولا تثير التأفف..بل تصبح هي الهواء المتجدد ذاته والشهيق والزفير. ) .. ويصير إرتفاع أو إنخفاض زر التشغيل لا يعني شيئا ولا يغير في الأمر أو يؤثر على طبيعة الحركة " الميكانيزم" ..وهكذا تسير ماكينة الفساد في كل وقت وعصر وحين.. مكانا وزمانا.. على إتساع مساحة الكرة الأرضية التي لا تتوقف عن الدوران هي الأخرى..