البنتاجون يعترف: الصين تمتلك أهم قوة طيران في منطقة المحيطين الهندي والهادئ

profile
  • clock 6 مايو 2024, 2:27:17 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 رغم الحرب الضارية بين روسيا وأوكرانيا الدائرة على حدود حلف الناتو، فإن الهوس الأمريكي أصبح متعلقاً بشكل أساسي بصعود الصين وليس موسكو، وفي هذا الصدد يحذر بعض القادة والخبراء الغربيين من أن القوات الجوية الصينية توشك على أن تصبح أكبر قوات جوية بالعالم.

ولقد بات معروفاً ومعترفاً به علناً منذ عدة سنوات أن الصين تفوقت على البحرية الأمريكية من حيث عدد السفن الحربية، وفي شهادته الأخيرة حذر رئيس القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ من أن الصين قد تمتلك أيضاً أكبر قوة جوية في العالم قريباً، إذ قال الأدميرال البحري جون أكويلينو، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 21 مارس 2024: "إن أكبر قوة بحرية في العالم، سرعان ما ستصبح قريباً أكبر قوة جوية في العالم"، حسب تعبيره.

 

القوات الجوية الأمريكية تتقلص والصينية تتوسع 

وتواصل الصين تحديث قواتها الجوية وزيادة عدد طائراتها، بينما تتقلص القوات الجوية الأمريكية التي تحتفظ بلقب أكبر قوات جوية بالعالم منذ الحرب العالمية الثانية، ولكنها باتت تمتلك أقل عدد من الطائرات في تاريخها الحديث رغم أنها أصبحت أكثر قدرة.

وتوصف الصين بأنها صاحبة ثالث أكبر قوات جوية بالعالم بعد القوات الجوية لأمريكا ثم روسيا، ولكن بدأت تظهر تقارير عن أن حجم القوات الجوية الصينية على وشك تجاوز القوات الجوية للولايات المتحدة، وأنها تقترب من أن تصبح أكبر قوات جوية بالعالم، حسبما ورد في تقرير لموقع Simple Flying الأمريكي.

وذكر تقرير وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لعام 2023 المقدم إلى الكونغرس أن القوات الجوية الصينية لجيش التحرير الشعبي الصيني وطيران القوات البحرية الصينية يمتلكان معاً أهم قوة طيران في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

وأشار أيضاً إلى أن القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي تلحق بسرعة بالقوات الجوية الغربية وتقوم بتحديث وبناء العديد من الطائرات. كما يعمل الصينيون بسرعة على تطوير صناعاتهم الدفاعية المحلية وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الروسية.

يأتي ذلك فيما تقوم القوات الجوية الأمريكية بإحالة الطائرات القديمة إلى التقاعد، مما يقلل حجم أسطولها الإجمالي إلى أقل من 20% من ذروته في عام 1956.

مقارنة بين القوى الجوية العظمى الثلاث

تمتلك القوات الجوية الصينية أكثر من 3150 طائرة إجمالية (لا تشمل أنواع التدريب أو الطائرات المسيرة) منها حوالي 2400 طائرة مقاتلة. (بما في ذلك المقاتلات والقاذفات الاستراتيجية والقاذفات التكتيكية والطائرات التكتيكية متعددة المهام والطائرات الهجومية)."

ولكن هناك حاجة لمقارنة أكثر تفصيلاً بين فئات الطائرات الحربية المختلفة بين القوى الجوية العظمى الثلاث مع ملاحظات أن البيانات الواردة في هذه المقارنة التي وضعها موقع "عربي بوست" كثير منها يعود لما قبل الحرب الروسية الأوكرانية خاصة فيما يتعلق بروسيا.

 

أولاً: المقاتلات الكبيرة المتخصصة في المعارك الجوية 

لدى روسيا (229 طائرة) من مقاتلة التفوق الجوي الشهيرة من الجيل الرابع التي تعود للثمانينات سوخوي 27، في المقابل لدى أمريكا نحو (212 طائرة) من الإف 15.

بينما  لدى الصينيين 346 من المقاتلة J-11″" وهي تقليد مباشر وبدون ترخيص للسوخوي 27، علماً بأن الصين لديها نحو 78 طائرة سوخوي 27 مشتراة من موسكو مباشرة.

 

ثانياً: المقاتلات الثقيلة متعددة المهام

لدى روسيا 111 طائرة سوخوي 30 الروسية الشهيرة (قبل حرب أوكرانيا)، والصين لديها 97 من ذات الطائرة اشترتها من روسيا، في المقابل لدى أمريكا 219 من المقاتلة متعددة المهام الإف 15 سترايك إيجل الأمريكية.

كما تمتلك موسكو نحو 92 سوخوي 35 الأكثر تطوراً من سوخوي 30 إضافة إلى 149 قاذفة مقاتلة من طراز سوخوي 34، وكلتاهما عماد القوة الجوية الروسية في حرب أوكرانيا، في المقابل لدى الصين 24 طائرة سوخوي 35 اشترتها من روسيا.

ولدى الصينيين أيضاً الطائرة جيه 16 (128 طائرة) المطورة من جي 11 والمتأثرة بالسوخوي 30 ويمكن اعتبارها أيضاً منافساً أقل مستوى للسوخوي 35.     

  ثالثاً: المقاتلات الخفيفة والمتوسطة

مقابل الميغ 29، الطائرة الروسية (280 طائرة)، والإف 16 الأمريكية الشهيرة (تمتلك واشنطن منها 875  طائرة)، لدى الصينيين الطائرة جيه 10 (459 طائرة)، وهي أقرب في الحجم إلى الإف 16.

رابعاً: المقاتلات الاعتراضية

لدى روسيا نحو 131 مقاتلة اعتراضية من طراز ميغ 31 التي تعد أسرع مقاتلة عاملة حالياً في العالم، ومهمتها اعتراض القاذفات وطائرات الاستطلاع من مسافات بعيدة، وإطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى، ولا نظير لها لدى الصين أو أمريكا، ولكن لدى الصين مقاتلة اعتراضية أقل كثيراً في الإمكانات تسمى J-8، يبلغ عددها 96، ويمكن اعتبار المقاتلات الأمريكية إف 15 الأقرب لدى أمريكا لدور ميغ 31.

خامساً: المقاتلات الشبحية

في مجال الطائرات الشبحية لدى الصين نحو 208 مقاتلات شبحية من طراز J-20، مقابل 183 إف 22 الشبحية الأمريكية الشهيرة التي توقف إنتاجها وينظر لها على أنها أفضل مقاتلة هيمنة جوية في العالم.

إضافة لذلك لدى أمريكا نحو 553 مقاتلة إف 35 الشبحية بأنواعها الثلاثة وهذا عدد مرشح لزيادة كبيرة.

بينما لدى روسيا 22 مقاتلة شبحية فقط من طراز سوخوي 57 الشبحية التي دخلت الخدمة بشكل محدود، وهي نقطة تفوق واضحة لبكين على موسكو.

سادساً: المقاتلات البحرية 

مقابل نحو 48  سوخوي 33 و48 ميغ 27 كي، المخصصتين للإقلاع من حاملات الطائرات، لدى روسيا، فإن واشنطن تمتلك 549 من المقاتلة إف 18 سوبر هورنيت المخصصة للقوات الجوية البحرية، و186 من طراز إف 18 الأقدم مخصصة للقوات الجوية لمشاة البحرية، في المقابل، لدى الصينيين 70 من المقاتلة جي 15 المستوحاة أيضاً من السوخوي 33 والتي تستطيع الانطلاق من حاملات الطائرات. 

وفي مجال حاملات الطائرات أصبح لدى الصينيين حاملتا طائرات ويستعدون لتدشين الثالثة مقابل واحدة روسية، مقابل نحو 10 حاملات طائرات أمريكية.

سابعاً: القاذفات التكتيكية وطائرات الدعم البري

       لدى أمريكا 270 طائرة دعم بري من طراز إيه 10، مقابل 192 طائرة دعم جوي لدى روسيا من طراز سوخوي 25، وليس لدى الصين طائرة مماثلة، ولكن لديها مقاتلات قديمة يمكن أن تقوم بمهام مماثلة، مثل 240 مقاتلة من طراز J-7 التي تعد النسخة الصينية من الطراز السوفييتية الشهيرة ميغ 21 التي تعود للستينيات.

لدى الصينيين نحو 200 قاذفة تكتيكية من طراز Xian JH-7، مقابل 273 من طراز سوخوي 24 المناظرة لها لدى روسيا، وليس لأمريكا قاذفات أمريكية مناظرة لأن المقاتلة القاذفة إف 15 سترايك إيغيل تقوم بذات المهمة مع ميزة قدرتها على خوض القتال الجوي. 

ثامناً: القاذفات الاستراتيجية الثقيلة

 لدى أمريكا 17 قاذفة شبحية خفية من طراز "بي 2″، وليس لدى الصين وروسيا أي قاذفات شبحية حتى اليوم.

–    وتمتلك أمريكا 42 قاذفة "بي 1 بي" الأسرع من الصوت، بينما لدى روسيا 20 من طراز توبوليوف 160 الأسرع من الصوت التي تعد نظيراً لها، وكذلك لدى الروس 64 من القاذفة الأقدم والأصغر توبوليوف 22 الأسرع من صوت.

 

–   لدى أمريكا 76 من القاذفة الشهيرة بي 52 (تحلق أبطأ من سرعة الصوت)، يقابلها لدى روسيا 42 قاذفة من طراز توبوليف 95 التي تعد نظيراً لها إلى حد كبير.

 

–   في المقابل، لدى الصين 209 قاذفات من طراز Xian H-6، وهي نسخة مطورة من القاذفة السوفييتية العتيقة توبوليوف 16 التي خرجت من الخدمة لدى موسكو، مما يجعل الصين متأخرة كثيراً عن أمريكا وروسيا في مجال القاذفات، ولكن تطور الصين قاذفة شبحية من  طراز، H-20

 

القوات الجوية الأمريكية.. أصغر مما كانت عليه

القوات الجوية الأمريكية هي الأصغر على الإطلاق في تاريخها المعاصر،  وسوف ينخفض ​​أسطولها إلى أقل من 5000 طائرة في السنة المالية 2025 (حوالي 4900 طائرة)، وفقاً لموقع Defense News.

 

إذا تمت إزالة طائرات التدريب والطائرات بدون طيار فسيكون لدى القوات الجوية الأمريكية حوالي 4000 طائرة (مقارنة بالطائرات الصينية مجتمعة البالغة 3150 طائرة)، حسبما ورد في تقرير موقع Simple Flying.

 

تقوم القوات الجوية الأمريكية بسحب الطائرات القديمة من الخدمة واستبدالها بطائرات أقل عدداً ولكن أكثر قدرة وتكلفة وتعقيدًا. ومن حيث الأرقام الصرفة، أصبح حجم القوات الجوية الأمريكية الآن أقل من 20% من الحجم الذي كانت عليه في ذروتها في عام 1956 (كان عدد الطائرات في الخدمة حينها 26.104).،حالياً، تخطط القوات الجوية الأمريكية لإحالة 250 طائرة للتقاعد في السنة المالية 2025 ولكنها ستتلقى 121 طائرة جديدة فقط، مما يترك عجزاً قدره 129 طائرة.

 

ونقل موقع Defense News عن الميجور جنرال ديف تابور، مدير برامج مكتب نائب رئيس الأركان الأمريكي للخطط والبرامج، قوله: "نظراً لعدم اليقين بشأن الميزانية، فمن الصعب حقاً التنبؤ بالحجم الدقيق الذي سيكون عليه الأسطول الجوي في العام المقبل أو بعد خمس سنوات من الآن".

 

ومع ذلك، فإن القوات الجوية للولايات المتحدة ليست القوة الجوية الوحيدة في جيش الولايات المتحدة، إذ تدير قوات البحرية ومشاة البحرية قواتها الجوية الخاصة بمخزون مشترك يبلغ 3308 طائرات. 

ويعني ذلك أنه بإضافة القوات الجوية الأمريكية، يصل عدد الطائرات لدى الولايات المتحدة إلى أكثر من 8000 طائرة، مما يجعلها صاحبة أكبر قوات جوية بالعالم بلا منازع وبفارق يصل إلى أكثر من الضعف عن الصين وروسيا.

كما يدير فرع الطيران التابع للجيش الأمريكي أيضاً أسطولاً كبيراً من طائرات الهليكوبتر والطائرات المسيرة المتقدمة وطائرات أخرى. وإذا جمعنا هذه العناصر معاً، فسوف يظل لدى الولايات المتحدة طائرات أكثر بكثير من الصين، ولكن الفجوة بين البلدين تضيق، حسب موقع Simple Flying.

وبينما استبعد تقرير القوة العسكرية الصينية الطائرات المسيرة، إلا أنها يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في التقييمات المستقبلية لاستعراض القوة العسكرية. 

ولكن تقوم الصين بالتحديث على هذه الجبهة أيضاً، مع طرح طائرات شيانغ لونغ المسيرة التي تعمل بالطاقة النفاثة، والطائرة الأسرع من الصوت WZ-8، والمركبة الجوية القتالية غير المأهولة المعاد تصميمها من طراز GJ-11.

وفي شهادته المكتوبة المنفصلة أمام المشرعين الأمريكيين، قال الأدميرال البحري جون أكويلينو إن القوات الجوية والبحرية لجيش التحرير الشعبي تشكل مجتمعة "أكبر قوات طيران في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". وبينما تستعد الولايات المتحدة للاحتفاظ بتفوقها البعيد المدى، فإن هيمنة الصين الإقليمية تحمل مخاوف استراتيجية، خاصة في السيناريو الذي تحاول فيه الاستيلاء على تايوان بالقوة.

ويزيد الأمر صعوبة بالنسبة لواشنطن أن بكين تعمل بشكل استراتيجي على الاستفادة من قدراتها الصاروخية الإقليمية الهائلة لتحييد القواعد العسكرية الأمريكية الرئيسية، بالإضافة إلى قواعد حلفائها، التي تعمل منها طائرات الجيل الخامس الحربية الأمريكية المتقدمة، مثل طائرات F-22 وF-35، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times  الهندي.

 

الصين تحدث قواتها الجوية وتزيد إنتاجها بسرعة

إن الزيادة الكبيرة في قدرة الصين الإنتاجية، وخاصة بالنسبة للمقاتلات المتقدمة، تشير إلى مسار تصاعدي كبير في قدرات قواتها الجوية.

ومن ناحية أخرى، تواجه القوات الجوية الأمريكية تحديات في الحفاظ على حجمها للوفاء بمسؤولياتها العالمية بشكل فعال، وخاصة التهديد الناشئ الذي تشكله الصين.

وفي  السنوات الأخيرة، زاد إنتاج الصين من طائرات J-20 الشبحية بشكل ملحوظ، فحالياً تنتج الصين المقاتلة الشبحية J-20بما يزيد عن 100 هيكل طائرة سنوياً، حسبما قال دانيال رايس، الخبير في موضوع الاستراتيجية العسكرية والسياسية الصينية في مركز كرولاك للابتكار وحرب المستقبل لمجلة Air and Space forces.

كما أن الإنتاج الصيني هذا مخصص للاستهلاك المحلي فقط، بينما تنتج أمريكا حوالي 135 هيكل طائرة F-35 سنوياً، ولكن 60 إلى 70 من هياكل الطائرات هذه تذهب إلى حلفاء وشركاء واشنطن.

 

 

التعليقات (0)