- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
التهديد الإيراني.. كلمة السر وراء المحور الجيوسياسي بين الإمارات وتركيا وإسرائيل
التهديد الإيراني.. كلمة السر وراء المحور الجيوسياسي بين الإمارات وتركيا وإسرائيل
- 24 مارس 2022, 6:00:23 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في 14 فبراير/شباط الماضي، زار الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الإمارات للمرة الأولى منذ عام 2013، وتم الترحيب بـ"أردوغان" والوفد المرافق له عبر 21 طلقة تحية وعرض جوي ضخم في أبوظبي.
وتعتبر هذه الزيارة تطورا مهما بالنظر إلى تدهور العلاقات الإماراتية التركية في أعقاب محاولة الانقلاب عام 2016.
كما تصاعدت التوترات بين البلدين بشكل كبير بسبب ثورات الربيع العربي عام 2011، مع تبني البلدين لسياسات خارجية متعارضة.
وجاء التقارب بين البلدين في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، وتجدد الأعمال العدائية بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، والأزمة الاقتصادية المتفاقمة في تركيا.
تم وضع أساس المصالحة بين أنقرة وأبوظبي من خلال زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد آل نهيان" إلى أنقرة في أغسطس/آب 2021، والتي تلتها زيارة أخرى إلى تركيا من قبل ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وتتويجا لهذه الحوار، قررت الإمارات إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لتنفيذ استثمارات مهمة للغاية في تركيا.
وفي الوقت الذي فتحت فيه العلاقة الدافئة بين أبوظبي وأنقرة صفحة جديدة في التعاون الإقليمي، أثار التوقيت نقاشا حول ما إذا كانت هذه الخطوة استمرارًا منطقيًا للتقارب الإماراتي الإسرائيلي والتقارب بين إسرائيل وتركيا.
في الواقع، أعلن الرئيس "أردوغان" خلال زيارته للإمارات أن الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج" يعتزم زيارة تركيا في مارس/آذار 2022.
وقد تمت هذه الرحلة التاريخية في 9 و 10 مارس/آذار.
ونتيجة التوترات المتزايدة، وجدت تركيا نفسها معزولة بطريقة ما في المنطقة في وقت بلغ فيه معدل التضخم 48.7% فيما تتصاعد المعارضة لحكم "أردوغان".
ومن الناحية الأمنية، هناك مخاوف لدى الإمارات وتركيا من الصعود الكبير وانتشار الجماعات الشيعية المدعومة من إيران في منطقة الخليج، إلى جانب المفاوضات الجارية بشأن الصفقة النووية بين طهران والقوى العالمية.
وفي ضوء هجمات الحوثيين الأخيرة بطائرات بدون طيار على ناقلة نفط بالقرب من أبوظبي والعديد من المنشآت بالقرب من دبي، تزداد أهمية هذه المخاوف.
وفي فبراير/شباط في أعقاب الأحداث الإماراتية، تعرضت قاعدة بعشيقة العسكرية التركية بالقرب من مدينة الموصل في العراق لهجوم.
ويُزعم أن الهجوم نفذته جماعات متشددة مرتبطة بإيران، الأمر الذي أثار مخاوف إضافية لدى أنقرة.
ولا يعد الهجوم على القاعدة العسكرية التركية مفاجئًا، حيث أصدر مسلحون مرتبطون بإيران مؤخرًا مثل "عصائب أهل الحق،" عدة بيانات تهدد تركيا وتتعهد بـ"معاقبة أنقرة على أعمالها التخريبية في العراق".
ويرتبط التهديد بالعمليات البرية والجوية لتركيا ضد الجماعات الكردية المسلحة، وتحديداً "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق.
وعلى ما يبدو، فإن التهديدات المتزايدة لوكلاء إيران تمثل دافعا رئيسيا وراء المصالحة الإماراتية والتركية ودمج إسرائيل التدريجي في محور جيوسياسي جديد.
ووسط هذه المخاوف المتزايدة والاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة، يبدو أن تركيا أكثر حرصًا من أي وقت مضى على الترويج لنفسها على أنها ركيزة رئيسية للأمن والاستقرار في المنطقة.
وبالرغم أن الشراكة مع الإمارات لم تسبب أي جدل داخل تركيا، إلا أن التقارب مع إسرائيل أثار انتقادات من الجماعات التركية المحافظة بسبب سياسات إسرائيل الوحشية ضد الفلسطينيين.
وفي غضون ذلك، تعتبر وسائل الإعلام الإسرائيلية التعامل مع هذه الانتقادات بمثابة "اختبار حاسم" لمدى جدية أنقرة في تحسين العلاقات الدبلوماسية مع الدولة اليهودية.
ويبدو أن تراجع الخطاب المعادي لإسرائيل في تركيا يعد بمزيد من الحوار.
ويؤدي التقارب إلى زيادة التعاون بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والتركية التي أحبطت مؤخرًا مؤامرة بقيادة إيران لقتل رجل الأعمال الإسرائيلي التركي "يائير جيلر" بعد عملية مراقبة استمرت لمدة شهر.
لذلك، فإن الشكوك المتزايدة في المنطقة والتوازنات المتغيرة والمصالح المشتركة تدفع تركيا الآن نحو المصالحة مع إسرائيل.
وفي الواقع، فإن الارتباط الوثيق بين وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والتركية مع الإمارات سوف يثير قلق طهران بالتأكيد.
وفي هذه المرحلة، تراقب إيران بحذر صعود المحور الإماراتي - التركي - الإسرائيلي، خاصة مع فشل محادثات طهران مع السعودية والإمارات بسبب التصعيد الجديد في الصراع اليمني.
ولا شك أن إيران ستواجه تحديات جديدة في المنطقة بسبب الشراكة الإماراتية الإسرائيلية التركية وكذلك استعداد أنقرة لزيادة التعاون مع دول الخليج في مجال الطاقة والدفاع من خلال تصدير أسلحتها المنتجة محليًا، بما في ذلك الطائرات بدون طيار.
وإجمالا فإن هذا النظام الجيوسياسي الجديد سيكون مصدر قلق كبير لطهران، مما قد يؤدي إلى زيادة التوترات الإقليمية.
المصدر | فؤاد شهبازوف/ انسايد أرابيا