تكبير الخط تصغير الخط

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن فيلما وثائقيا جديدا أنتجته قناة "الجزيرة" القطرية بعنوان "Faultlines"، يتناول مسألة اغتيال الصحفية الفلسطينية-الأمريكية "شيرين أبو عاقلة" على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين، يبدو أنه يضم تفاصيل قد تزيد الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للتجاوب مع التحقيق الذي أطلقه مكتب التحقيقات الفيدرالي في القضية.

ووصفت الصحيفة الفيلم بأنه "يقدم الرواية الأكثر تفصيلا حتى الآن" للأحداث التي وقعت خلال المداهمة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في جنين، في 11 مايو/أيار الماضي، والتي قتلت خلالها "أبو عاقلة".

ويعرض الفيلم دلائل على أن جندياً إسرائيلياً واحداً، على الأقل، كان يستهدف الصحفيين.

وبحسب الصحيفة، فإن تسجيلات الفيديو في الفيلم التي وثقت بزوايا متعددة واقعة إطلاق النار على "شيرين"، ومقابلات مع صحفيين آخرين في مكان الحادث، تفكك رواية الاحتلال المتغيرة، التي ألقت باللوم في البداية على الفلسطينيين في قتلها، ثم ادعت كذباً أنها وقعت في أثناء تبادل لإطلاق النار خلال معركة بالأسلحة النارية.

وأثار الفيلم تساؤلات حول سبب تبني إدارة "بايدن" لرواية الاحتلال ومقاومة تحقيق أمريكي مستقل في مقتل مواطن أمريكي، إلى أن أجبرها أعضاء الكونجرس على الموافقة لإجراء تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وأشارت "الجارديان" إلى أن الفيلم يتضمن تصريحات مهمة من "حجاي إلعاد"، مدير منظمة "بتسليم" الحقوقية الإسرائيلية يقول فيها إن للجيش الإسرائيلي تاريخًا في تقديم مزاعم كاذبة حول مقتل مدنيين على يد جنوده؛ لإثارة الارتباك حول ما حدث بالفعل.

وأضاف: "إنهم معتادون على الإفلات من الكذب بشأن قتل الفلسطينيين في كل من الساحة العامة والساحة القانونية".

وقال "إلعاد" إنه من "المشين" أن تعتمد الولايات المتحدة على التقارير الرسمية الإسرائيلية؛ لأنها لم تكن تهدف للوصول إلى الحقيقة، ولكن لحماية جنود جيش الدفاع الإسرائيلي من المساءلة القانونية والفوز بمعركة العلاقات العامة.

وتابع: "هذه تحقيقات زائفة، لكن الجيش الإسرائيلي استثمر فيها الكثير من الموارد".

ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، تحقيقا جنائيا في ظروف استشهاد "شيرين أبو عاقلة".

ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي، آنذاك، عن مصادر مطلعة لم يسمها، قولها إن وزارة العدل الأمريكية أخطرت وزارة القضاء الإسرائيلية، بفتح "إف بي آي" التحقيق في اغتيال "شيرين" التي تحمل الجنسية الأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن تحقيق الـ"إف بي آي" بأنشطة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، "هو حدث استثنائي وربما يكون غير مسبوق".

وأضاف أن "تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي قد يؤدي إلى طلب أمريكي للتحقيق مع الجنود المتورطين" في جريمة اغتيال "شيرين".

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يائير لابيد" أكد أن إسرائيل لن تسمح بأن يستجوب (إف بي آي) جنودها بشأن القضية.