الحرب الروسية الأوكرانية عشية دخولها الشهر الثامن.. إلى أين وصلت

profile
  • clock 25 سبتمبر 2022, 5:19:36 ص
  • eye 893
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وضع ميداني متوتر واستفتاءات ومشاهد من الفوضى تعم أنحاء روسيا بعد قانون التعبئة، ملامح الأزمة الأوكرانية التي دخلت شهرها الثامن.

فروسيا التي شنت عملية عسكرية "خاصة" في 24 فبراير/شباط على أوكرانيا، تواجه اليوم مع دخول "الحرب" شهرها الثامن، عقبات تهدد بحرمانها من المناطق التسي سيطرت عليها في البلد الذي شن هجمات مضادة خلال الفترة الماضية، جعلت موسكو تعيد حساباتها مجددًا.
 

فإلى أين وصلت الأزمة الأوكرانية؟

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن روسيا شنت ضربات متجددة على مدن أوكرانية يوم السبت، في الوقت الذي استمرت فيه حملة الحشد الشعبي لموسكو لتحديث جهودها الحربية التي وصفتها بـ"المتعثرة" في نشر مشاهد من الفوضى في جميع أنحاء روسيا.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن صاروخًا روسيًا أصاب مبنى سكنيًا في مدينة زابوريجيه، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين، مشيرين إلى أن ما مجموعه ثلاثة قتلوا وأصيب 19 في ضربات في جنوب وشرق البلاد.

استخراج جثث

ومن الضربات الروسية إلى المناطق المحررة، حيث قال أوليه سينيهوبوف رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة خاركيف، إن المسؤولين الأوكرانيين نجحوا في استخراج 436 جثة من مقبرة جماعية في مدينة إيزيوم التي استعادت أوكرانيا سيطرتها عليها.
 

وتعهد سينيهوبوف بمعرفة ملابسات وفات كل منهما "حتى يعرف أقاربهم وأصدقائهم الحقيقة ويعاقب القتلة"، فيما توجه بالشكر لـ200 فرد من خبراء الطب الشرعي وضباط الشرطة وموظفي خدمة الطوارئ الحكومية، الذين قال إنهم كانوا يعملون هناك كل يوم.

استتفاءات "صورية"

وعلى أنغام الضربات الروسية المتلاحقة، تجري موسكو استفتاء في المناطق التي سيطرت عليها في شرقي أوكرانيا، شارك فيه "الآلاف" بحسب مسؤولين انفصاليين تابعين لروسيا.

وشارك حوالي 18550 مواطنًا في الاستفتاء الذي تجريه جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية، فيما قالت وسائل الإعلام الحكومية إن ما يسمى بلجنة الانتخابات المركزية زعمت أن نسبة المشاركة في نهاية اليوم الأول للتصويت في الاستفتاء بلغت 23.64٪.

وزعم مسؤول روسي آخر أن نسبة المشاركة الإجمالية في اليوم الأول من التصويت تجاوزت 15٪ في المناطق الأربع: جمهورية دونيتسك ولوهانسك الشعبية وزابوريزهزيا وخيرسون، حسبما أفادت وكالة الإعلام الروسية.

وفيما نددت الحكومات الغربية على نطاق واسع بالاستفتاءات، التي تجري في أربعة أجزاء من أوكرانيا الخاضعة للسيطرة الروسية، ووصفتها بأنها صورية، قال الاتحاد الأوروبي إنه لن يعترف بالنتائج، مشيرًا إلى أنه يستعد لمجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة لن تعترف أبدًا بالاستفتاءات الروسية في الأجزاء "المحتلة" من أوكرانيا، مشيرًا إلى أن تلك الاستفتاءات ما هي إلا ذريعة "كاذبة" لمحاولة ضم أجزاء من أوكرانيا بالقوة في انتهاك صارخ للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة". قال في بيان.

وشدد الرئيس الأمريكي على أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحلفاء "لفرض تكاليف اقتصادية إضافية سريعة وشديدة على روسيا.

استدعاء الآلاف

وبينما تجري روسيا الاستفتاءات على قدم وساق، لا زالت تتحرك على الجبهة المحلية لاستدعاء حوالي 300 ألف جندي احتياطي، في أعقاب الهجوم المضاد "الناجح" لأوكرانيا هذا الشهر، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وأثار النشطاء مخاوف بشأن تعبئة الأقليات العرقية بشكل غير متناسب؛ ففي إحدى المناطق الروسية، يقول المسؤولون المحليون إن روسيا "أخطأت" في تجنيد أشخاص كان من المفترض أن يكونوا محميين من التجنيد الإجباري.

ومنذ الإعلان عن قرر التعبئة الجزئية، اعتقل ما يقرب من 1500 من المتظاهرين المناهضين للحرب في مدن في جميع أنحاء روسيا، فيما جرى تجنيد البعض بشكل مباشر في الجيش، وفقًا لمجموعة مراقبة.

وفي محاولة من الرئيس الروسي لمنع حالات الفرار، وقع على العديد من التعديلات على القانون الجنائي للبلاد اليوم، مما يجعل العقوبات في زمن الحرب على جرائم مختلفة أكثر صرامة.

وبموجب التعديلات، التي نُشرت يوم السبت على البوابة القانونية للحكومة، فإن جرائم مثل رفض اتباع أوامر ضابط كبير أثناء الحرب أو أثناء نزاع مسلح أو عمليات قتالية - أو رفض المشاركة في العمليات العسكرية أو القتالية خلال هذه الأوقات - قد تؤدي إلى أحكام بالسجن تصل إلى 10 سنوات.

تشديد العقوبات

وبحسب بيان للكرملين حول التعديلات: "ينص القانون الفيدرالي أيضًا على المسؤولية الجنائية للأفراد العسكريين في حالة الاستسلام الطوعي، فضلاً عن المسؤولية الجنائية عن النهب أثناء الأحكام العرفية، أو في زمن الحرب أو في ظروف النزاع المسلح أو العمليات القتالية".

وقال بيان الكرملين إن عقوبة المحكوم عليهم بالسجن لارتكابهم جرائم خطيرة بشكل خاص يمكن الآن استبدالها بالعمل القسري أو نوع آخر أخف من العقوبة بعد قضاء ما لا يقل عن ثلثي عقوبة السجن.

وفي محاولة لحشد الجهود بشكل أكبر، وقع الرئيس الروسي فلاديمر بوتين على قانون يوم السبت سيسهل على الأجانب الذين يخدمون في الجيش الروسي التقدم بطلب للحصول على الجنسية.

ووفقًا للقانون، الذي نُشر على البوابة الرسمية للمعلومات القانونية للدولة، فإنه يمكن للأجانب الذين يخدمون في الجيش الروسي الآن التقدم بطلب للحصول على الجنسية دون تقديم تصريح إقامة، كما هو مطلوب سابقًا.

وهؤلاء الأجانب الذين وقعوا عقدًا مع القوات المسلحة الروسية لمدة عام على الأقل سيكونون مؤهلين للإجراء، وفقًا للتعديلات التي أدخلت على قانون "جنسية الاتحاد الروسي".

وفي إشارة مبكرة على مدى جدية موسكو في التعبئة الجزئية، اقترح مجلس حقوق الإنسان في روسيا أن يخضع المهاجرون من دول آسيا الوسطى الذين حصلوا على الجنسية الروسية منذ أقل من 10 سنوات للخدمة العسكرية الإجبارية في روسيا لمدة عام.

احتجاجات في روسيا

وتقول جماعة مراقبة الاحتجاج المستقلة، إن ما يقرب من 1500 محتج اعتقلوا منذ إعلان التعبئة الروسية في 21 سبتمبر/أيلول الجاري،

وأضافت أن 1472 متظاهرا مناهضا للتعبئة اعتقلوا حتى الآن بين 21 و 24 سبتمبر/أيلول في مدن في أنحاء روسيا، لكن عدد المعتقلين ربما يكون أكبر.

وأشارت إلى أنه على مدار الـ 24 ساعة الماضية، تم اعتقال ما لا يقل عن 97 شخصًا في ثماني مدن، بما في ذلك نوفوسيبيرسك وإيركوتسك وتومسك وخاباروفسك وأولان أودي وكراسنودار وتشيتا وغاتشينا.

وعن عملية التعبئة الجزئية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي في خطابه مساء السبت: "لم يكن من قبيل المصادفة أن يطلق مواطنو روسيا أنفسهم على التعبئة الإجرامية التي أعلنتها روسيا على الفور، تعبئة إلى القبور"، مشيرًا إلى أن السلطات الروسية تدرك جيدًا أنها "ترسل مواطنيها للموت. لا توجد خيارات أخرى".

وادعى زيلينسكي أن الحكومة الروسية لا تهتم بمن سيتم تعبئته، سواء كان متخصصًا شابًا في تكنولوجيا المعلومات لم يخدم على الإطلاق، أو المتقاعدين الذين خدموا فقط في الجيش السوفيتي"، داعيًا المقاتلين الروس إلى الاستسلام.

تغييرات قادة

ذكرت وزارة الدفاع الروسية فى بيان نشر اليوم السبت أن روسيا استبدلت نائب وزير دفاعها بتعيين العقيد ميخائيل ميزينتسيف فى المنصب.

وذكر البيان أن "العقيد ميخائيل ميزينتسيف تم تعيينه في منصب نائب وزير الدفاع في الاتحاد الروسي، المسؤول عن الشؤون اللوجستية للقوات المسلحة"، مشيرًا إلى أن ميزينتسيف سيحل محل الجنرال ديمتري بولجاكوف الذي أعفي من منصبه بسبب انتقاله إلى وظيفة أخرى.

وعن ميزينتسيف قال الجيش الأوكراني، إنه قاد حصار مدينة ماريوبول الساحلية بشرق أوكرانيا، كما ترأس سابقًا مركز إدارة الدفاع الوطني الروسي وترأس "مقر التنسيق المشترك الروسي للاستجابة الإنسانية في أوكرانيا"، وفقًا لوكالة الأنباء الحكومية تاس.

وُلد ميزينتسيف عام 1962 وتخرج في مدرسة كالينين سوفوروف العسكرية عام 1980، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، التي قالت إنه تم تعيينه رئيسًا لمركز إدارة الدفاع الوطني الروسي في ديسمبر/كانون الأول 2014.

مناكفات سياسية

يأتي ذلك، فيما انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الغرب مرة أخرى في تصريحات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم السبت، زاعمًا أن الدول الغربية عازمة على تدمير روسيا.

وقال الوزير الروسي: إنهم لا يخجلون حتى من الحديث عن إلحاق هزائم عسكرية ببلدنا، لكنهم يخجلون أيضًا من تدمير روسيا وتقطيع أوصالها؛ بعبارة أخرى لجعل هذه الوحدة الجيوسياسية المستقلة تختفي من الخريطة السياسية في العالم".

وأثار لافروف أيضًا صراعات عالمية أخرى كانت الولايات المتحدة متورطة فيها، مستخدمًا تكتيكًا متكررًا يستخدمه المسؤولون الأمريكيون، قائلا: "نتذكر جميعًا كيف اندلعت حروب عدوانية تحت ذرائع كاذبة ضد يوغوسلافيا والعراق وليبيا بعيدًا عن الشواطئ الأمريكية، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين".

وتساءل: هل أثرت أي من هذه الدول على المصالح المشروعة للغرب؟ هل حظروا اللغة الإنجليزية أو لغات الدول الأخرى الأعضاء في الناتو، هل حظروا الإعلام والثقافة الغربية؟

وطلب لافروف من المشاركين في الجمعية العامة تسمية دولة تتدخل واشنطن في شؤونها وحيث أصبحت الحياة أفضل نتيجة لذلك، زاعمًا أن أن "عدم قدرة الدول الغربية على التفاوض واستمرار حرب نظام كييف ضد شعوبها لم يترك لنا خياراً، سوى الاعتراف بمنطقتين انفصاليتين في أوكرانيا على أنهما مستقلتان ثم إرسال قوات إلى هناك".

 

التعليقات (0)