- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
الخصومة ليست حتمية.. ملفان لتعاون صيني أمريكي شرق أوسطي
الخصومة ليست حتمية.. ملفان لتعاون صيني أمريكي شرق أوسطي
- 20 يونيو 2023, 9:30:57 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبرت باربرا سلافين، وهي محاضرة في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، أن الخصومة ليست حتمية بين الصين والولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ يمكن لبكين عبر نفوذها على إيران أن تساهم مع واشنطن في تهدئة التوترات في المنطقة، لاسيما في ملفي عملية السلام المجمدة بين فلسطين وإسرائيل والبرنامج النووي الإيراني.
وأضافت باربرا، في تحليل بمنتدى "جست سكيورتي" الأمريكي للتحليلات (Just Security) ترجمه "الخليج الجديد"، أن "العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وصلت إلى أدنى مستوياتها بسبب الدعم الصيني لروسيا في (حربها بجارتهاـ )أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، والنزاعات التجارية والتهديدات المتزايدة ضد تايوان".
واستدركت: "لكن يوجد مجال يمكن أن يوفر مساحة لتعاون يفيد الطرفين والعالم الأوسع، وهو منع حدوث أزمة جديدة في الشرق الأوسط".
وتابعت أنه "في السنوات الأخيرة، أصبحت الصين الشريك التجاري الرئيسي للمنطقة، لكن بعيدا عن الدبلوماسية والأمن، غير أنه في مارس/آذار الماضي، ساعدت بكين في إتمام اتفاق بين إيران والسعودية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين هذين الخصمين التاريخيين، وفي 14 يونيو/حزيران الجاري، استضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الفلسطيني محمود عباس".
ومضت باربرا قائلة إنه "لا أحد يعتقد أن الصين يمكن أن تتوسط لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يبدو مستعصيا على الحل، لكن يمكن لبكين استخدام نفوذها الاقتصادي مع طهران، أكبر داعم للجماعات الفلسطينية المسلحة، للضغط على تلك الجماعات لاتخاذ أو الامتناع عن إجراءات معينة".
ومنذ أبريل/نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب منها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو/حزيران1967.
وأضافت باربرا أنه "بصفتها أكبر مستورد لنفط الشرق الأوسط، بما في ذلك النفط الإيراني الخاضع للعقوبات، فإن الصين في وضع فريد لدفع طهران أيضا إلى تهدئة التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل على الصعيدين الإقليمي والملف النووي".
كما "يمكن للصين أن تشجع طهران على قبول ما يبدو أنه تفاهم ناشئ مع الولايات المتحدة بأن إيران لن تخصب اليورانيوم إلى درجة تصنيع أسلحة نووية، إذ يبدو أن التخصيب بنسبة نقاء 90% هو خط أحمر يمكن أن يشعل ضربة إسرائيلية و/أو أمريكية على المنشآت النووية الإيرانية"، وفقا لباربرا.
وأردفت أن "هذا الوضع سيؤدي إلى اندلاع حريق هائل في المنطقة، وبمنع مثل هذا السيناريو، ستخدم الصين مصالحها الخاصة على عكس مصالح روسيا، التي ستستفيد من ارتفاع أسعار النفط في حال حدوث أزمة في الخليج".
وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية، وتتهم مع عواصم أخرى، في مقدمتها واشنطن، طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول الأخيرة إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.
كوارث استراتيجية أمريكية
و"على الرغم من كل الحديث عن التحول (من الشرق الأوسط) إلى آسيا (لمواجهة نفوذ الصين)، فإن الولايات المتحدة لن تترك الشرق الأوسط، فلا يزال هناك ما بين 30 إلى 40 ألف جندي أمريكي يتمركزون في 10 دول عربية وإسرائيل وتركيا، ولا تزال واشنطن المورد الرئيسي للمساعدات العسكرية والأسلحة إلى المنطقة"، بحسب باربرا.
واستدركت: "لكن التصور السائد بين الكثيرين في المنطقة هو أنه لم يعد من الممكن الاعتماد على الولايات المتحدة، لاسيما في ظل الكثير من الكوارث الاستراتيجية، مثل الغزو الأمريكي للعراق في 2003 الذي أفاد إيران إلى حد كبير، والانسحاب الفاشل من أفغانستان في 2021".
وأردفت: "وكذلك انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، بينما كانت إيران لا تزال ملتزمة به".
وزادت باربرا بأن "الضربة التي استهدفت منشآت النفط السعودية في 2019 (نفذتها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران) والهجمات على السفن المبحرة من الإمارات، والتي لم تلق أي رد فوري من واشنطن، ساعدت على دفع المنطقة إلى تنويع علاقاتها مع القوى العظمى (الصين وروسيا) والسعي إلى وقف التصعيد مع إيران".
و"الانفراج هو مزاج اللحظة السائدة في الشرق الأوسط، ويمكن للصين أن تقدم المساعدة وتظهر أنها قوة عالمية بناءة، وليست مجرد مستهلك للوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي والفحم)"، بحسب باربرا.
واعتبرت أنه "إذا نجحت الصين في المساعدة على خفض التوترات في الشرق الأوسط، فلا ينبغي أن يُنظر إليها على أنها تقوض (نفوذ) الولايات المتحدة، التي يمكن أن تعود إلى دور الموازن في الخارج بدلا من دور المهيمن، فلا يجب أن تكون كل المنافسة صفرية".