معركة متحركة وتكتيكات متغيرة

الدلالات العسكرية لعمليات بيت حانون.. وكسر وهم “الحسم السريع”

profile
  • clock 19 أبريل 2025, 7:17:43 م
  • eye 462
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

قال الكاتب الفلسطيني المتخصص في الشأن العسكري" رامي أبو زبيدة"، إن مدينة بيت حانون، الواقعة شمال قطاع غزة، تحولت إلى واحدة من أبرز ساحات المواجهة خلال معركة طوفان الأقصى

 

وقد شكّلت العمليات التي نفذتها كتائب القسام في هذه المنطقة تحديًا مباشرًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث سجلت المقاومة نجاحات لافتة أربكت الحسابات الميدانية للاحتلال، وأكدت على مرونة التكتيك وتطور الأداء الميداني للمقاتلين الفلسطينيين.

تكتيكات المقاومة في بيت حانون: المفاجأة والكمائن

 

الاستباقية والمفاجأة في قلب المواجهة

 

اعتمدت المقاومة في بيت حانون على عنصر المفاجأة والتخطيط المسبق، حيث أظهرت تقديرًا دقيقًا لحركة القوات الإسرائيلية وأنماط انتشارها، ما أتاح لها تنفيذ عمليات نوعية ضد تجمعات العدو، وشن هجمات خاطفة أربكت القيادة الميدانية للجيش الإسرائيلي.

 

التضاريس في خدمة التكتيك المقاوم

 

تمتاز بيت حانون بتركيبتها الجغرافية المعقدة، حيث تتداخل المناطق الزراعية مع البنية التحتية المدنية. وقد استغل المقاتلون هذا الواقع لشن هجماتهم من مواقع خفية، مستفيدين من الركام والدمار الذي خلفته آلة الحرب، ما وفر لهم غطاءً طبيعيًا مثاليًا لحرب العصابات.

اشتباكات قريبة وكمائن قاتلة

 

من أبرز السمات العملياتية التي اعتمدتها المقاومة كانت الاشتباكات القريبة والكمائن المحكمة. هذا النوع من القتال يقلص من فاعلية القوة النارية والتكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، ويعرض الجنود لخطر مباشر يصعب التعامل معه باستخدام الأساليب التقليدية.

شبكة الأنفاق: عنصر المفاجأة الدائم

 

تُعد الأنفاق أحد أعمدة الاستراتيجية القتالية للمقاومة في بيت حانون، حيث تُستخدم لنقل المقاتلين والأسلحة، وتنفيذ عمليات التفاف مباغتة خلف خطوط العدو، الأمر الذي أربك الوحدات المتقدمة وقيّد قدرتها على التوسع الجغرافي السريع.

الروح القتالية: عنصر التفوق المعنوي

 

لعبت الروح القتالية العالية للمقاتلين في كتيبة بيت حانون دورًا رئيسيًا في صمودهم وتحقيقهم لإنجازات ميدانية، رغم التفوق النوعي والكمي للقوات الإسرائيلية، وهو ما جعل من هذه الجبهة نموذجًا للمقاومة الفاعلة والمنظمة.

الدلالات العسكرية لعمليات بيت حانون

 

ثغرات في منظومة الأمن الإسرائيلية

 

نجاح المقاومة في اختراق المواقع العسكرية ونقاط التجمع الإسرائيلية حول بيت حانون، كشف عن ضعف في منظومة الأمن الإسرائيلية التي طالما اعتُبرت منيعة، ما دفع الاحتلال إلى مراجعة تكتيكاته وتحركاته.

إبطاء التقدم الإسرائيلي وتغيير المعادلات

ساهمت العمليات المتكررة في إبطاء تقدم القوات الإسرائيلية خلال مراحل التوغل الأولى، وأجبرتها على تغيير أساليب الهجوم، والتخلي عن بعض المناطق لصعوبة السيطرة عليها في ظل الكمائن المتواصلة.

فاعلية حرب العصابات

أكدت الوقائع الميدانية في بيت حانون على أهمية تكتيكات حرب العصابات في مواجهة الجيوش النظامية، خاصة في البيئات المعقدة والعمرانية المكتظة، حيث تفقد القوات المحتلة تفوقها النوعي.

تعزيز المعنويات المقاومة والشعبية

أدت النجاحات الميدانية إلى تعزيز الروح المعنوية للمقاومة، وشكلت دفعة معنوية للشعب الفلسطيني، الذي يرى في هذه العمليات دليلًا على إمكانية مواجهة الاحتلال وإفشال أهدافه العسكرية والسياسية.

كسر وهم “الحسم السريع”

ساهمت العمليات في بيت حانون في تقويض استراتيجية الاحتلال الرامية إلى تحقيق نصر سريع، وأكدت أن المقاومة قادرة على إطالة أمد المواجهة وتحويلها إلى استنزاف مستمر.

معركة متحركة وتكتيكات متغيرة

 

رغم النجاح الميداني للمقاومة في بيت حانون، من الضروري الإشارة إلى أن الميدان متغير وديناميكي، وأن جيش الاحتلال يقوم بتعديل تكتيكاته معتمدًا على قوته النارية الهائلة في محاولة لفرض السيطرة وكسر شوكة المقاومة. إلا أن التجربة في بيت حانون تؤكد أن العزيمة، والمعرفة بالتضاريس، والتخطيط الذكي، عوامل قادرة على قلب المعادلة الميدانية رغم اختلال موازين القوى.

التعليقات (0)