- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
الدولة بيروكي تكتب.. الانقلاب المهزوم
الدولة بيروكي تكتب.. الانقلاب المهزوم
- 17 يوليو 2022, 7:39:45 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لم تكن إسطنبول بعيدة كل البعد عن محور بناءها بين الشرق والغرب ، هذا الإرث التاريخي الذي سلط عليه الضوء لم يغب عن ماضي تركيا ولم يغب عن الكاتب محمد زاهد غول الذي جعل في كتابه "الإنقلاب العسكري في تركيا بين الفشل الداخلي والتدخل الخارجي "ما يمعن ان كل ما تمر به تركيا من صراعات دولية هي التي جرتها إلى الإنقلاب المهزوم.
ففي ظل حكومة العدالة والتنمية تحولت الوظيفة العسكرية من محاربة الديمقراطية الى حماية الديمقراطية، ومن مصادرة الانتخاب التركية الى حارس لها، وفي إبان ذلك لقد عرفت الجيش في المجال السياسي تحولا مفصليا بعد استقرار الحياة السياسية في ظل حكومة اردوغان الذي تبنى نظاما عسكريا بأن الجيش يدافع عن المواطنين ضد التهديدات الخارجية.
وقع في تركيا اربع انقلابات عسكرية قبل وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم، ابرزها هو ما صدر عن هيئة الاركان التركية افي لحفاظ على علمانية الجمهورية التركية ، والتي كانت تفصل الدين عن الدولة، وتخالف منهج الحياة للشعب التركي ، من هناك كانت الانقلابات العسكرية تحتج في دواعي تحرك العسكر للحفاظ على النمط العلماني حتى من قبل رفض الشعب التركي له.
لذلك كان مرور الجمهورية التركية بمراحل متعددة ينال من المؤسسة العسكرية والنظام المدني، وكان مجيء حزب العدالة والتنمية في عام 2002 الى السلطة أظهر سياسة الانفتاح على الشعب والاستقلال عن الغرب ، فبرزت إصلاحات ديمقراطية سياسية افرزت عن انتخابات نزيهة لم يشهدها الشعب التركي.
إن يقظة الشعب التركي ورفضه لهذا الانقلاب الفاشل في 15 تموز، ادت إلى بروز دور المؤسسة العسكرية التي تكاتفت هي ومؤسسة الاعلام والاحزاب المعارضة، كل ذلك كان كفيل بأن يزيد حزب العدالة والتنمية قوة وصلاب داخليا لبناء تركيا بعد الانقلاب.
إن الانقلاب الفاشل بين الرؤية الحقيقية الى دور الحكومة والرئيس اردوغان بقيادة الشعب التركي الى وقف هذا الانقلاب بغلق الطرق بالشاحنات أمام الدبابات ،ومغادرة الرئيس الفندق وطمأنة الشعب بأنه بخير، كل هذا افشل محاولة الانقلاب والتي لم تكن بالتخطيط الجيد.
لم يكن الحفاظ على تركيا يتطلب من المؤسسة العسكرية هو رفض اي تدخل اجنبية وامريكية ، فالموقف الداعم للانقلاب الاخير والذي يتبناه جنرالات أمريكيين يعبر عن تخبطهم من فشل هذا الانقلاب ،وهو ما جاء في تصريح لمدير المخابرات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر:"ان كثيرين ممن كانوا يتعامل معهم استبعدوا او اعتقلوا، وما من شك في أن ذلك سيحدث انتكاسة ويجعل التهاون أكثر صعوبة مع الاتراك".
هذه التصريحات الأمريكية تضر بالعلاقات التركية والامريكية، ولقد ثبت لدى وسائل إعلام عن تورط جنرالات عسكريين في الولايات المتحدة الأمريكية.
نعم لقد خرج الشعب التركي وخرج معه الرئيس اردوغان أن الدولة التركية قوية ،وان هذا الانقلاب ما هو الى فشل دريع لفتح الله غولن ولجميع الجهات التي باركته، ولتعود المؤسسة العسكرية أقوى بكثير مما كانت عليه سابقا، ولتعود لتضرب بيد من حديد كل يشارك في تهديد الأمن القومي التركي، ونزع السلطة التي قامت من الشعب .