- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الدولة بيروكي تكتب: هل كان السنوار وراء انهيار الحضارة الغربية؟
الدولة بيروكي تكتب: هل كان السنوار وراء انهيار الحضارة الغربية؟
- 12 ديسمبر 2023, 4:50:23 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الحقيقة أن هذا الكيان (إسرائيل) في حربه الحالية يريد أن يجر العرب إلى حرب دين وحضارة، لذلك المتحدث باسم هذا الكيان ونتنياهو ومتطرفوه دائما يذكرون أمثلة من العهد القديم، فمنذ وعد بلفور الذي جعلها تستوطن فلسطين هي دائما تدخل الحضارة .
لا يخفى على أحد أن مفهوم الحضارة واحدا من المفاهيم الأساسية لعلم الاجتماع والإنسان باعتبارها موضوعا وعنصرا من عناصر بنيتها المعرفية ورغم مركزية المفهوم في الفعل الانساني فانه تعرض للتلبيس الدلالي والغموض والتشويه لمعانيه والتي يخضع بين دلالات مفاهيم اخرى كالثقافة والمدنية، والوقوف على مفهومه من خلال تتبع التعريفات الاصطلاحية عند المتقدمين والمتأخرين والمحدثين يقول ابن خلدون: "وقد توضّح فيما بعد أنّ الحضارة هي نهاية العمران وخروجه إلى الفساد ونهاية الشر والبعد عن الخير… والسبب في ذلك أن أهل الحضر ألقوا جنوبهم على مهاد الراحة والدعة وانغمسوا في النعيم والترف…".
قال أحد المحللين (غسان شربل) :"هل نجح السنوار في قلب المعادلة أم أنه ألبس حماس حزاما ناسفا ودفعها في "عملية استشهادية"؟ كانت حماس في السابع من اكتوبر تحضر وتعتبر ذلك دفاعا عن أهل غزة في هجومها لهذا الكيان الاسرائيلي فبعد خروجه مذلولا في 2006 من لبنان، أصبحت حروبه في قطاع غزة يدرك بها المرء أنه أوهن من بيت العنكبوت، خاضت المقاومة عدة حروب واخرها العصف الماكول، إداركت إسرائيل أن قطاع غزة يمثل لها مسألة وجود ، قتلت المقاومة الفلسطينية 1400 إسرائيلي واصابت 5123 واسرت 250 جلهم من العسكريين هذه الدولة التي يعتبر جيشها الاقوى عالميا كما هو متعارف دوليا اصبحت عاجزة عن حماية نفسها او تستشعر بخطر قادم ، هزت استخباراتها واصبحت تطلب حماية من امريكا والغرب، في حين آخر قد أعادت هذه العملية الثقة بالمقاومة ودورها في التحرير .
كاريزما سياسية وقتالية وذكية هو يحيى السنوار الرئيس الفعلي لحركة حماس، واتهمه جيش الاحتلال والولايات المتحدة بأنه مهندس الهجوم غير المسبوق على غلاف غزة.
خرج السنوار الذي يبلغ من العمر 61 عاما من السجون الإسرائيلية في صفقة وفاء الأحرار والتي أمضى فيها 23 عاما بتهمة قتل جنديين اسرائيلين وعملاء لدى اسرائيل، شارك في تأسيس الجناح العسكري وكان له الأساس في الربط بين جناح الحركة السياسي والعسكري، عرف بالحي الميت، أو كما يطلق عليها الإعلام الغربي بعديم الضمير ووحشي، ولكن هل كانت اسرائيل في مواجتها مع حماس نظيفة الضمير ؟ هنا تكمن إزدواجية المعايير ، 17الف استشهدوا اغلبهم من النساء والاطفال، ابيدت مناطق في قطاع غزة، واستهدفت المدارس والمستشفيات والمراكز الحيوية ،وإجتيحت غزة بريا وزاد اعداد الأطفال والنساء، لماذا؟ لانها هذه المعركة معركة مستقبلية، تريد بها اسرائيل فرض نفسها كحالة الدفاع عن نفسها أو كحالة الدفاع عن الحضارة المتوحشة التي غزت العالم الإسلامي في قرون عدة.
قام الأروبيون الذين لم يسبقوا أحد من الشعوب بقتال الإنسان، فالعالم لاينسى حرب نابليون التي قتل اكثر من ستة ملايين انسان، أو في الحرب العالمية الثانية التي اجتحات فيها المانيا بولندا وقتل نحو ثمانين مليون انسان ثم ناهيك عن المجازر والحروب الدموية وفي عهدها الأخير كانت حرب العراق إحدى الحروب في القرن الواحد والعشرون في 2003 بذريعة امتلاك اسلحة دمار شامل مما أذى لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين وقتل أكثر من مليون عراقي، وقبل ذلك بحجة تفكيك القاعدة والقضاء على طالبان غزت أمريكا أفغانستان وقتل فيها أكثر من 47 ألف مدني قبل أن تنسحب منه مذلولة.
هذه هي حضارة الغرب وامريكا مبنية على القتل والتدمير، رغم تفوقها في التقدم التكنولوجي والمعرفي والعلمي إلا هناك مكامن موجودة داخلهم وهي القتل والإستبداد والعنف والسيطرة بالقوة وهو مايجري الان في حرب غزة يستمد هذا الكيان دمويتها ويزيد فيها ولو نظرنا الى واقع الامر لوجدنا ان كل الدعم الذي اتي لهذا الكيان هو الخوف عليه من الاندثار، هزيمتها في السابع من اوكتوبر جعلت زارعي هذا الكيان يهرعون لدعمه ومساندته وهذا الدعم الغير الموصوف من امريكا ماهو الا دليل على ضعف تلك المنضومة الثقافية ألا وهي امركة العالم أو الشرق الأوسط، ولكن اي حضارة وجدت بالعنف والقتل والتدمير توازيها حضارة أخرى مبنية على الدفاع عن نفسها لانها صاحبة الارض وتستمد الدعم من الارض وعدم الإنجرار وراء قتل الإنسان الأخر وغزة تعبتر خير دليل على انها برهنت على إيديولوجية في تكوين حضارة مقاومة ومقاتلة وداعمة لأن يعيش الإنسان في ارضه كريما معززا.
وزير الخارجية التونسي السابق رفيق عبد السلام ذكر في تحليله في منصة X على إعتبار إسرائيل تريد أن تفرض نفسها ووجودها :"كان من الممكن لدولة الاحتلال أن تجعل من عدوانها على عزة حربا عادية، كشأن الهجومات التي شنتها سابقا على لبنان والفصائل الفلسطينية في بيروت والأردن وداخل الساحة الفلسطينية، وهذا أمر معروف ومعهود تقوم به غالبا قوى الاستعمار ضد مقاوميها ورافضيها، ولكن إصرار قادة دولة الاحتلال ومن ورائهم القوة العظمى على تحويلها الى معركة وجود تتعلق بالحياة والموت، ومعركة حضارة على ما يروجون، بين قوى المدنية في مواجهة التوحش، وبين الغرب "اليهودي المسيحي" " المؤنسن" في مواجهة اعالم إسلامي مشيطن وموصوف بكل المحمولات السلبية والمرعبة، سيجعل منها فعلا حدثا من الوزن الثقيل، مثلما يجعل من هزيمتهم من الوزن الثقيل أيضا وقاسية ومدوية".
في 1941 بدأ هرتزل صياغة بعض أفكاره نحو التخلص من الدولة العثمانية، ففي مذكراته 1895 يجب أن يكون لإسرائيل دولة، واللدي أدار عمليات تخريب للحاكم العثماني انذاك، حينما اشتد الصراع جاء وعد بلفور سنة 1917 الذي حدد مصير فلسطين فبعد 100 عام من الصراع لم تكن الطبيعة الإستعمارية الغربية أو الأمريكية إلا دعما لهذا الكيان الغاصب، لو لم تكون تجري أحداث المقاومة في السابع من اكتوبر ولم يكن السنوار الذي جعل حماس كما يقول الإعلام العبري زوجة له ببعيد عن مايجري من حصار خانق على غزة قبل دخوله السجن إلا أن أي أحد ما محله يحمل غزة في قلبه وعقله كان سيفكر في هذا الهجوم ولو أعتبره الغرب هجوما على حضارتهم، هذه الحضارة التي تعتبر اسوء من حكم الإنسانية ولوحة موحدة عن ماضيها لمحو البشر وغزة تبقى شاهدة على مجرى الزمن.