- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
"الربيع الكيني".. مصادمات تحرق احتجاجات "الأغصان"
"الربيع الكيني".. مصادمات تحرق احتجاجات "الأغصان"
- 30 مارس 2023, 6:50:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يد تحمل الأغصان وأخرى تلقي بالحجارة.. مشهد جديد في اليوم الثالث من مسلسل الاحتجاجات ضد الحكومة والتضخم في كينيا.
كينيا ذلك البلد الأفريقي الذي خاض جولتي عنف دمويتين في أعقاب انتخابات رئاسية، واصل المحتجون فيه الصدام بشكل متقطع مع الشرطة مجددا.
واحتجاجات الخميس مستمرة لليوم الثالث على التوالي ضد الحكومة والتضخم، لكن الوضع يبدو حتى الآن أقل عنفًا مما كان عليه في اليومين السابقين.
ففي حيي كيبيرا وماثاري العشوائيين المكتظين في العاصمة نيروبي، نصب شبان حواجز وأضرموا النار في إطارات وألقوا مقذوفات على عناصر الشرطة الذين ارتدوا بزات مكافحة الشغب وردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
دوريات شرطية
ويقوم عدد كبير من عناصر الشرطة بدوريات في العاصمة الكينية، حيث ضعف النشاط، وبدت حركة المرور أقل كثافة من المعتاد، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفي كيسومو غربي البلاد، معقل زعيم المعارضة الكينية رايلا أودينغا، أشعلت مجموعات صغيرة من المتظاهرين النيران وسط الطريق ورشقت الشرطة بالحجارة.
ودعا أودينغا إلى احتجاجات مرتين في الأسبوع ضد الحكومة، يومي الإثنين والخميس، متهمًا الرئيس وليام روتو بـ"سرقة" الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس/آب وبأنه غير شرعي وغير قادر على كبح الأسعار المرتفعة.
زعيم المعارضة قال خلال زيارة لأحد أحياء شرق نيروبي، أمام حشد من الشبان يلوح بعضهم بأغصان مورقة لإظهار نواياهم السلمية: "يجب أن يحصل الكينيون على العدالة ولن نستسلم".
ومضى في اتهاماته للحاكمين في كينيا بقوله: "قدموا وعودا لم يفوا بها يوما".
وأمام درج سيارة دفع رباعي، أكد أن "كلفة المعيشة تزداد كل يوم ولن نبقى صامتين.. نقول لروتو إن الكينيين متعبون".
وشقت القافلة طريقها بصعوبة وسط حشد من الشباب الذين كانوا يرقصون، وسكان يحيونهم من شرفاتهم.
ونشرت قوات كبيرة لشرطة مكافحة الشغب على محور رئيسي في العاصمة يفترض أن يعبره أودينغا للوصول إلى محطته المعلنة التالية.
"جنون إجرامي"
وخلال اليومين الماضيين تصاعدت الاحتجاجات التي قالت الشرطة الكينية إنها غير قانونية، واستخدمت خلالها خراطيم المياه وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وكذلك الذخيرة الحية، بينما جرت عمليات نهب واسعة.
وقُتل مدنيان في غرب كينيا، وجرح 51 من ضباط الشرطة و85 مدنياً، خلال هذين اليومين، اللذين شهدا أيضا نهب شركة يملكها أودينغا في نيروبي ومزرعة يملكها أوهورو كينياتا سلف روتو، في ضواحي العاصمة.
وكان كينياتا دعم ترشيح أودينغا خلال الانتخابات الرئاسية في أغسطس/آب الماضي بعد خلاف مع روتو الذي كان نائبا للرئيس خلال ولايتيه.
وزير الداخلية الكيني كيثوري كنديكي، أكد بدوره الأربعاء أنه ستتم محاكمة كل من يخل بالنظام العام "بغض النظر عن الحزب السياسي" الذي ينتمي إليه، مستنكرًا في بيان "الفوضى والجنون الإجرامي".
والثلاثاء، عبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي عن "قلقه العميق إزاء العنف" في كينيا وحث على "الهدوء والحوار".
ويكافح عدد كبير من الكينيين لتأمين لقمة عيشهم اليومية في مواجهة ارتفاع أسعار المواد الأساسية وانخفاض قيمة الشلن الكيني والجفاف غير المسبوق في بعض مناطق البلاد.
وفي شباط/فبراير، بلغت نسبة التضخم 9,2 بالمئة على أساس سنوي، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وحدها بنسبة 13,3 بالمئة.
وقدم روتو -الذي عاد الخميس من زيارة رسمية استغرقت أربعة أيام لألمانيا وبلجيكا- نفسه خلال الحملة الانتخابية على أنه مدافع عن المظلومين ووعد بتحسين أوضاع الكينيين العاديين.
لكنه ألغى منذ ذلك الحين الدعم عن الوقود ودقيق الذرة، وهو عنصر أساسي في كينيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعاره.