السفير معصوم مرزوق يكتب : صناعة التاريخ

profile
السفير معصوم مرزوق دبلوماسي وسياسي مصري
  • clock 9 ديسمبر 2021, 2:20:25 م
  • eye 4957
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

حرصت علي متابعة الحديث التلفزيوني الذي أجرته إحدي المحطات مع الفريق محمد فوزي ، وما استنتجته من هذا الحديث ان الفريق فوزي : 

١- كان يكره عامر ولايحترمه.

٢- تم تعيينه من قبل عبد الناصر.

٣- انتهى به الامر بدون صلاحيات ولا مهام. ٤- ظل في منصبه رغم الوضع المهين لان عبد الناصر طلب منه الصبر والاحتمال. 

٥- ان الخلاف بين ناصر وعامر الذي بدا عام ٦٢ كان يتطور تحت الرماد ويزداد حدة وان كلا الطرفين كان يتحيز الفرصة لينقض على الاخر ويستولى على السلطة، لكن عبد الناصر كان يخطط لسنوات مقبلة بينما عامر انفعالي يرد ردودا فورية بدون حساب ما قد يحدث لاحقا . 

والحقيقة أن المرحوم فوزي ، القائد العسكري الفذ، كتب كل هذا بعد سنوات من الأحداث ، وكان موضوع عامر قد أصبح معلوما ، وصراعات القصر أمر معتاد حتي في أعتي الديمقراطيات ، ولست أدافع عن ما ترتب عليها بالنسبة لمصر ، وقد كان رأيي عند صدور كتاب فوزي أنه جاء متأخرا ، وأنه كان يتعين عليه أن يتخذ موقفا ، مثل أن يستقيل مثلا ، كما أنه كان طرفا في صراع السلطة في بداية حكم السادات ، وما كتبه في زمن مبارك كان بإختصار مشوشا بانفعالات شخصية .. 

وإن كان بعضها كما ذكرت كان قد صار معلوما .. 

ورغم عدم ثقتي بالمصادر الصهيونية ، إلا أنني قرأت فيها أغلب ما نشر حول الحروب مع العرب .. الوثائق الأمريكية التي أفرج عنها مؤخرا ، تكذب إدعاءات أبا إيبان بأن جونسون كان معارضا لإسرائيل .. ففي مساء يوم 5 يونيو بتوقيت واشنطن صعدت عشيقته اليهودية ماتيلدا إلي إحدي غرف النوم في البيت الأبيض كي تطارحه الغرام مكافأة له علي دوره المحوري في خطة الخداع الإسرائيلية ، حيث كان قد وجه دعوة لمسئول مصري للحضور إلي أمريكا لبحث حل سياسي ، وبالفعل كان زكريا محيي الدين يتأهب للسفر في نفس يوم العدوان ... 

لقد كتبت حلقات مسلسلة في مجلة الدبلوماسي التي تصدر عن النادي الدبلوماسي المصري ، ولمدة عام كامل حللت فيها مئات الوثائق التي كشفت بجلاء المخطط الذي رسم لمصر ..ومن ذلك سفينة التجسس الأمريكية ليبرتي التي كانت تتصنت علينا في البحر المتوسط وتقوم بعمليات التعطيل الإليكتروني، ومن الطريف أن الطائرات الإسرائيلية هي التي قصفتها كي تخفي معالم التٱمر ، وهذا ما دعي أسر الضباط الأمريكيين الذين قتلوا برفع دعاوي ضد إسرائيل ودار تداول طويل في المحاكم تسرب منه الكثير واضطرت إسرائيل في النهاية للإعتراف ودفع تعويضات .. الخ .

ما أردت أن أقوله هو أن مصر كانت تتعرض لتٱمر يهدف إلي عرقلة دورها التحرري في المنطقة والعالم الثالث ، ولكن ذلك لا يعني إعفاء أي مخطئ من مسئولياته ، ولقد كتبت في ذلك أيضا وبشكل نقدي لدرجة أثارت ضدي بعض رفاق الدرب ، حتي وصل الأمر في خريف 2017 أنني وقفت في مؤتمر عام لحزب ناصري واعلنت أن "الناصرية" ليست ديانة نتعبد بها .

التعليقات (0)