- ℃ 11 تركيا
- 22 يناير 2025
معصوم مرزوق يكتب : عودة جندي !
معصوم مرزوق يكتب : عودة جندي !
- 12 أكتوبر 2021, 1:17:03 م
- 37538
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كان السؤال الذي عاد به عشرات الآلاف من الشباب بعد انتهاء الحرب هو " ما الذي سوف نغعله بعد ذلك ؟ "
اغلب الجنود كانوا في الجبهة ست سنوات من شبابهم ، بعضهم لم يتوظف بعد ، والبعض الآخر تم تعيينه ولكنه لم يلتحق بعمله ، وبعضهم كان لديه قبل التجنيد خطط طموحة في السفر والإلتحاق ببعثة تعليمية للحصول علي درجة الدكتوراة ..
وربما كان الفلاحين والعمال اقل الفئات قلقا من المصير بعد انتهاء الحرب ، فأطماعهم محصورة في أرض يفلحونها أو فن صناعي يجيدونه ، وبالتالي فأن الإنتهاء من القتال كان لا يعني سوي ترك السلاح وحمل الفأس أو الشاكوش
.
ومع ذلك ، فلم تكن الحياة رحيمة بأغلب العائدين ، كان العبور والقتال ذروة تفوق عالية ، من الصعب نفسيا القبول بأي شئ لا يطاولها ، ثم أن التغيرات السريعة في الأحوال السياسية والإقتصادية وخاصة مع بدء سياسة الإنفتاح عام ١٩٧٤ أثرت بشكل عميق علي رجال إعتادوا العطاء بلا مقابل ، ليواجهوا أوضاع خشنة لا يتنفس فيها إنسان إلا بمقابل ، كما ان بعضهم عاد مصابا وحمل عاهة سواء في بدنه أو نفسيته ، وقد كتبت مرة أن كل من عادوا من الجبهة أحياء كانوا جرحي حرب في حاجة إلي علاج وتأهيل .
وقد تابعت عن قرب معاناة بعض جنودي ، وبعض رفاقي من شباب الضباط ، كان المجتمع المصري مثل كل المجتمعات التي خرجت من حروب طاحنة لديه أغنياء الحرب والإنتهازيين الذين سارعوا كي يقطفوا ثمار رواها الرجال بدمائهم ..
وأصبح " العبور " مناسبة موسمية ، اطلقت عليها في كتاباتي " مولد العبور " ، في الذكري السنوية تنصب الخيام وتصدح الأناشيد والأغاني ، مهللة لعبقرية صاحب القرار ، وصاحب الضربة الجوية .. ثم ينتهي المولد ، وتطوي الخيام وينفض السامر ، بينما يواصل الرجال محاولة دفن ذكري الرفاق الشهداء ، وتضميد جراح لا تبرأ ، والإنسحاب من الحياة .
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أربعاء, 22 يناير 2025
الدفاع المدني بغزة: انتشال رفات 153 شهيداً منذ بدء وقف إطلاق النار أربعاء, 22 يناير 2025
أكاديمية المركز الخبري تختتم دورة في الذكاء الإصطناعي أربعاء, 22 يناير 2025
جيش الاحتلال يقتل أب فلسطيني أمام أطفاله بجنين الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام اثنين, 21 يونيو 2021
كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج رواية إسطنبول 2020
جمعة, 12 نوفمبر 2021
بداية جديدة : رواية إسطنبول 2020..رواية بين دولتين أربعاء, 27 أكتوبر 2021
يوم الوصول : رواية إسطنبول 2020..رواية بين دولتين