د. السيد نجم يكتب : جذور ما يحدث في القدس

profile
د.السيد نجم كاتب وناقد أدبي
  • clock 20 مايو 2021, 9:08:19 ص
  • eye 1147
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ما زلت أشير الى أن ما يحدث الان فى القدس له جذوره العدائية عند العبرانيين فى فلسطين، 

ومرفق فقرات من كتابى "الطفل والحرب فى الادب العبرى" الذى نشر عام 2011م حول رؤيتهم وسلوكهم مع القدس.

( ويعد موضوع ضم "القدس" إلى سلطتهم من مفاهيم أرض إسرائيل. وهو ما تجلى في كتاب  "يروشلايم يهودا فشومرون" (القدس والضفة الغربية، 1994م). 

وإلى جانب هذا صورة أحد أحياء الشطر الغربي من القدس التي ظهرت فيها بعض المؤسسات اليهودية، 

وفي القسم الخلفي من الغلاف عرض الكتاب صورا محددة للمقارنة بين ما عده تخلفا عربيا يقابله تقدم حضاري يهودي على أثر احتلال القدس والضفة الغربية، 

مع مخطط تنظيمي لبناء الهيكل الثالث المنتظر وقصور ملوك إسرائيل بهدف الإيحاء بأن كل ما في القدس من تطور وبناء وتراث وتاريخ مرده ومرجعه يهودي مرتبط بالوجود الإسرائيلي عبر التاريخ،

 هذا مع إغفال تام وتجاهل للحقب التاريخية العربية (الكنعانية واليبوسية) في هذه المدينة منذ 3500 سنة قبل الميلادwww.paldc.net) )

تغرس الكتب الدراسية الدينية الإسرائيلية في عقل الطالب، أنه رغم ابتعاد اليهود عن فلسطين لقرون طوال فإنها كانت في قلوبهم وعقولهم،

 وتؤكد النصوص الواردة في تلك الكتب أن أتباع الحركة الحسيدية (فريق خاص من اليهود شديدو التمسك باليهودية وتحقيق أطماع اليهود والصهيونية)

 ربطوا تقديس التوراة بتقديس أرض إسرائيل.. مع الرغبة دوما في أن يدفنون فيها أمواتهم من خارج إسرائيل.

مع إكساب الأرض صفة التقديس، وأنها أرض مقدسة. ومثال ذلك ذكر أن الحائط الغربي من أطلال الجدار الرئيسي الذي يرتكز عليه سور جبل الهيكل منذ ذلك العهد تحول إلى رمز يتوق إليه يهود البلاد ويهود العالم. 

فإليه حجوا على مدى أجيال وبكوا بجواره على الخراب وعبروا عن شوقهم لخلاص الشعب والبلاد.

وتورد من النصوص الدينية ما يؤكد هذه القدسية. والنص الآتي يعبر عن ذلك: "قدسية أورشاليم قديمة جدا، ونحن نعرفها في مخطوطات منذ عهد ملكي صادق،

 الذي كان معاصرا لإبراهيم أبينا. وهذا التراث استمر منذ ذلك التاريخ حتى الآن ".ويتابع الكتاب أن الملك داود حولها إلى مركز ديني واتخذها عاصمة أسباط بني إسرائيل كافة.

 وأقام ابنه سليمان فيها الهيكل المقدس. ومنذ أن دُمر الهيكل الأول عاد المسبيون من بابل إلى البلاد وأقاموا فيها الهيكل الثاني.


كما تعرض الكتب الدينية لأسباب الأعياد الدينية، أنها بسبب غيرة وكراهية وحقد "الأغيار" منهم وعليهم. ونظرا لعبقريتهم وتفوقهم كانت أحقاد غيرهم عليهم. 

فعيد الفصح مرتبط بخروج اليهود من مصر، أرض العبودية والذل، ويوم التاسع من آب يوم حريق الهيكل، وعيد يوم التاسع من تموز احترقت فيه أسوار القدس، 

ويوم الثالث من تشرين يوم مقتل الملك جدلياهو وتعرض الكتب لعلاقات اليهود بالأغيار على أنها سلسلة من مظاهر الكراهية والعداء لليهود بدءا من السبي البابلي ودمار الهيكل الأول، 

مرورا بالمواجهات مع اليونان، وانتهاء بخراب الهيكل الثاني والسبي الروماني.

وأن شعور اليهود بالتفوق والتميز يضرب بجذوره في التاريخ القديم بسبب خصوصية علاقتهم بالرب وارتباطهم بالتوراة، هذا مع أنهم من "أصغر الشعوب". 

وتبين تلك النصوص للأغيار أن اليهود يتميزون في نمط حياتهم بالمقارنة بنمط حياة الأغيار، كما أن إيمانهم بالرب مختلف عن إيمان الأغيار بربهم،

 فعلى الرغم من الاختلاط بين اليهود والأغيار في الإسكندرية بمصر وفي قيصريا بفلسطين وبعض المدن في سوريا فإن اليهود لم يتعلموا السير على دروب الأغيار؛

 فقد حافظوا على أعيادهم الخاصة، ولم يأكلوا من ذبائح الأغيار ولم يتزوجوا منه.  

ولا يمنع الإشارة إلى تلقين الصغير حول إسرائيل الجديدة، وأن إسرائيل هي نور الأمم، وواحة الديمقراطية الغربية،

 ورائدة العالم الثالث. وعلى مستوى الأفراد تتحدث النصوص عن ذكاء اليهود،

 وعن النسبة غير العادية من اليهود الحاصلين على جوائز نوبل، وذلك لأن هذه الصفات الإيجابية نابعة من الخصوصية اليهودية.  (www.alasra.ps)

التعليقات (0)