- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
السيسي وآبي أحمد وحميدتي يعيدون أزمة سد النهضة للواجهة
السيسي وآبي أحمد وحميدتي يعيدون أزمة سد النهضة للواجهة
- 23 يناير 2022, 5:11:54 م
- 433
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من جديد، عادت أزمة سد النهضة إلى الواجهة، إثر تصريحات لكل من الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" ورئيس وزراء إثيوبيا "آبي أحمد"، وزيارة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني "محمد حمدان دقلو" (حميدتي) لأديس أبابا.
والسبت، بدأ "حميدتي" زيارة هي الأولى من نوعها بعد استيلاء العسكر على السلطة في 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي، زيارة وصفت بـ"النادرة" إلى الجارة أديس أبابا حيث التقي رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإثيوبيين، حاملا بصحبته عدة ملفات، على رأسها تطورات الأوضاع السياسية وأزمة سد النهضة.
وتعد زيارة "حميدتي"، الأولى لمسؤول كبير من الخرطوم إلى الدولة المجاورة بعد عام من التوتر في منطقة حدودية متنازع عليها.
ورغم عدد من جولات المفاوضات، لم يتمكن السودان وإثيوبيا اللذان يدور بينهما خلاف منذ أكثر من عشر سنوات على سد النهضة الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل، من التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود بينهم.
وبعيد وصول نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى أديس أبابا أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي تغريدة باللغة العربية رحب فيها بالرجل، معربا عن تقديره "للأواصر التاريخية العميقة التي تربط بين شعبينا الشقيقين والتي لا يجوز فصلها مهما كانت الظروف".
وقبل ثلاثة أيام قال "آبي أحمد"، في بيان، نشره على حسابه بتويتر: "حان الوقت لبلداننا الثلاثة، إثيوبيا ومصر والسودان، لرعاية الخطاب نحو بناء السلام والتعاون والتعايش المتبادل والتنمية لجميع شعوبنا دون الإضرار ببعضها البعض. والنيل بشكل عام ومشروع سد النهضة على وجه الخصوص مناسبان لمثل هذا الغرض الأسمى". لكنه لم يتطرق إلى المفاوضات.
<blockquote class="twitter-tweet"><p lang="en" dir="ltr">The GERD as a site of cooperation <a href="https://t.co/IbH9gEvvzh">pic.twitter.com/IbH9gEvvzh</a></p>— Abiy Ahmed Ali 🇪🇹 (@AbiyAhmedAli) <a href="https://twitter.com/AbiyAhmedAli/status/1484093237983862788?ref_src=twsrc%5Etfw">January 20, 2022</a></blockquote> <script async src="https://platform.twitter.com/widgets.js" charset="utf-8"></script>
وقبل بيان "آبي أحمد" بنحو أسبوع، أكد الرئيس المصري على هامش "منتدى شباب العالم" الذي عقد في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، تمسك بلاده بوجود اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملف سد النهضة مع الجانب الإثيوبي، مشيرا إلى معاناة مصر من الفقر المائي، وفقا للمعدلات الدولية.
وتعليقا على ذلك يقول الإعلامي والمحلل السياسي، "محمد شمس الدين"، لموقع فضائية "الحرة": "بعد المعارك الدامية التي أثقلت كاهل الإثيوبيين هناك من يعتقد أن آبي أحمد يحتاج إلى أي تطور لإخراجه من العزلة أو العقوبات المحتملة".
وتأتي هذه الزيارة بينما يشهد البلدان دوامة من أعمال العنف، فالحرب الأهلية تتفاقم في إثيوبيا بينما يشهد السودان تظاهرات يجري قمعها منذ سيطرة الجيش على الحكم في أكتوبر/ـشرين أول، وقتل فيها أكثر من سبعين شخصا.
وفي هذا السياق، يقول رئيس تحرير صحيفة "التيار" السودانية، "عثمان الميرغني"، إن تداعيات الأوضاع الداخلية في السودان والخلافات الحدودية بين الخرطوم وأديس أبابا أضافت بعدا آخر للخلاف حول سد النهضة.
ويشكل سد النهضة الإثيوبي الذي يفترض أن يصبح أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهرمائية في أفريقيا، مصدر قلق للقاهرة والخرطوم اللتين يمر النهر عبر أراضيهما وتخشيان انخفاض إمدادات المياه.
وبالتزامن مع زيارة "حميدتي"، انتشرت أنباء عن زيارة أخرى سيقوم بها الرئيس المصري إلى السودان.
وتأتي هذه التطورات في وقت استضافت فيه السعودية، الأسبوع الماضي، مؤتمر أصدقاء السودان، بحضور عدة دول من بينها الإمارات، الأمر الذي يعول عليه الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي، "سمير راغب"، قائلا: "يوجد حراك خليجي ولا نستطيع استبعاد تأثير الإمارات والسعودية على السودان وإثيوبيا وعلاقتهما بمصر".
ويرى "راغب" أنه ليس من مصلحة الإمارات والسعودية إلا الوصول لتسوية في تلك المنطقة، مضيفا "لا أحد يتخيل عدم انحياز السعودية والإمارات لموقف دولتي المصب العربيتين الصديقتين، كذلك ليس من مصلحتهما نشوب صراع مع إثيوبيا حيث تربطهما بها علاقات اقتصادية واستثمارات".
ويقول راغب: "مصر لم تستغل فترة انشغال الجانب الإثيوبي بالصراع الداخلي للضغط عليها فيما يتعلق بقضية السد، بل أكدت تمسكها بالتفاوض والحوار".