الصحفي الإسرائيلي «ب. ميخائيل» يكتب: لـيـس «مـعـاً» ولـن «نـنـتـصـر»!

profile
  • clock 8 نوفمبر 2023, 10:40:59 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بقلم: ب. ميخائيل عن "هآرتس"

كلمة "معاً" دائماً ألقت علي الخوف. هي جاءت من عالم القطعان. من أمسيات الأغنام العامة. من الرتابة الاستبدادية وطمس الهوية. حسب رأيي، الصوت الواحد هو عكس كل واحد على حدة. و"معاً" تميل أحيانا إلى التدهور إلى حد الإجماع، لا سمح الله.
ها أنا علي أن أكون "معاً". من أجل أن ننتصر. ولكن "معاً" مع من بالضبط؟ مع أسراب العنصريين والمكارثيين الذين خرجوا من مستنقع الإنسانية؟
"معاً" مع شرطة ونيابة عامة تشاركان بسعادة واجتهاد في صيد الساحرات للواشين في الشبكات الاجتماعية؟
هل "معاً" مع السموتريتشيين الذين يستغلون فظائع الحرب من أجل ممارسة الفظائع على جيرانهم ويسلبونهم أراضيهم؟
مع قطيع الجنرالات الذي عاد لاستيطان الاستوديوهات ويسوق من هناك الشعارات النتنة؟ (باستثناء جنرال واحد يصمم على أن يقول أقوالاً مفيدة، لن أذكر اسمه حتى لا يسيئوا له).
هل مطلوب مني أن أكون "معاً" مع وزير الدفاع الذي يغلق صنبور المياه على الرضع والأطفال؟ مع الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي الذي لا يعرف لفظ الكلمات البسيطة "فلسطينيون غير مشاركين"؟ مع قنوات البث التي أصبحت قنوات دعاية تسير فوق البيض كي لا تزعج، لا سمح الله، قطيع المشاهدين؟ (باستثناء حفنة من الصحافيين يستحقون عدم ذكر أسمائهم أيضاً لنفس السبب).
هل يجب أن أكون "معاً" مع عميحاي إلياهو، رجل أشكلوت الذي هو مفجر نووي وشرير ابن شرير، ووزير التراث أيضاً؟ طالما أنه هو المسؤول عن التراث فمن الجدير به تطعيم الأطفال ضد هذا التراث.    
"معاً" مع وزيرة الإعلام السابقة ويوسيان غريب الأطوار، اللذين يقومان بتسويق أفكار الإبادة الجماعية؟ لسبب ما هما لم يتم استدعاؤهما للتحقيق معهما في الشرطة مثل كل من يظهر ذرة من الشفقة على طفل تم سحقه تحت أنقاض بيته الذي تم تفجيره.
هل أكون "معاً" مع السفير في الأمم المتحدة، الذي في لفتة هزلية من أحد الناجين من الكارثة قام بوضع رقعة صفراء على قميصه؟
يبدو لي أن هذه الرقعة الصفراء قد احمرّت خجلاً من شدة العار.
ليعرف السفير وكل الذين حملوا رايات النازية أن هناك بعض المبادئ التوجيهية الأساسية للتعرف على النازيين: المرء بحاجة إلى شعب واحد مقتنع بأنه متفوق منذ الولادة، وبحاجة إلى سلسلة قوانين عنصرية وتمييزية، وبحاجة إلى شعوب تعتبر متدنية ولذلك يجب احتلالها واستعبادها وطردها أو إبادتها.
هذه نازية. أنا على قناعة بأنه حتى السفير سينجح في أن يشخص في منطقتنا نماذج مناسبة أكثر للمقارنة.
للأسف، لكن أنا لا يمكنني أن أكون "معاً" مع كل هؤلاء. أنا لم أكن في أي يوم ولن أكون معهم إلى الأبد – هذا ما آمله. وستضطرون إلى تدبر أموركم من دوني.
بخصوص "الانتصار"، أيضاً في هذه المرة لن يكون انتصار. سيكون قصف وسحق وانتقام. ولكن لن يكون انتصار. لأنه يبدو أنه حكم علينا، أو ربما نحن حكمنا على أنفسنا، أن نكون مثل الرجل في فيلم "النهوض أمس صباحاً"، الذي عاش مرة تلو الأخرى نفس اليوم.
هكذا نحن أيضاً، مرة تلو الأخرى سبق وهزمنا الفلسطينيين. مرة تلو الأخرى. وحتى الآن نحن نستيقظ مرة تلو الأخرى على نفس الأمس. عالقون في دائرة مفرغة لا مخرج لها.
الانتصار الحقيقي يمكننا الاحتفال به فقط بعد أن يتحقق لنا حلمان خياليان وهما التحرر بالكامل من الاحتلال وإقامة جدار فولاذي بين الدين والدولة.
فقط عندها ربما نستطيع. ويجب علينا أن نسمح للشعب الفلسطيني ببناء وطن قومي لنفسه. وطن يعطيه حقوق الإنسان وسبباً للعيش وهواء للتنفس. لأنه فقط عندما يكون له وطن فستكون لدينا راحة. هذا سيكون انتصاراً، فقط هذا ولا أي شيء غيره.

التعليقات (0)