تكبير الخط تصغير الخط

كشف تقرير غير منشور قُدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واطلعت عليه وكالة بلومبرغ، أن الحرب الدائرة بين ميليشيات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية "مدعومة بأنشطة اقتصادية غير مشروعة، تشمل نهب موارد مثل الصمغ العربي والذهب".

نهب الصمغ العربي لدعم الولاء

ووفقًا للتقرير، فإن قادة ميليشيات الدعم السريع في دارفور "سمحوا" بنهب الصمغ العربي لضمان ولاء مقاتليهم.

يُستخدم الصمغ العربي، وهو مستحلب عضوي يُستخرج من نسغ أشجار الأكاسيا، في صناعة مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك المشروبات الغازية الشهيرة، والصابون، والأدوية، والحلويات، ومستحضرات التجميل.

وتعد السودان المصدر الرئيسي لهذا المنتج الحيوي، إذ توفر نحو 70% من الإمدادات العالمية. وتنمو أشجار الأكاسيا في حزام يمتد على مساحة 518,000 كيلومتر مربع في جنوب البلاد، وهي منطقة تخضع إلى حد كبير لسيطرة قوات الدعم السريع، وفقًا لبلومبرغ.

أرقام صادمة عن نهب الصمغ العربي

أشار التقرير الأممي إلى أن تجارًا أكدوا نهب قوات الدعم السريع لصمغ عربي بقيمة 14.6 مليون دولار بين يناير ويونيو من العام الماضي.

كما قُدرت كمية الصمغ العربي المهربة إلى تشاد وحدها بين 50,000 و70,000 طن في عام 2024.

منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، دخل السودان في دوامة من العنف أدت إلى كارثة إنسانية، حيث نزح 12.5 مليون شخص من منازلهم، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، بينما يُقدر عدد القتلى بالآلاف.

انتهاكات جسيمة من طرفي الصراع

وُجهت اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم واسعة النطاق، بما في ذلك الاعتداء الجنسي، والنهب، والتعذيب، والإعدام الميداني للمدنيين. كما تعرضت القوات المسلحة السودانية لانتقادات بسبب حملاتها القصفية العشوائية.

وفي تقرير حديث لمنظمة العفو الدولية، تم توثيق انتهاكات جنسية واسعة ضد النساء والفتيات، تضمنت حالات اغتصاب، واغتصاب جماعي، واستعباد جنسي، نُفذت بين أبريل 2023 وأكتوبر 2024.

واستند التقرير إلى مقابلات مع ناجيات وأقاربهن في مخيمات اللاجئين بأوغندا، وأكدت العفو الدولية أن هذه الجرائم قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

الإمارات في دائرة الاتهام

فيما نفت قوات الدعم السريع مرارًا تورطها في نهب وتهريب الصمغ العربي، أشار التقرير إلى أن الإمارات العربية المتحدة تعد الداعم الأكبر لهذه القوات، حيث توجد أدلة على استمرار تزويدها بالسلاح رغم الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب.

وفي تطور خطير، اتهم السودان الإمارات بالتواطؤ في الإبادة الجماعية خلال جلسة استماع أمام محكمة العدل الدولية يوم الخميس، مشيرًا إلى دعمها لقوات الدعم السريع.

الإبادة الجماعية في دارفور

زعم السودان أن عمليات الإبادة الجماعية التي استهدفت مجتمع المساليت، وهو مجتمع أفريقي أسود في دارفور، لم تكن لتحدث دون دعم الإمارات.

وفي العام الماضي، توصل تحقيق مستقل أجراه مركز راؤول والنبرغ إلى وجود "أدلة واضحة ومقنعة" على أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها "ارتكبت وترتكب جرائم إبادة جماعية ضد المساليت".

يُذكر أن ولاية غرب دارفور كانت مسرحًا لهجمات عرقية مكثفة من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها ضد مجتمع المساليت في عام 2023.