الصيام مدرسة الصبر..كيف يصبح رمضان فرصة الإنتصار على النفس؟

profile
  • clock 20 فبراير 2025, 2:38:05 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الصوم يربي في الإنسان الانتصار على النفس، فترك الصائم كُلَّ رَغِيبَةٍ لَهُ مِنْ أَكْلٍ شهي، وشَرَابٍ عَذبٍ، وَفاكِهةٍ يانعةٍ، وَغَيرِ ذَلِكَ كَزِينَةِ زَوجةٍ أَو جَمالِهَا، وتكرار ذلك على مدار شهر كامل -لا شك- أنه ينصر المسلم على نفسه، ويقوى سلطانُه عليها، حتى يصبح هذا الانتصار خُلُقًا وطبعًا له بعد رمضان. 

وقال مرصد الأزهر  أن الشهواتُ حواجزُ تحجز عنه مواردَ التوفيقِ، وصوارفُ تصرفه عن النجاح في أمر آخرته التي هي رأس الأمر كله، والهدف الأسمى من وجود المرء في هذه الحياة الدنيا. وإن أهم شيءٍ ينتصرُ عليه الإنسان في نفسه هو الانتصار على الرياء الذي تهفو النفس إليه، وتحبُّ أن يَرى الناسُ ما قامت به من عملٍ صالحٍ تتفاخر به، وتُرضي غريزةَ حبِّ رؤيةِ الناس لأعمالها، 

ويأتي رمضان  ليكون شهرَ الإخلاص بلا منازع، يأتي وقد توفرت فيه كلُّ عوامل النجاح للمؤمن على القضاء على كل دواعي الرياء وأسبابه، وتنمية عنصر المراقبة والتجرد لله عز وجل لديه، ولقد بيَّن اللهُ سبحانه وتعالى أنَّ الذي يريد بعمله عاجلَ الحياة الدنيا، فإنَّه يُعجِّل له فيها ثوابَه إذا شاء، ومصيرُه في الآخرة مفوض إلى الله عز وجل.

تحدث البروفيسور الدكتور نيفزت ترحان عن شهر  رمضان قال، شهر الصوم عن المشاعر السلبية مثل الغضب، والكراهية، والغيرة، والعداء، بالإضافة إلى الصوم عن الطعام والشراب. يؤكد ترحان على أن انخفاض نسبة السكر في الدم خلال الصيام قد يزيد من الانفعال، لكن هذا يُعتبر فرصة لتدريب الصبر والتحمل. يُشبه الغضب بالنار التي يجب إخمادها أولاً بتغيير التركيز، ثم تبريدها بفهم أسبابها، بدلاً من تأجيجها بمزيد من التفكير. 

يُوصي ترحان بالتركيز على فعل الخير للآخرين كأفضل وسيلة لمكافحة الغضب، حيث يقلّ الشعور بالسلبية لدى الطرفين. رمضان يُعتبر فرصة لتعزيز المرونة النفسية من خلال تأجيل الرضا، وتدريب النفس على ضبط الانفعالات والرغبات، وامتلاك الانضباط الداخلي لتحقيق الحرية الحقيقية – وهي الحرية من الرغبات والدوافع، وليس مجرد فعل ما يُريد المرء.


 

التعليقات (0)